مقالة خاصة: إجراءات حكومية سريعة تحد من التلوث في بغداد
بغداد 6 نوفمبر 2024 (شينخوا) شهدت العاصمة العراقية بغداد الشهر الماضي ارتفاعا بمستويات التلوث ما أثار قلق ومخاوف سكانها، لكن الاجراءات الحكومية السريعة ساهمت بشكل كبير في الحد من هذا القلق وبددت مخاوفهم.
وانتشرت في سماء العاصمة بغداد الشهر الماضي موجات من الضباب الدخاني ورائحة الكبريت الكريهة ما أدى إلى وقوع حالات من الاختناق لبعض مرضى الجهاز التنفسي.
أسباب التلوث
وأرجع لؤي صادق المختار المتحدث باسم وزارة البيئة ما حصل ببغداد إلى الانبعاثات وزيادة الأحمال البيئية نتيجة استخدام وقود غير نظيف ببعض الصناعات فضلا عن زيادة اعداد السيارات.
وقال المختار لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ما حصل في بغداد نتيجة زيادة الاحمال البيئية والانبعاثات المختلفة خصوصا مع الركون لاستخدام أنواع من الوقود الثقيل بإنتاج الطاقة وفي صناعة الطابوق والاسفلت المؤكسد وزيادة اعداد السيارات وزيادة عدد المولدات الكهربائية".
وأضاف "أن هذا أدى إلى زيادة الانبعاثات للجو فضلا عن حدوث ظاهرة تسمى (ثيرمل انفرجين) وسببها وجود طبقة دافئة من الهواء ما بين طبقتين باردتين ما يسبب حجز الانبعاثات بدلا من تخفيفها واطلاقها إلى الجو".
وتابع "هذه الظاهرة استمرت نحو ثلاثة أسابيع ما جعل الغازات والانبعاثات أو ما يسمى بالضباب الدخاني قريبة من الناس وهي تحمل رائحة حمضية كونها تحمل غازات ثاني أوكسيد الكبريت وغاز ثاني أوكسيد النيتروجين وهي غازات خطرة وملوثة للبيئة وفيها اثار صحية".
بدوره، قال مهندس البيئة محمد محمود لـ((شينخوا)) "إن قلة الأمطار في السنوات السابقة والاحتباس الحراري والتصحر ساهمت بشكل كبير في انتشار ظاهرة التلوث في العراق".
وأضاف "إن شحة المياه في نهري دجلة والفرات، وعدم اتباع الطرق الصحيحة عند إقامة المشاريع التي ينتج عنها انبعاثات وغازات للجو ساهمت في ارتفاع نسب التلوث في العراق".
وأفاد بأن ارتفاع عدد الحرائق بالعراق التي تسجل سنويا بالآلاف يعد من أسباب زيادة التلوث نتيجة الدخان كثيف والذي يؤثر على تلوث البيئة وصحة الانسان.
اجراءات سريعة
اتخذت الحكومة العراقية عبر مؤسساتها الرسمية إجراءات سريعة وفعالة أدت إلى تقليل التلوث أولا والخلاص منه بعد موجة الأمطار التي هطلت في اغلب مدن العراق.
وقال المختار "الموضوع تغير مع وجود حملة قامت بها الحكومة لإغلاق كثير من الأنشطة المخالفة والأنشطة غير الشرعية، ومراقبة حرق النفايات بمواقع الطمر غير الصحية أو مواقع تجميعها".
وأكد أن مختلف الجهات الحكومية شاركت بحملات لهذا الغرض ما انعكس بصورة جيدة على نوعية الهواء في بغداد وهي الآن مقبولة وجيدة ومعتدلة.
بدوره، كشف العميد مقداد ميري المتحدث باسم وزارة الداخلية الإجراءات التي نفذتها وزارته، مؤكدا استمرارها حتى القضاء نهائيا على هذه الظاهرة.
وأوضح أن شرطة البيئة اتخذت إجراءات مهمة بموضوع التلوث البيئي منها اجراء 364 كشفا على مواقع بعموم العاصمة وبقية المحافظات.
وقال "أصدرنا 28 انذارا إلى مواقع مخالفة، وأغلقنا 80 معمل طابوق في بغداد والمحافظات كونها تسبب تلوث، وأغلقنا 144 معملا غير نظامية تقوم بصهر المعادن".
وأشار إلى غلق 57 معملا للإسفلت، واغلاق 19 موقعا للطمر الصحي وحرق النفايات مخالفة للتعليمات، وغلق 10 معامل لصب الكونكريت في بغداد والمحافظات، مؤكدا الاستمرار بهذه الإجراءات حتى يتم القضاء على ظاهرة التلوث.
الحلول
وأكد المختار أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كلف لجنة من عدة جهات حكومية لوضع الحلول للقضاء على هذه الظاهرة.
وقال "إن هذه اللجنة أصدرت عدة توصيات انية وسريعة وهي جذرية لحل المشكلة ولكن بعضها يستغرق بعض الوقت".
وأضاف "من هذه التوصيات تحويل بعض محطات الكهرباء التي تستخدم الوقود الثقيل إلى استخدام الغاز أو السولار، واستخدام تقنيات مناسبة لمعالجة الانبعاثات خاصة في مصفى الدورة ببغداد فضلا عن إمكانية استخدام الغاز المسال بإنتاج الطابوق بدلا من استخدام الوقود الثقيل".
من التوصيات الأخرى إدارة أفضل للنفايات في بغداد تنتهي بمواقع طمر نظامية وصحية مصممة بشكل علمي وضمن معايير بيئية عالمية معروفة، فضلا عن ترحيل معامل الطابوق الى أماكن بعيدة عن التجمعات السكانية، وفقا للمختار.
ويرى المهندس محمود أن تنظيم حملات لزراعة الأشجار بعموم المدن العراقية يساهم بتنقية الهواء، قائلا "أدعو جميع العراقيين للمساهمة بحملات التشجير التي تقوم بها الدوائر البلدية، واطالبهم بزراعة الأشجار دائمة الخضرة بحدائق منازلهم، لأن ذلك يصب بمصلحة صحتهم".
اما سعيد البغدادي من سكان بغداد (متقاعد) فيطالب الحكومة بفرض إجراءات أكثر صرامة على كل المعامل والنشاطات الصناعية وتوفير الكهرباء لأنها أحد أسباب التلوث من خلال انتشار المولدات في جميع المدن والقرى العراقية.
وقال البغدادي لـ((شينخوا)) "في هذه المرة خلصتنا موجة الأمطار من الدخان الضبابي والتلوث الموجود في الجو، لكن نريد أن تستمر الحكومة بإجراءاتها الصارمة للحد من التلوث والمحافظة على البيئة".