تقرير إخباري: إيران تقصف إسرائيل بصواريخ باليستية ونتنياهو يتوعدها بـ"دفع الثمن"
القاهرة أول أكتوبر 2024 (شينخوا) أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء اليوم (الثلاثاء) إطلاق "عشرات الصواريخ الباليستية" على إسرائيل التي قال رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو إن الهجوم "فشل" متوعدا طهران بأنها "ستدفع الثمن".
وقال الحرس الثوري في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) إن العملية تأتي ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في يوليو الماضي، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والقيادي في الحرس عباس نيلفروشان في سبتمبر المنصرم.
ووفقا للبيان، فإن العملية "جاءت متطابقة مع الحقوق القانونية للبلاد والقوانين الدولية"، محذرا إسرائيل من أنها ستواجه "هجمات ماحقة ومدمرة لاحقة" في حال أبدت "ردة فعل عسكرية" على هذه العملية.
وجاء القصف الإيراني في خضم تصعيد غير مسبوق في المواجهات بين حزب الله اللبناني وإسرائيل عبر الحدود بعد إعلان الأخيرة توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس في غزة، إلى لبنان لتشمل السماح بعودة سكان الشمال الذين نزحوا منه بفعل المواجهات مع الحزب اللبناني.
كما جاء القصف وسط حالة ترقب تسيطر منذ أسابيع على منطقة الشرق الأوسط للرد الإيراني على مقتل هنية، في حادثة نسبتها حماس وإيران إلى إسرائيل وتوعدتا بالرد، بينما لم تعلق إسرائيل على الاغتيال.
-- كيف بدأ القصف الإيراني
وقبل ساعات من القصف الإيراني، تزايدت التكهنات باحتمال شن طهران هجوما على إسرائيل على غرار هجوم شنته في أبريل الماضي بعدد كبير من المسيرات والصواريخ ردا على استهداف قنصليتها في دمشق.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هجاري بعد ظهر اليوم "أطلعنا شركاؤنا الأمريكيون أن إيران تستعد لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل خلال وقت قصير".
وخلال ساعات المساء، أعلن الجيش الإسرائيلي أن صواريخ أُطلقت من إيران باتجاه إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي افيخاي عبر منصة ((إكس)) "قبل قليل تم إطلاق صواريخ من إيران إلى الأراضي الاسرائيلية".
وفي إيران، أصدر الحرس الثوري بيانا أعلن فيه أن "قوة الجو فضاء التابعة للحرس الثوري، ضربت بعشرات الصواريخ البالستية، أهدافا عسكرية أمنية مهمة في قلب فلسطين المحتلة".
وقال البيان إن "هذه العملية تمت من خلال مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي وإبلاغ هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة ودعم ومساندة جيش الجمهورية الاسلامية الإيرانية ووزارة الدفاع".
وأضاف أن القصف جاء بعد فترة من "ضبط النفس" أمام انتهاك سيادة إيران من خلال "اغتيال المجاهد الشهيد الدكتور إسماعيل هنية" على يد إسرائيل، واستنادا إلى "حق البلاد في الدفاع المشروع عن نفسها تأسيسا على ميثاق الأمم المتحدة".
وجاء في البيان أن العملية تأتي كذلك بعد تصاعد "الممارسات الشريرة" لإسرائيل في ظل دعم أمريكا لها في ارتكاب "المجازر" في لبنان وغزة، وقتل "المجاهد الكبير زعيم محور المقاومة والأمين العام الشامخ لحزب الله السيد حسن نصر الله"، و"القيادي المقدام والمستشار الأعلى للحرس الثوري في لبنان اللواء حرس ثوري السيد عباس نيلفروشان".
-- الوعد الصادق 2
وأطلق الحرس الثوري الإيراني تسمية "الوعد الصادق 2" على العملية التي أطلقها الليلة ضد إسرائيل.
وقال الحرس الثوري في بيان ثان بشأن الضربات الصاروخية ضد إسرائيل، إنه استهدف "المراكز الاستراتيجية داخل الأرض المحتلة بالصواريخ التي صنعها أبناء إيران الإسلامية"، وذلك خلال عملية "الوعد الصادق 2".
وأضاف البيان أنه "على الرغم من أن المنطقة يتم حمايتها بأكثر المنظومات الدفاعية تطورا وأكبرها حجما، فإن 90 بالمائة من الإطلاقات أصابت أهدافها بنجاح".
وتم خلال هذه العملية، وفقا للبيان، "استهداف بعض القواعد الجوية والرادارية ومراكز التواطؤ والتخطيط لاغتيال قادة المقاومة" لا سيما إسماعيل هنية وحسن نصر الله والقادة العسكريين في حزب الله و"المقاومة الإسلامية" في فلسطين وقيادات الحرس الثوري.
وشدد البيان مجددا على أن "هذه العملية، نُفذت في إطار حق الدفاع المشروع ووفقا للقوانين الدولية"، محذرا من أن "أي حماقة يرتكبها العدو سيتم الرد عليها ردا مدمرا وتبعث على الندم".
لكن الجيش الإسرائيلي أعلن في المقابل اعتراض "عدد كبير" من الصواريخ، مشيرا إلى وقوع "أضرار" في مناطق متفرقة من البلاد.
-- إسرائيل تتوعد
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجوم الإيراني "فشل"، متوعدا طهران بأنها "ستدفع الثمن".
وقال نتنياهو في بيان مصور عممه مكتبه إن "إيران هاجمت إسرائيل الليلة مرة أخرى، بهجوم صاروخي. هذا الهجوم فشل نتيجة تصدي منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية لها التي تعتبر من أكثر من المنظومات تطورا في العالم، وأنا أبارك للجيش هذا الإنجاز".
وأضاف نتنياهو أن "إيران ارتكبت خطأ جسيما وستدفع ثمن ذلك. النظام الإيراني لا يدرك حجم تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا ومدى تصميمنا على القصاص من أعدائنا"
كما توعد الجيش الإسرائيلي إيران "بعواقب وخيمة" بعد وقوع "أضرار" جراء الهجوم الصاروخي.
وقال هجاري "ستكون هناك عواقب وخيمة للهجوم الصاروخي الإيراني ونحن مستعدون هجوميا للرد وسنقوم بالرد في المكان والزمان المناسبين".
وأضاف هجاري أن المنظومة الجوية الإسرائيلية اعترضت "عددا كبيرا" من الصواريخ، فيما سقط بعضها الآخر في مواقع متفرقة من البلاد وتسببت في وقوع "أضرار".
وأصيب شخصان على الأقل بجروح طفيفة خلال الهجوم الصاروخي الذي شنّته إيران على إسرائيل، وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن جهاز الإسعاف.
ونقلت موقع ((تايمز أوف إسرائيل)) عن جهاز الإسعاف قوله في بيان إنه "في الوقت الراهن، ليس هناك تقارير عن وقوع إصابات جراء إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، باستثناء إصابتين طفيفتين بشظايا في منطقة تل أبيب وبعض الإصابات الطفيفة في أنحاء أخرى من البلاد أثناء الانتقال إلى أماكن آمنة".
وأوقفت سلطة المطارات الإسرائيلية حركة الطيران مع إطلاق صافرات الإنذار في محيط مطار بن غوريون، قبل أن تعلن لاحقا عن إعادة فتح المجال الجوي الإسرائيلي أمام حركة الطيران.
-- دول عربية تغلق أجواءها
وأعلنت الأردن والعراق ولبنان إغلاق أجواءها على خلفية القصف الإيراني على إسرائيل.
وقال رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم الطيران المدني في الأردن هيثم مستو في تصريح نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن القرار يأتي عقب "التصعيد" في المنطقة، والذي قد ينتج عنه "مخاطر تؤثر على عملية الطيران والمسافرين وسلامتهما".
وشهدت المملكة مرور رشقات من الصواريخ القادمة من إيران باتجاه إسرائيل.
ووضعت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية التشكيلات والوحدات كافة على "أهبة الاستعداد" للتصدي لأي محاولات تهدد أمن واستقرار المملكة، بحسب مصدر عسكري مسؤول.
وأوضح المصدر في بيان أن ذلك يأتي "نظرا لما تشهده المنطقة والإقليم من تطورات وحالة عدم استقرار وتصعيد عسكري".
من جهتها، أهابت مديرية الأمن العام بالمواطنين "الاستجابة للتحذيرات من قبل الجيش جراء تعامل طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي مع العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني".
وحضت مديرية الأمن العام في بيان المواطنين على "عدم الاقتراب من باقي الأجسام الساقطة أو التعامل معها أو التجمهر بالقرب منها لحين وصول الفرق المختصة".
وفي خطوة مماثلة، أعلن وزير النقل العراقي رزاق محيبس السعداوي غلق الأجواء العراقية أمام حركة الطيران.
ونقل بيان للوزارة عن السعداوي قوله إنه "بسبب التوترات الإقليمية تم إيقاف الملاحة الجوية العراقية إلى اشعار آخر، من أجل الحفاظ على سلامة الطيران المدني في الأجواء العراقية".
وفي لبنان، أفاد المكتب الإعلامي لوزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حمية في بيان بإغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران لمدة ساعتين.
وجاء القصف الإيراني بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي بدء "عملية برية محددة" ضد أهداف لحزب الله بالقرب من الحدود مع جنوب لبنان، بإسناد جوي ومدفعي.
وتشن الجيش الإسرائيلي منذ الأسبوع الماضي هجوما جويا واسع النطاق في لبنان أطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ الثامن من أكتوبر الماضي على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وقُتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إثر غارة جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي الجمعة على ضاحية بيروت الجنوبية.
وكان مع نصر الله وقت حصول الغارة القيادي في الحزب علي كركي، وعباس نيلوشان من قادة الحرس الثوري الإيراني "الذين يتابعون في لبنان"، إضافة إلى من يحيطون بنصر الله وهم قائد حرسه وأحد المستشارين، وفق ما أعلن نائب الأمين العام للحزب اللبناني الشيخ نعيم قاسم.
