عمال صينيون في الخارج يحتفلون بعيد وطنهم الأم بالتفاني في العمل
بكين أول أكتوبر 2024 (شينخوانت) يصادف العام الجاري الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية حيث يقضي معظم الناس عطلة "الأسبوع الذهبي" الطويلة التي تمتد لمدة سبعة أيام مع أسرهم، أو الالتقاء بالأصدقاء، أو الذهاب إلى الحدائق للاستمتاع بمناظر الخريف الجميلة. ولكن هناك الآلاف من العاملين الصينيين الذين لا يمكنهم العودة إلى وطنهم الأم للم شملهم مع أقاربهم وأصدقائهم، وهم لا يزالون ملتزمين بعملهم الشاق، ويقدمون إنجازاتهم البارزة عبارة عن تهنئة للوطن الأم في عيد ميلاده الخامس والسبعين.
ويعمل تشانغ جيان يه مديرا لمشروع الخط الأزرق للسكك الحديدية الخفيفة في مدينة لاغوس النيجيرية التابع لشركة الصين للسكك الحديدية. ويعد هذا المشروع الأكبر من نوعه للبنية التحتية في تاريخ لاغوس التي تعد أكبر مدينة وأكبر اقتصاد في أفريقيا، وأول خط سكة حديد خفيف مكهرب في غرب أفريقيا، ويبلغ طول الخط 27 كيلومترا ويحتوي على 11 محطة. وسيخفف المشروع ضغط المرور في لاغوس بشكل كبير، ويعزز الترابط بين النقل النهري والبحري والبري والجوي للبضائع والركاب بعد دخوله طور التشغيل.
وعلى الرغم من اقتراب العيد الوطني، إلا أن تشانغ جيان يه يظل مشغولا كل يوم في موقع العمل. وقال لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن عام 2024 هو العام العاشر الذي يقضيه في الخارج خلال فترة العيد الوطني. وعلى مر السنين، أصبحت المكتبات والمباني الإدارية والتجارية التي شارك في بنائها معالم محلية بارزة مضيفا أنه يفتخر كثيرا بإسهاماته في التطور السريع للبنية التحتية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية.
ويبعد حقل ميسان النفطي في العراق 350 كيلومترا عن العاصمة بغداد. ويقع هذا الحقل في منطقة صحراوية مهجورة، حيث تبلغ درجة الحرارة القصوى فيه ما يقارب 60 درجة مئوية في الصيف، وهو من أصعب حقول النفط في العراق. وفي عام 2010، وقعت شركة الصين الوطنية للنفط البحري عقد تقديم خدمات فنية لمدة 20 عاما لحقل ميسان النفطي، ومنذ ذلك الحين، يواصل موظفوها تقديم الخدمات لضمان زيادة إنتاج النفط في الحقل.
وخلال العيد الوطني المقبل، سيلتزم أكثر من 1800 موظف وعامل صيني وأجنبي في حقل ميسان النفطي بالبقاء في مواقع عملهم، وستراقب كل الأقسام التغيرات المناخية، وتحلل ديناميكيات إنتاج آبار النفط، وتُحسن معايير الإنتاج وتعدلها لضمان إنتاج النفط والغاز بشكل منتظم ومستقر. ويتحقق مدير المشروع وانغ شوه شين كل صباح من حالة العمليات ويتشاور مع الشركاء حول الخطوات التالية ويصدر التعليمات التنفيذية. وبعد ظهر كل يوم، ينظم الموظفين لتحليل بيانات تشغيل آبار النفط.
ويعمل قاو ليانغ مهندسا في مشروع السكك الحديدية العالية السرعة بين الصين وتايلاند، وهو مسؤول عن إدارة العمليات في الموقع. ويعد هذا المشروع أول خط سكك حديدية عالي السرعة بمعيار قياسي في تايلاند، وأول مشروع خارج الصين يستخدم معايير تصميم السكك الحديدية الصينية ويمول ذاتيا من البلد المضيف. ويبلغ طول الخط الذي تبنيه شركة البناء الصينية 23 كيلومترا، ويدخل حاليا في فترة تسريع بناء شامل، ومن المتوقع أن يكتمل بحلول عام 2026. وسيغير مشروع السكك الحديدية العالية السرعة بين الصين وتايلاند بشكل كبير الوضع الحالي للبنية التحتية في تايلاند بعد اكتماله.
وقال قاو ليانغ للمراسل إن هذا المشروع كبير الحجم، ويتضمن العديد من العمليات على ارتفاعات عالية، ويتمتع ببيئة بناء معقدة، ويجب عليه ضمان سلامة البناء وسيره بسلاسة، لذا سيظل يعمل مع زملائه في الخطوط الأمامية خلال هذا العيد الوطني، مضيفا أن زملاءه التايلانديين يتطلعون بشدة لركوب القطار العالي السرعة لزيارة الصين بعد الانتهاء من المشروع، ومن أجل مساعدتهم في تحقيق حلمهم، سيواصل العمل بجد واجتهاد في موقع المشروع.