(وسائط متعددة) تحليل إخباري: تصاعد الصراع الإسرائيلي-الإيراني يشير إلى نقطة تحول في الشرق الأوسط
دمشق 7 أكتوبر 2024 (شينخوا) اعتبر خبراء ومحللون سياسيون في سوريا أن التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران وقصف الأخيرة لمواقع إسرائيلية ردا على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقبله إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، يمثل بداية لمرحلة جديدة "خطيرة" في المنطقة.
وقال الخبراء إن التطورات التي شهدتها المنطقة منذ اندلاع الصراع في غزة عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر من عام 2023، وما تبعه من تطورات دراماتيكية متواصلة من تصعيد بين إسرائيل وإيران وقصف متبادل، تشير إلى أن المنطقة تواجه الآن معركة "طحن عظم"، وتخطو باتجاه مشهد قد يكون بداية لمرحلة جديدة خطيرة باتجاه إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط.
ووفقا للخبير في العلاقات الدولية محمد نادر العمري، فإن الصراع المتكشف مدفوع بسلسلة من العوامل المترابطة.
وقال إن "الدور الأمريكي المستمر في العمليات العسكرية الإسرائيلية وخاصة في غزة، والذي صاغه نتنياهو كجزء من جهد أوسع لإعادة تشكيل المنطقة، هو العامل المركزي في هذا الوضع".
وأشار العمري إلى أن المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة في الحفاظ على نفوذها في الشرق الأوسط تلعب دورا رئيسا في السياسات العدوانية التي تنتهجها إسرائيل تجاه إيران وحلفائها.
وأوضح أن اغتيال شخصيات إيرانية بارزة، فضلا عن سلسلة من عمليات القتل المستهدفة لقادة حزب الله في لبنان، أدى إلى تعميق الصراع، مشيراً إلى أن رد إيران الأخير على الاستفزازات الإسرائيلية يحمل رسالة مفادها بأن إيران لن تتسامح مع النهج الإسرائيلي الحالي.
وأضاف العمري "إسرائيل تنظر إلى هذه اللحظة كفرصة فريدة، خاصة أن نتنياهو يسعى إلى جر إيران إلى صراع أوسع نطاقا، وبالتالي جر الولايات المتحدة مباشرة إلى المعركة".
ووفقا للخبير السوري، فإن هذه الاستراتيجية هي جزء من هدف إسرائيل طويل الأمد لتقويض القدرات النووية والعسكرية الإيرانية، والتي قد تنطوي على ضرب منشآت النفط والغاز الإيرانية أو مراكز إنتاج الصواريخ، مشيرا إلى أن "مثل هذا التصعيد من المرجح أن يتم تنسيقه مع واشنطن".
وحذر العمري من أن أي تصعيد كبير من جانب إسرائيل ضد الجانب الإيراني من شأنه أن يثير بالتأكيد رد فعل قويا.
وقال إن "الضربة الإسرائيلية على الأصول الإيرانية، وخاصة إذا استهدفت البنية التحتية ذات القيمة العالية أو القادة العسكريين، قد تدفع إيران إلى حملة انتقامية تستهدف المصالح والحلفاء الإسرائيليين".
وفي أعقاب رد إيران الأخير، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إيران "ارتكبت خطأ كبيرا وستدفع ثمنه"، فيما حذر مسؤول عسكري إيراني بارز من أن أي "تصرف غير مدروس" من جانب إسرائيل سيقابل برد إيراني "قاس ومدمر".
ورأى العمري أن "المنطقة أصبحت الآن على وشك صراع أوسع نطاقًا، ربما يتجاوز المناوشات بين إسرائيل وإيران، حيث تقف الدولتان على شفا حرب إقليمية كاملة النطاق".
وقال إن "السؤال الحقيقي ليس ما إذا كانت الضربات الانتقامية ستحدث، بل حجم وطبيعة هذه الضربات".
وبحسب العمري، فإن التصعيد الكبير بين إسرائيل وإيران قد ينطوي أيضا على تدخل مباشر من جانب الولايات المتحدة، نظرا لأن مشروع نتنياهو الأوسع في الشرق الأوسط يتماشى بشكل وثيق مع الأهداف الأمريكية.
وأضاف أن الاستجابة غير المتناسبة قد تدفع الشرق الأوسط إلى صراع متعدد الجبهات، والانتقال من المناوشات الخاضعة للسيطرة الحالية إلى حرب شاملة ذات آثار بعيدة المدى.
وقال "في ضوء تطلع الجانبين إلى حماية مصالحهما وحفظ ماء الوجه أمام الجماهير المحلية والدولية، لم نعد نتوقع مواجهات محدودة، فالمنطقة تقف على حافة شيء أعظم بكثير من الصراع الخاضع للسيطرة".
وأطلقت إيران نحو 180 صاروخا على أهداف إسرائيلية الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن ذلك كان ردا على اغتيال عدد من الشخصيات البارزة من بينها قادة لحماس وحزب الله وقائد عسكري إيراني بارز.
ومن جانبه، قال علي مقصود، وهو خبير سياسي وعسكري آخر لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل يشير إلى أن طهران انتقلت من مرحلة "الصبر الاستراتيجي" إلى مرحلة الانتقام المباشر ضد الهجمات الإسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان واغتيال الأصول الإيرانية.
ورأى مقصود أن الضربة الإيرانية ضد إسرائيل شكلت "نقلة نوعية " في مسار الصراع بين ايران وإسرائيل.
وإزاء تلك التطورات، أعرب أنس جودة، مؤسس حركة بناء الدولة ومقرها دمشق، عن شعور بعدم اليقين والقلق بشأن الوضع الحالي، مشيرا إلى أن الأحداث قد تتكشف بطرق متعددة لا يمكن التنبؤ بها.
وقال إن "أبواب الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها"، منتقدا ما وصفه بتصرفات إسرائيل "المتهورة".
وأضاف أنه بغض النظر عن النتيجة النهائية أو حل الصراع، فإن الضرر، سواء البشري أو المادي، سيكون كبيرا.
وشاطره القلق المحلل السياسي السوري عماد سالم، قائلا إن التصعيد الإسرائيلي الأخير تجاه لبنان وسوريا، ودخول ايران على الخط سيدفع المنطقة إلى نقطة خطيرة، مبينا أن تبادل القصف بين ايران وإسرائيل قد يؤدي بلا شك إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.
ورأى سالم أن "دعم الولايات المتحدة الامريكية لإسرائيل سيكون له نتائج كارثية على المنطقة"، مؤكدا أن الحرب نتائجها بشكل عام وخيمة وستجلب المزيد من الفقر والجوع وعدم الاستقرار.■








