مقالة خاصة: "الأرز العملاق" في جنوب غربي الصين يطلق العنان للإمكانات الزراعية
تشونغتشينغ 23 أكتوبر 2024 (شينخوا) مع قدوم فصل الخريف في الصين، تشهد البلاد موسم حصاد نشط. يخطو وانغ دي سنغ، الذي يبلغ طوله حوالي 170 سنتيمترا، في حقل أرز ليجد نفسه "غارقا" بين سيقان الأرز الشاهقة.
قال وانغ، نائب رئيس بلدة شيوان في حي داتسو ببلدية تشونغتشينغ جنوب غربي الصين، إن هذا النوع من نباتات الأرز يبلغ طوله ضعف الأنواع العادية، حيث يتجاوز ارتفاعه 220 سنتيمترا، مما أكسبه لقب "الأرز العملاق".
بدأت بلدة شيوان في زراعة هذا النوع من الأرز العملاق منذ عام 2021، بعد إنشاء مركز أبحاث من قبل مركز البحث والتطوير الوطني الصيني للأرز الهجين في المنطقة. وجمع فرع تشونغتشينغ العديد من الخبراء الذين يركزون على استزراع الطفرات في البيئة الفضائية والأرز الهجين واختبار الأصناف الجديدة وغيرها من المجالات البحثية.
"نجري تجارب حاليا على أكثر من خمسة أنواع جديدة من الأرز الهجين، بما في ذلك الأنواع التي تحتوي على مستويات منخفضة من المعادن الثقيلة، وتتحمل القلويات المالحة، والأرز الغني بالسيلينيوم"، حسبما قال لوه تشي تشيانغ، مدير مكتب فرع تشونغتشينغ.
شهدت الصين، المعترف بها باعتبارها المهد الرئيسي للأرز في جميع أنحاء العالم، إنجازا هائلا في عام 1973 عندما نجح العالم الراحل يوان لونغ بينغ، المعروف باسم "أبو الأرز الهجين"، وفريقه في تطوير أول سلالة أرز هجين عالية الغلة في العالم، مما خفف من جوع البشر.
وقال لوه "نواصل العمل على إطلاق العنان لإمكانات الأرز الهجين، وتمكينه من الازدهار في بيئات متنوعة، كجزء من جهودنا لإفادة مجموعة أوسع من الناس"، مشيرا إلى أن تكنولوجيات الأرز الهجين قد أُدخلت إلى العديد من البلدان التي تحتاج إليها.
ووفقا للوه، تسعى سريلانكا، إحدى الدول الشريكة في مبادرة الحزام والطريق في جنوب آسيا، إلى التعاون مع فرع تشونغتشينغ.
وأضاف لوه "نظرا لظروف التربة المحلية، فإن سريلانكا في حاجة ماسة إلى الأرز الذي يتحمل الملوحة، وهو ما يتماشى تماما مع أهدافنا البحثية"، مضيفا أن الخبراء من الجانبين يجتمعون بانتظام لتطوير التعاون، ويخططون لإدخال أصناف جديدة من الأرز الهجين والتكنولوجيات المبتكرة إلى سريلانكا، وإجراء تدريبات فنية، بهدف زيادة إنتاج الأرز وتحسين دخل المزارعين.
وأظهرت الإحصاءات الصادرة عن الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي في وقت سابق من هذا الشهر، أن الأرز الهجين قد تم إدخاله إلى ما يقرب من 70 دولة في القارات الخمس، مما أدى إلى زيادة كبيرة في غلة الأرز في العديد من البلدان الأفريقية من متوسط 2 طن إلى 7.5 طن للهكتار الواحد.
وفي بلدة شيوان، بعد الحصاد الأخير للأرز، يتم تربية جراد البحر في الحقول، حيث يستهلك هذا الكائن الآفات بينما تعمل نفاياته كسماد طبيعي للأرز.
وقال وانغ "هذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا نجرب زراعة الأرز العملاق، حيث توفر المياه العميقة لحقول الأرز العملاق بيئة مثالية لجراد البحر".
"في السابق، كنا نكسب حوالي 2000 يوان فقط (حوالي 281 دولارا أمريكيا) لكل مو (حوالي 667 مترا مربعا) من حقول الأرز. أما الآن، بفضل نموذج تناوب الأرز وجراد البحر، يمكننا كسب 6000 إلى 10000 يوان لكل مو"، حسبما قال ليو بوه، وهو مزارع محلي.
كما اجتذبت حقول الأرز العملاق ومجموعة متنوعة من أنواع الأرز الأخرى العديد من الزوار، ما دفع بلدة شيوان إلى تحويل بعض حقولها إلى وجهات سياحية ذات مناظر خلابة. وتستقبل البلدة سنويا عشرات الآلاف من الزوار وحوالي 30 ألف طالب يأتون في جولات تعليمية، وفقا للسلطات المحلية.
تواصل الصين إعطاء الأولوية للأمن الغذائي، حيث تطعم أكثر من 1.4 مليار شخص باستخدام 9 في المائة فقط من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم. وقد تم تنفيذ سلسلة من التدابير تشمل جميع أنحاء البلاد لتحسين إنتاج الحبوب على مدى السنوات الأخيرة، بما في ذلك تطوير المزيد من الأراضي الزراعية عالية المستوى وتعزيز التكنولوجيات الزراعية.








