(وسائط متعددة) منظمات أممية تحذر من انهيار كارثي في لبنان وتدعو لتدخل دولي عاجل

بيروت 30 سبتمبر 2024 (شينخوا) حذرت منظمات أممية اليوم (الاثنين) من أن لبنان "على حافة الهاوية ومعرض لانهيار كارثي" بسبب الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة عليه، ودعت إلى تدخل دولي  عاجل  لإنهاء النزاع ومعالجة أسبابه الجذرية.

جاء ذلك في بيان أصدرته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) أعلنت فيه عن إصدار دراسة بعنوان "الأثر المتعدد الأبعاد للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان" أصدرتها الإسكوا بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.

ورسمت الدراسة وفق البيان "صورة قاتمة للخسائر البشرية، ففي يوم واحد في 23 سبتمبر الجاري، قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية 569 شخصا، وأصابت 1850 آخرين، بمن فيهم 50 طفلا و94 امرأة، وهو ما يمثل في القرن الـ21 واحدة من أكثر الخسائر البشرية الناجمة عن غارات جوية في يوم واحد".

ولفتت إلى أن "ارتفاع عدد الضحايا والمصابين دفع بالنظام الصحي المنهك أساسا في لبنان إلى حافة الهاوية ، وذلك في حين تجهد المستشفيات للتكيف مع الوضع".

وذكرت أن "النزوح الجماعي لأكثر من 200 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، أدى إلى خلق أزمة إنسانية حادة، كما أدى إلى تقييد الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية".

وأشارت الدراسة إلى أن "الصراع يخلف دمارا هائلا في اقتصاد لبنان، حيث من المتوقع أن ترتفع معدلات الفقر في المناطق الجنوبية بشكل كبير".

وقالت إنه "ستصل نسبة الفقراء إلى 94% في محافظة النبطية و87% في محافظة الجنوب ، وهما المنطقتان اللتان عانتا من وطأة الدمار بعد أن تضرر أو دمر أكثر من 23 ألف منزل في أرجائهما".

وفي هذا السياق، أوضحت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي أن "هذا النزاع دمر ليس فقط البنى التحتية، بل أيضا نسيج المجتمع ذاته ، حيث أن تدمير المنازل والمدارس والمرافق الصحية، إلى جانب النزوح الواسع النطاق، يؤدي إلى تآكل رأس المال البشري وشرخ التماسك الاجتماعي".

وذكرت الدراسة أن "قطاعات اقتصادية رئيسية في لبنان تضررت بشدة، وقد تتجاوز خسائر قطاع السياحة شريان الحياة الحيوي 3 مليارات دولار، في حين قضي على القطاع الزراعي بسبب استخدام القنابل الفوسفورية الحارقة".

وخلصت إلى أنه "مع استمرار العنف، تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تدخل دولي سريع وحاسم".

يذكر أن الإسكوا هي إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة، وتعمل على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في الدول العربية  وعلى تعزيز التكامل الإقليمي.

وكانت تصاعدت حدة المواجهات بين حزب الله والجيش الاسرائيلي خلال الأيام الأخيرة بعد موجتي تفجيرات طالت أجهزة اتصالات لاسلكية يومي 17 و18 من سبتمبر الجاري وأعقبها شن الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الجاري هجوما جويا  غير مسبوق على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين أعلن حزب الله دخوله في مرحلة جديدة عنوانها مرحلة "الحساب المفتوح" يتابع فيها معركة اسناد غزة.

ومنذ الثامن من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله مع تنظيمات اخرى لبنانية وفلسطينية والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة.■