تحليل إخباري: محللون إسرائيليون يقللون من احتمالية أن يؤثر اغتيال نصر الله على قوة حزب الله العسكرية
القدس 29 سبتمبر 2024 (شينخوا) قلل محللون عسكريون في إسرائيل من احتمالية أن يؤثر اغتيال أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر على قوة الحزب العسكرية أو خفض التوتر مع إسرائيل.
وقتل نصر الله في غارة جوية إسرائيلية على حارة حريك في الضاحية الجنوبية ببيروت أول أمس (الجمعة) بعد أكثر من 30 عاما من قيادة الحزب.
وقال حزب الله في بيان رسمي السبت إن "السيد نصرالله التحق برفاقه الذين قاد مسيرتهم نحو 30 عاما من نصر إلى نصر".
وإلى جانب نصر الله، قُتل أكثر من 20 من عناصر حزب الله برتب مختلفة في غارة الجمعة على الضاحية الجنوبية، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الأحد).
-- ضربة قوية ولكن ليست قاضية
ووصفت الدكتور كارميت فالنسيا من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي اغتيال نصر الله بـ"الضربة القوية ولكنها ليست قاضية".
وقالت كارميت لوكالة أنباء ((شينخوا)) "صحيح أن حزب الله تلقى أقوى ضربة يمكن أن تتخيلونها، لكن دعونا لا ننسى أن قدراته العسكرية المتقدمة لا تزال موجودة، وترسانته الصاروخية والقذائف كذلك".
وأضافت فالنسيا "يتعين على إسرائيل أن تعمل على صياغة استراتيجية خروج ذكية، تنتهي بتحقيق الهدف النهائي لهذه الحرب المتمثل بإعادة الأسرى من غزة".
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الجاري هجوما جويا مكثفا على الأراضي اللبنانية أطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية.
وأعلنت إسرائيل في منتصف سبتمبر الجاري توسيع أهداف الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، إلى لبنان للسماح بعودة سكان الشمال الذين نزحوا منه بفعل المواجهات مع الحزب اللبناني.
-- نقطة تحول تاريخية
وفي أول تعليق له على مقتل نصر الله، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاغتيال يمثل "نقطة تحول تاريخية يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط".
وقال نتنياهو في بيان إن القضاء على نصر الله كان خطوة نحو تحقيق هدف إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان وتغيير ميزان القوة في المنطقة لسنوات قادمة.
وترى أورنا مزراحي من معهد دراسات الأمن القومي أن الأحداث التي جرت لحزب الله وعلى رأسها اغتيال أمينه العام "مفصلية" وتمهد لمرحلة جديدة.
وأضافت لـ ((شينخوا)) أن ما حدث لا يعني أن الحزب اختفى ولن يستمر في تشكيل التهديد، مشيرة إلى أن التهديدات التي تواجه إسرائيل لم تختف، بل تغيرت.
وتابعت قائلة إنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن الحرب ضد الحزب لم تنته بعد، وما يزال يشكل "قوة كبيرة تهددنا من لبنان".
وخاض الجيش الإسرائيلي وحزب الله مواجهة عسكرية في صيف العام 2006 استمرت أكثر من شهر وتوقفت بصدور القرار الأممي 1701.
ومنذ الثامن من أكتوبر الماضي يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف بشكل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية على خلفية الحرب في غزة.
-- التلويح بعملية برية في لبنان
ومع التصعيد الحاصل في القتال بين حزب الله وإسرائيل خلال الأيام الماضية، تلوح الأخيرة بتنفيذ عملية برية في جنوب لبنان.
والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه أنهى تمرينا يحاكي مناورة برية في لبنان، واستدعاء لواءين من قوات الاحتياط على الحدود الشمالية، في وقت أكد فيه قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين أن القوات الإسرائيلية مستعدة لتنفيذ مناورة برية في لبنان.
ويرى اللواء احتياط غادي شمني أن الحل الوحيد لإحداث تغيير في الجبهة الشمالية بعد اغتيال نصر الله هو تنفيذ عملية عسكرية برية في جنوب لبنان.
وقال شمني لـ ((شينخوا)) إنه "لا يمكن هزيمة العدو بالضربات الجوية فقط، من الممكن تدمير القدرات، لكن من المستحيل هزيمته دون العمل على الأرض وتحقيق الهدف ألا وهو تغيير الواقع الأمني".
من جهته، قال مئير بن شبات الرئيس السابق لمعهد مسغاف لأبحاث الأمن القومي "يسود قلق في العالم من التدهور لحد حرب شاملة، وفي إسرائيل هناك لحظات من النشوة إلى جانب الاستعداد لسيناريوهات مختلفة، ولكن لا توجد فيها حالة من الاستكبار".
واعتبر أن الإجراءات العسكرية المستمرة التي تتخذها إسرائيل توضح بأنها عازمة على إحداث تغيير جذري وأنها لن تكتفي بتحقيق مجرد "صورة نصر"، وقال "أعداؤنا لم يدركوا مغزى 7 أكتوبر والاهتزاز الذي أحدثه هذا اليوم المشؤوم في التفكير والتصرف الإسرائيلي".
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة أدت إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية.
وجاء الحرب بعد أن نفذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيل إضافة إلى احتجاز رهائن.