(وسائط متعددة) مقالة خاصة: رياضة الكونغ فو تربط الصين والعراق بشكل أوثق
بقلم: رجب دوان
بغداد 27 أكتوبر 2024 (شينخوا) في ناد للكونغ فو بمدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، يمارس أكثر من مائة من عشاق فنون القتال الصينية بجد، أساليب الكونغ فو، وهم يرتدون ملابس التدريب الصينية التقليدية، حيث يتم تنفيذ كل ضربة بقوة ودقة.
ووسط التدريب المكثف، يمشي برهان كامل، مؤسس نادي الكونغ فو، بين صفوف المتدربين ليعلمهم كيفية أداء حركات الكونغ فو.
والكونغ فو رياضة من التراث والحضارة الصينية القديمة، ويعود تاريخها إلى بداية القوميات الصينية أي ما قبل خمسة آلاف عام.
ومثل معظم الأجانب المتحمسين للكونغ فو الصيني، وقع برهان في حب هذه الرياضة عندما شاهد أفلام بروس لي في طفولته وقام بشراء الكتب وأقراص الفيديو الرقمية (DVD) عن الكونغ فو، وبدأ رحلته في فنون القتال في الثامنة من عمره.
وكلما تعمق برهان أكثر زاد اهتمامه وشغفه بالثقافة الصينية.
وأوضح برهان أنه "من أجل إتقان في الفنون القتالية الصينية، لا بد من فهم الثقافة والفلسفة الصينية الكامنة وراءها".
وأضاف "كما يقول المثل العربي: اطلبوا العلم ولو في الصين، الأمر ينطبق على الكونغ فو أيضا".
وفي عام 2011، انطلق برهان إلى مقاطعة خنان الصينية لتحقيق حلمه في رياضة الكونغ فو الصينية، ووفرت هذه الرحلة لبرهان تدريبا محترفا شاملا وفهما أعمق للمنطق الثقافي والروح الفلسفية وراء أنماط الكونغ فو الصينية المختلفة.
واعتبر برهان أن "كل حركة في الكونغ فو تجسد جوهر الفلسفة الصينية القديمة".
وعلى مدى السنوات التالية، عاد البرهان إلى الصين عدة مرات لتلقي التدريبات المتعمقة، وفي عام 2017، أسس نادي شاولين كونغ فو في السليمانية، حيث لا يقوم بتعليم الكونغ فو الصيني فحسب، بل يقدم الثقافة الصينية للعراقيين أيضا.
ومنذ ذلك الوقت، شارك أكثر من 3000 من عشاق الكونغ فو العراقيين في النادي، من بينهم الأطفال وحتى كبار السن.
وقال سوران خفاف، وهو عاشق للكونغ فو الصيني يبلغ عمره 59 عاما، إنه بدأ تعلم الكونغ فو قبل 15 عاما، ما جعله يدرك أن جوهر هذه الرياضية لا يركز على القتال فحسب، بل يهتم أكثر بتحدي المخاوف الداخلية للمرء.
وتابع "حصلت على فهم أعمق وأشمل للثقافة الصينية عن طريق تعلم الكونغ فو، والهدف الحقيقي لممارسة الكونغ فو ليس السيطرة على الآخرين أو ظلمهم، بل تنمية الثقة بالنفس والاستقلال الشخصي وأخلاق التسامح".
ووفقا لسوران، فإن هذا الأمر يتماشى مع الفلسفة الصينية التقليدية وصورة الصين على الساحة الدولية.
أما دانيال باهادين (17 عاما) فيقول إنه تعلم الانضباط والمثابرة من الكونغ فو.
وولد دانيال في شنتشن الصينية وعاش في الصين لمدة خمس سنوات قبل العودة إلى العراق مع والديه.
وقال دانيال "أبحث دائما عن طرق لإعادة التواصل مع ذكرياتي عن الصين، حتى وجدت هذا النادي للكونغ فو".
وأضاف أن "النادي ربطني بالصين مرة أخرى وتعلمت الانضباط النفسي والمثابرة عبر تعلم الكونغ فو الصيني".
ويشعر برهان بالسعادة وهو يرى أن الكثير من العراقيين قد طوروا اهتماما قويا بالتنمية والثقافة الصينية من خلال تعلم الكونغ فو.
وبالنسبة لبرهان، فإن الكونغ فو الصيني ليس مجرد جسر يربط العراق بالصين فحسب، بل هو نافذة بنسبة للعراقيين لفهم الثقافة الصينية بشكل أفضل أيضا.
وأكد برهان أن "ممارسة الكونغ فو تساعد على تقوية الجسم، وفي الوقت نفسه تقرب بين قلوب الشعب الصيني والعراقي أيضا. وعلى الرغم من المسافة البعيدة، أصبح الصين والعراق أقرب وأكثر تفاهما بفضل التبادلات الثقافية".■