مقالة خاصة: شركة "إنتل" الأمريكية تكشف عن استثمارات إضافية في الصين لتعزيز سلسلة التوريد المحلية
تشنغدو 29 أكتوبر 2024 (شينخوا) أعلنت شركة "إنتل" الأمريكية العملاقة للرقائق يوم الاثنين المنصرم عن توسيع قاعدة التعبئة والتغليف والاختبار الخاصة بها في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، وذلك لتعزيز كفاءة سلسلة التوريد المحلية وخدمة العملاء الصينيين بشكل أفضل.
ومع زيادة رأس المال بمقدار 300 مليون دولار أمريكي، ستركز السعة المضافة في قاعدة الشركة بشكل أساسي على خدمات التعبئة والتغليف والاختبار لرقائق الخوادم لتلبية طلب العملاء الصينيين على حلول التغليف المخصصة. وقالت الشركة في إعلان إنه سيتم أيضا إنشاء مركز جديد لحلول العملاء لتعزيز كفاءة سلسلة التوريد المحلية وزيادة الدعم للعملاء الصينيين.
وبدورها، قالت وانغ روي، نائبة رئيس الشركة الأولى ورئيسة مجلس إدارة شركة "إنتل" في الصين، إن سعي الصين المستمر للتنمية عالية الجودة والانفتاح رفيع المستوى يمثل الأساس والقوة الدافعة لتطوير "إنتل" على المدى الطويل في السوق الصينية، ولم تتغير إستراتيجية "إنتل" المتمثلة في أن تكون متجذرة في الصين وخدمة عملائها أبدا.
وتعد قاعدة تشنغدو، التي دخلت حيز التشغيل في عام 2003، واحدة من أكبر مراكز تعبئة واختبار الرقائق لشركة "إنتل" على مستوى العالم.
وفي خضم التعافي الاقتصادي العالمي المليء بالتحديات، يعد الحفاظ على مرونة واستقرار سلاسل الصناعة والتوريد العالمية أمرا بالغ الأهمية لتعزيز النمو.
هذا وتعرضت شركة "إنتل" لضغط كبير من حيث الإيرادات في السوق العالمية خلال السنوات الأخيرة. وقال باي مينغ، باحث في الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي التابعة لوزارة التجارة الصينية، إن "إنتل" تطمح إلى الاستفادة من نمو السوق الصينية للتغلب على التحديات التجارية وتعزيز أدائها العام.
وظلت "إنتل" تعمل في الصين منذ ما يقرب من أربعة عقود، حيث أنشأت أول مكتب تمثيلي لها في بكين في عام 1985. وأصبحت الصين السوق الإقليمية حيث تمتلك "إنتل" أكبر استثمار وأكثر منظماتها شمولا خارج الولايات المتحدة. ويأتي ما يقرب من ربع إيرادات "إنتل" العالمية التي تزيد عن 50 مليار دولار أمريكي من السوق الصينية.
وتوضح هذه الخطوة الجديدة مرة أخرى أهمية السوق الصينية للاعبين العالميين في مجال الرقائق. في العام الماضي، زار مسؤولون تنفيذيون من العديد من شركات الرقائق العملاقة الصين، سعيا لإجراء تعاون أوثق مع أكبر سوق لأشباه الموصلات في العالم، حيث قال بات جيلسنجر، الرئيس التنفيذي لشركة "إنتل"، خلال زيارته للصين في أبريل 2023، إن الصين تلعب دورا مهما للغاية في إستراتيجية أعمال "إنتل".
وفي السنوات الأخيرة، وبينما تقوم واشنطن بفرض قيود على تجارة أشباه الموصلات على الصين باستمرار، بل وتحاول قطع تدفق رأس المال الأمريكي إلى قطاعات التكنولوجيا الفائقة الصينية، وجد صانعو الرقائق الأمريكيون أنه من المستحيل ولا يحتمل "الانفصال" عن ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وذكر تقرير صادر عن جمعية صناعة أشباه الموصلات الأمريكية لعام 2021 بوضوح أن "الوصول إلى السوق الصينية الضخمة ضروري لنجاح أي شركة رقائق قادرة على المنافسة عالميا اليوم وفي المستقبل".
وقال باي: "ساعدت الأسس الاقتصادية المستقرة للصين، إلى جانب التحسين المستمر لبيئة أعمالها، على تعزيز ثقة الشركات الأجنبية، بما في ذلك شركة 'إنتل'، في سعيها لتحقيق النمو في البلاد".
وتم إنشاء إجمالي 42108 شركات جديدة ذات استثمارات أجنبية في الصين خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، بزيادة 11.4 في المائة على أساس سنوي، بحسب وزارة التجارة.