الأمين العام لحزب الله اللبناني: إسرائيل لم تكن ملتزمة بالقرار 1701 وأحصينا 39 ألف خرق جوي وبحري للقرار
بيروت 30 أكتوبر 2024 (شينخوا) أكد أمين عام "حزب الله" اللبناني الشيخ نعيم قاسم اليوم (الأربعاء) أن إسرائيل لم تكن ملتزمة بالقرار 1701، مشيرا إلى إحصاء 39 ألف خرق جوي وبحري للقرار، لافتا إلى أن "إسرائيل تعتدي يوميا على لبنان منذ العام 2006.
جاء ذلك في أول كلمة متلفزة للشيخ قاسم بعد انتخابه أمس (الثلاثاء) أمينا عاما لحزب الله خلفا لحسن نصرالله الذي اغتيل بغارة إسرائيلية على مقر قيادة الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر الماضي.
وأعلن أن برنامج عمله هو "استمرارية لبرنامج عمل قائدنا حسن نصر الله في كل المجالات، السياسية والجهادية والاجتماعية والثقافية".
وقال "سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها مع قيادة المقاومة، وسنبقى في مسار الحرب ضمن التوجهات السياسية المرسومة".
وأضاف "نتعامل مع تطورات هذه المرحلة بمراحلها"، مشيرا إلى أن "مساندة غزة، كانت واجبة لمواجهة خطر إسرائيل على المنطقة بأسرها من بوابة غزة" موضحا أن "لأهل غزة حق إنساني وعربي وإسلامي وديني وقومي على الجميع أن ينصروهم".
وأكد أن "مقاومتنا وجدت لمواجهة الاحتلال ونواياه التوسعية ومن أجل تحرير الأرض"، مشيرا إلى أنه "قبل أن يكون حزب الله موجودا اعتدت إسرائيل سنة 1978 على لبنان ودخلت إلى جزء من الأرض ولم تخرج، رغم القرار الدولي 425".
وأضاف "اجتاحت إسرائيل لبنان سنة 1982 ولم يكن حزب الله موجودا بحجة ضرب المقاومة الفلسطينية .. وبقيت من سنة 1982 إلى سنة 2000 لأنها كانت تريد أن تؤسس لشريط حدودي يهيئ لها التوسع في المستوطنات".
وأكد أن "المقاومة هي التي أخرجت إسرائيل من جنوب لبنان وليس القرارات الدولية".
وأضاف "بعد عدوان يوليو سنة 2006 كان القرار 1701 "، مشيرا إلى أنه من 2006 إلى أكتوبر 2023 نفذت إسرائيل 39 ألف خرق جوي وبحري للقرار1701.
وقال "كانوا يصورون وكانوا يرصدون تحركاتنا وكانوا يجمعون داتا للمعلومات.. إذا لا تقولوا كانت إسرائيل ملتزمة ونحن تحرشنا بها، لم تكن إسرائيل ملتزمة و39 ألف خرق يعني أنهم كانوا يعتدون".
وأضاف "في 7 أكتوبر حصل "طوفان الأقصى"، وفي 11 أكتوبر كان هناك نقاش جدي في داخل إسرائيل مع الأمريكيين أن يخوضوا حربا ضد حزب الله".
وأشار إلى أنه "في إسرائيل قبل "طوفان الأقصى" كانوا يستعدون لفكرة حرب مفاجئة في وقت معين، وكانوا يدرسون كل خطواتها".
واعتبر أن "الدخول بجبهة مساندة من أجل دعم غزة كسر مجموعة من الأفكار ومجموعة من المباغتات التي كان يمكن أن تحصل في وقت معين".
وقال "بالمقاومة نعطل مشروع إسرائيل"، مشيرا إلى أن "إسرائيل ليست بحاجة لذريعة، ومن الأفضل أن يكون عندنا مقاومة ذات هجوم دفاعي ..ونحن اعتبرنا أنفسنا في إطار الدفاع الاستباقي والجهوزية".
وأكد "إننا اليوم في غزة وفي لبنان وفي المنطقة، نواجه مشروعا كبيرا، هذه ليست حرب إسرائيلية على لبنان وغزة، هذه حرب إسرائيلية أمريكية أوروبية عالمية، فيها كل الإمكانات على مستوى العالم حتى تقضي على المقاومة".
وأضاف "هذا مشروع بالحد الأدنى، أمريكي إسرائيلي، كامل التبني من قبل أمريكا، تستخدم في هذا المشروع كل الوحشية والإبادة والإجرام".
ورأى أن "هذه المواجهة ستكشف أن القيم الغربية، ومن يحدثنا عن حقوق الإنسان والطفولة والمرأة، هم كذابون، وهذه القيم كلها سقطت، لأنها تقف إلى جانب المتوحشين".
وأكد حول الحرب على لبنان "نحن لا نقاتل نيابة عن أحد ولا لمشروع أحد، نحن نقاتل من أجل مشروعنا وهو حماية لبنان وتحرير أرضنا ومؤازرة إخواننا في فلسطين، ومشروعنا أن يكون بلدنا مستقلا، وأن نمنع أمريكا وإسرائيل أن تتحكم فينا".
وقال إن "إيران تدعمنا لمشروعنا ولا تريد شيئا منا"، مضيفا "إيران ليست من تقاتل بنا كما يقول البعض وهي ليست بحاجة لقتالنا".
ورحب "بأي دولة عربية أو إسلامية أو من هذا العالم إذا كانت تريد أن تدعمنا في مقاومة إسرائيل".
وأكد ان "إمكانيات حزب الله كبيرة وواسعة ، والميدان يثبت ويؤكد تعافي الحزب من الهجمات التي تعرض لها لأنه مؤسسة كبيرة ومتماسكة وذو إمكانات كبيرة".
وقال إن "الإمكانات لدى حزب الله متوافرة وتتلاءم مع حرب الميدان الطويلة".
وأشار إلى أن "الاحتلال اعترف بعجزه أمام صواريخ الحزب والطائرات المسيرة وهي تضرب ضمن برنامج ميداني مدروس نحن نستهدف القواعد والعسكر أما هم فيستهدفون الإنسان والبشر والحجر ويريدون إيلامنا".
وأضاف "على العدو أن يعلم أن قصفه لقرانا ومدننا لن يجعلنا نتراجع والمقاومة قوية وهي تمكنت من إيصال مسيرة إلى غرفة بنيامين نتنياهو، وقد نجا هذه المرة وربما أجله لم يحن بعد".
وتوجه إلى قادة إسرائيل بالقول "ستهزمون حتما لأن الأرض لنا وشعبنا متماسك حولنا.. فأخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم وإلا ستدفعنون ثمنا غير مسبوق".
وقال "نحن مستمرون في التصدي للعدوان وإذا أراد العدو وقفه نقبل لكن بالشروط التي نراها مناسبة "، مضيفا أن "أي حل سياسي يبقى بالتفاوض غير المباشر ودعامة أي تفاوض هي وقف إطلاق النار أولا".
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الماضي هجوما على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ الثامن من أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وتكثف إسرائيل من غاراتها وقصفها على مناطق جنوب وشرق وجبل لبنان وضاحية بيروت الجنوبية وصولا إلى بيروت ، علما أنها أعلنت في مطلع أكتوبر الجاري عن بدء عملية برية بالقرب من الحدود مع جنوب لبنان.