(وسائط متعددة) مقابلة خاصة: وزير المالية السعودي يؤكد أن بلاده مستعدة لتعميق التعاون مع الصين في مجال الصناعة الخضراء
الرياض 31 أكتوبر 2024 (شينخوا) أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان اليوم (الخميس) بالرياض أن بلاده مستعدة للتعلم من الصين وتعزيز تعميق التعاون معها في مجال الصناعة الخضراء.
وقال الجدعان، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش الدورة الثامنة لمبادرة مستقبل الاستثمار التي عقدت 29 إلى 31 أكتوبر الجاري، إن الصين تتصدر دول العالم في مجال الصناعة الخضراء والطاقة المتجددة، وهناك الكثير من التقنيات ـ السيارات والبطاريات والروبوتات ـ التي يحاول العالم أن يقتدي بها.
وشدد على أن السعودية تحاول أن تبني نهجا تعاونيا أكبر مع الصين حتى تتمكن من الحصول على جزء من هذه المعارف.
ووصف الجدعان الشراكة السعودية الصينية بأنها "استراتيجية" و "مهمة للغاية"، منوها بأن الصين هي أكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية، "لكن الواقع لا يتعلق بالتجارة فحسب"، بل يتعلق أيضا بالتكنولوجيا والاقتصاد الأوسع والثقافة.
مستذكراً زيارته إلى الصين في مايو الماضي، قال الجدعان إنه معجب "بالتطورات والإنجازات المهمة التي تحققت في الاقتصاد الصيني"، وهو سعيد للغاية بالمناقشات بين الجانبين التي جرت آنذاك والاتفاقيات الثنائية الموقعة في الخدمات المالية والمجالات الأخرى.
وأضاف أن الجانبين أعلنا حديثا أن العام 2025 سيكون العام الثقافي السعودي - الصيني، وهذا "يعد علامة مهمة على أن الشراكة ليست بين الحكومتين فحسب، بل هي بين الشعبين".
ورأى الجدعان أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين فلسفة التنمية عالية الجودة في الصين ورؤية 2023 في السعودية، باعتبارهما خطط طويلة الأجل تم تنسيقهما وتنفيذها بدعم كبير من الحكومة، قائلا: "أعتقد أن الصين موضع اعجاب العالم بشأن الالتزام والقدرة على التنفيذ والرؤية طويلة الأجل".
وفيما يتعلق بالتقارير الغربية الأخيرة التي تشير إلى أن الاقتصاد الصيني قد بلغ ذروته وأن نموذج النمو الخاص به أصبح مستنفدا، رفض الجدعان هذه المزاعم وأوضح أن الصين كانت النقطة المضيئة للغاية في الاقتصاد العالمي، والعالم يعترف بذلك.
وقال "رغم كل ما أفادت وسائل الإعلام عن تباطؤ الاقتصاد الصيني، فإنه ينمو بنسبة 4.8 في المائة، أرني دولة أخرى بهذا الحجم تنمو بنسبة 4.8 في المائة، إنها واحدة من أسرع الاقتصادات نموا على الرغم من كل التحديات".
وأضاف الجدعان أنه معجب بالدعم الجاد الذي تقدمه الحكومة الصينية للاقتصاد، مضيفا أن حزم اجراءات التحفيز الأخيرة، بما في ذلك في القطاع المالي، "هي علامة على أن الحكومة تتعامل مع المتغيرات ولديها وعي بما يحدث في الاقتصاد".
في ظل تصاعد الصراعات في جميع أنحاء العالم، أكد الجدعان أنه سعيد لأن السعودية تعمل مع الصين لتحقيق المزيد من الاستقرار وخفض التصعيد لصالح الشعوب، وذلك ليس فقط في المنطقة، ولكن على الصعيد العالمي.
وأوضح الجدعان أنه بالتعاون مع المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ومن ضمن الأطر مثل مجموعة العشرين، يمكن للسعودية والصين المساهمة بشكل مشترك في معالجة التحديات التي تواجه بلدان الجنوب العالمي، وخاصة البلدان المنخفضة الدخل والاقتصادات الناشئة.
وأضاف "لدينا أسس واضحة ومشتركة لضمان أننا نفعل ما هو صحيح لشعوبنا واقتصاداتنا، وكذلك لبقية العالم لتحقيق الاستقرار والنمو".■