شي جين بينغ يشدد على متابعة الهدف الاستراتيجي المتمثل في بناء الصين لتصبح دولة قوية في مجال الثقافة وتطوير الثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد باستمرار خلال جلسة الدراسة الجماعية الـ17 للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني
بكين 31 أكتوبر 2024 (شينخوا) عقد المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بعد ظهر يوم 28 أكتوبر الجاري جلسة الدراسة الجماعية الـ17 حول بناء الصين لتصبح دولة قوية في مجال الثقافة. وأكد شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني خلال ترؤسه الجلسة أنه من الضروري متابعة الهدف الاستراتيجي المتمثل في بناء الصين لتصبح دولة قوية في مجال الثقافة بحلول عام 2035، والتمسك بالماركسية باعتبارها الفكر التوجيهي الأساسي والتجذر في الحضارة الصينية الواسعة والعميقة، ومواكبة اتجاه تطور تكنولوجيا المعلومات، والتطوير المستمر للثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد التي تتمتع بقوة هائلة في القيادة الأيديولوجية والتماسك الروحي وجاذبية القيم والتأثير الدولي، وتعزيز القوة الروحية للشعب باستمرار، وترسيخ الأساس الثقافي لبناء الصين لتصبح دولة قوية وإحياء النهضة الوطنية.
وقام الأستاذ وانغ بوه، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس جامعة بكين، بعرض القضية المذكورة وقدم اقتراحاته بشأن العمل في هذا الصدد. واستمع أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب إلى شرحه وأجروا مناقشة حوله.
وبعد الاستماع إلى الشرح والمناقشة، ألقى شي جين بينغ خطابا مهما أشار فيه إلى أنه "منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، التزمنا بوضع البناء الثقافي في مكانة بارزة في الحكم والإدارة، وأطلقنا سلسلة من الترتيبات المهمة، حيث تم تشكيل الفكر الثقافي الاشتراكي ذي الخصائص الصينية في العصر الجديد، ودفع البناء الثقافي لتحقيق إنجازات تاريخية من خلال التقويم من الأصل والمصدر والتمسك بالأصالة مع الابتكار، واتخاذ خطوات ثابتة إلى الأمام في بناء قوة ثقافية اشتراكية".
وأكد شي على ضرورة اتباع طريق تنمية الثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بثبات، والتمسك بقيادة الحزب، وتحسين قدرات الحوكمة بمجال الثقافة في ظل المعلوماتية، وترسيخ أساس متين لحوكمة الحزب وقاعدته الجماهيرية أيديولوجيا وروحيا وثقافيا، مؤكدا على الالتزام بالنظام الأساسي للمكانة التوجيهية للماركسية في المجال الأيديولوجي، والتطبيق الكامل للفكر الثقافي الاشتراكي ذي الخصائص الصينية في العصر الجديد، وتطوير الثقافة الاشتراكية الوطنية والعلمية والجماهيرية الموجهة نحو التحديث والعالم والمستقبل. كما شدد على الالتزام بتوجيه القيم الاشتراكية الجوهرية، وبناء الروح الصينية والقيم الصينية والقوة الصينية باستمرار، وتطوير وتقوية القيم العامة والرأي العام المهيمن والثقافة الدارجة.
وأكد شي على أهمية تحفيز حيوية الابتكار والإبداع الثقافيين للأمة بأسرها، مشددا على التمسك بالتوجه الإبداعي المتمحور حول الشعب، والمواظبة على منح الأولوية للمنافع الاجتماعية وتلاقيها مع المنافع الاقتصادية، واتخاذ تحفيز حيوية الابتكار والإبداع كحلقة وصل مركزية في تعميق إصلاح الأنظمة والآليات في مجال الثقافة، فضلا عن تسريع تحسين نظام الإدارة وآلية الإنتاج والتشغيل في هذا المجال. وحث على تحسين آلية العمل المتعلق بخدمة وإرشاد وتنظيم الإبداع والإنتاج الأدبي والفني مع التركيز على رفع قدرة الابتكار الأصلي الثقافي، وخلق مجموعة من الكلاسيكيات العصرية التي تتجذر بعمق في قلوب الناس وبناء قمة جديدة للثقافة الصينية، داعيا إلى خلق بيئة ثقافية جيدة، وتطوير الديمقراطية الأكاديمية والديمقراطية الأدبية والفنية بشكل كامل، ودعم الكتاب والفنانين والخبراء والباحثين للاستلهام من الحياة اليومية وتكريس أنفسهم للإبداع، وتعزيز التنامي المستمر لحيوية الابتكار والإبداع الثقافيين، واستكشاف الآلية الفعالة للدمج بين الثقافة والتكنولوجيا وتحقيق التمكين الرقمي والتحول المعلوماتي للبناء الثقافي، من أجل تحويل مزايا الموارد الثقافية إلى مزايا للتنمية الثقافية.
وشدد شي على التمسك الدائم بتركيز البناء الثقافي على الناس ولأجل الناس، وترقية قدرات عرض الخدمات والمنتجات الثقافية انطلاقا من تلبية الاحتياجات الروحية والثقافية المتنوعة والمتعددة المستويات والمختلفة الجوانب لجماهير الشعب، وتعزيز إحساس جماهير الشعب بالكسب والسعادة من ناحية الثقافة، داعيا إلى الاهتمام بدور الثقافة في الارتقاء بالطموحات وإشباع الوجدان والحفاظ على المعنويات العالية للأمة بأكملها. كما أكد على ضرورة احترام قانون تنمية المواهب، وتحسين آليات اختيار المواهب وتدريبها واستخدامها وتحفيزها بما يتماشى مع خصائص مجال الثقافة، وخلق بيئة سياساتية مواتية لاكتشاف المواهب والاهتمام بها وتثمينها، وبناء صفوف من المواهب الثقافية العالية المستوى التي تتسم بنطاقها الواسع وتركيبتها المعقولة وحرصها على الابتكار.
كما أكد شي على أهمية توارث التراث الثقافي الصيني من خلال الاستفادة منه بشكل إبداعي وتطويره على نحو ابتكاري، مشددا على رفع المكانة الثقافية للأمة الصينية عاليا، وحماية كنوز الحضارة الصينية التي مرت بتقلبات الزمن وإذكائها وتطويرها على نحو جيد، واستكشاف وتفسير المغزى الروحي للثقافة التقليدية الجميلة للأمة الصينية بعمق، واستخدام الماركسية لتنشيط العوامل الممتازة في الثقافة التقليدية الصينية وإضفاء مغزى العصر الجديد عليها، وتطوير الثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. ودعا إلى الالتزام بإجلال التاريخ وحب الثقافة، وتعزيز الحماية المنهجية والإشراف الموحد للتراث الثقافي مع التمسك بمبادئ وضع حمايته في المقام الأول والاستخدام الرشيد له والحد الأدنى من التدخل فيه، وتحسين أنظمة وآليات حماية التراث الثقافي وتوارثه، وتسريع تحسين منظومة القوانين واللوائح ذات الصلة.
وشدد شي على ترقية القوة الثقافية الناعمة الوطنية وتأثير الثقافة الصينية باستمرار ودفع إعادة تشكيل نمط الاتصالات الدولية، والابتكار في الاتصالات الدولية عبر الإنترنت، وبناء نمط متعدد القنوات والأبعاد للاتصالات الدولية. وأخذ زمام المبادرة في الترويج لموقف الصين ونشر ثقافتها وإظهار صورتها، فضلا عن إجراء أشكال مختلفة من أنشطة التبادلات والتعاون الشعبية والثقافية الدولية، والتعلم بنشاط من كافة الإنجازات الحضارية المتميزة للبشرية والاستفادة منها، سعيا لخلق مجموعة من الإنجازات الثقافية التي تتمتع بالتداخل بين القديم والحديث، والترابط بين الصين والدول الأجنبية.
واختتم شي كلمته قائلا إن بناء الصين لتصبح دولة قوية في مجال الثقافة هو مهمة مشتركة للحزب كله والمجتمع بأسره، مؤكدا على ضرورة تعزيز القيادة الموحدة والممركزة للجنة المركزية للحزب في أعمال الدعاية والأعمال الأيديولوجية والثقافية، وتحسين أنظمة وآليات القيادة والإدارة فيما يتعلق بالبناء الثقافي، مطالبا لجان الحزب والحكومات على مختلف المستويات بتعزيز التنظيم والقيادة بجد وإتقان الأعمال المتعلقة بتعيين الكوادر وتطوير المواهب ومدخلات الموارد، وإذكاء الحماسة وروح المبادرة والابتكار في كافة الجوانب، من أجل حشد قوى متضافرة جبارة لبناء الصين لتصبح دولة قوية في مجال الثقافة.