بورودها الدمشقية وزيوتها العطرية ... رائدة أعمال سورية تحقق أكبر طلبية لشركتها في معرض الصين الدولي للاستيراد
شانغهاي 8 نوفمبر 2024 (شينخوا) حصدت سيدة الأعمال السورية رولا علي أديب أكبر طلبية لشركتها، بعد مواظبتها على المشاركة في جميع دورات معرض الصين الدولي للاستيراد.
وأسست أديب البالغة من العمر 59 عاما شركة "بيوشام" السورية لمستخلصات الزيوت الطبيعية، المعروفة بإنتاج هيدروسول الورد والزيوت العطرية الطبيعية. وخلال معرض الصين الدولي السابع للاستيراد الذي يقام حاليا في بلدية شانغهاي بشرقي الصين، اتصل بها رجل أعمال ليطلب حوالي 10 آلاف زجاجة من الهيدروسول ومنتجات الزيوت الطبيعية، لافتا أيضا إلى عزمه الاستمرار في طلب المزيد من المنتجات بعد موسم حصاد الورد في العام المقبل، حيث تجاوزت قيمة الدفعة الأولى من الطلبيات 40000 دولار أمريكي.
وستؤدي الطلبيات إلى بيع كل مخزون شركة "بيوشام" تقريبا بانتظار موسم حصاد الورد في العام المقبل، حيث ستكون قادرة على إعادة إنتاج زيت الورد والمنتجات الأخرى. ولذلك، بدأت الشركة التي تأثرت بالأزمة السورية لسنوات عديدة فجأة في مواجهة عدم كفاية الطاقة الإنتاجية.
وفيما لم تُحضر أديب أيضا عينات كافية للمعرض، ما أدى إلى تناقص عينات مثل هيدروسول وزيت الورد وزيت اللافندر خلال أقل من ثلاثة أيام منذ افتتاح الجناح، قالت أديب: "حتى لو كان السعر مرتفعا، لم تكن كمية العينات المتوفرة لتلاقي حجم الطلب"، معربة عن أسفها لعدم توقع هذا الإقبال الكبير من الزوار على منتجاتها.
يعج كشك أديب بالزوار لدرجة لا تستطيع فيها التحرك بحرية حيث دائما ما تكون منشغلة بتفريغ العبوات وتقديم تفاصيل حول منتجاتها والرد على "ويتشات"، وهي خطوة تساعدها كثيرا لإعادة إحياء حياتها المهنية لتعود كما كانت قبل الأزمة السورية.
قبل اندلاع الأزمة السورية، كانت أديب تحرص على إقامة مهرجان سنوي لقطف الورد والخزامى في مزرعتها، وكانت منتجات شركتها منتشرة على رفوف المحلات والمتاجر في أنحاء البلاد، إلا أن ذلك المشهد تغير بعد الأزمة السورية في عام 2011 نتيجة لتوتر الأوضاع الأمنية، لتأتي العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتزيد من حدة تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا، ما أثّر بشكل كبير على أعمال شركة "بيوشام".
وفي عام 2017، تبدلت أوضاع أديب حيث أصبحت العديد من طلبات المواد الخام من الصين بشكل غير متوقع أكبر إيرادات مبيعات شركتها في ذلك العام، ما جعلها تدرك حجم الإمكانات الهائلة للسوق الصينية، وتحسم أمرها في عام 2018 للمشاركة في معرض الصين الدولي للاستيراد في جميع دوراته المتتالية، وأصرت على المشاركة في المعرض عن طريق إرسال عينات بالبريد أثناء وباء كوفيدـ19، ما أثمر عن إنشاء شبكة من العملاء الجدد والتعرف أكثر على السوق الصينية.
في السنوات القليلة الماضية، أكملت رولا التسجيل المحلي للعلامة التجارية وبعض فئات منتجاتها، وتخطط لتوسيع فئة المنتجات المسجلة، فيما تواصل العمل مع الشركاء الصينيين لتطوير قنوات مبيعات التجارة الإلكترونية. وحول ذلك قالت أديب: "كنت أعتقد أن الصين بعيدة جدا، لكنني لم أتوقع أن تكون مألوفة جدا الآن".
ولضمان جودة المنتجات، تستخدم أديب فقط الورود الدمشقية من حدائقها الخاصة لإنتاج زيت الورد ومنتجات الهيدروسول، بحيث يحدد حصاد الورود كل عام الطاقة الإنتاجية. والآن، تفكر في استثمار الدفعة الجديدة من عائدات المبيعات في توسيع منطقة الزراعة استعدادا لزيادة الإنتاج في المستقبل.
وبينما كانت أديب مشغولة بالمعرض، تم إرسال حمولة شاحنة من الزيوت الطبيعية والهيدروسول التي طلبها الشركاء الصينيون مؤخرا من مصنعها في سوريا، فيما أظهر مقطع فيديو التقطته موظفة في الشركة فريقا من الموظفات يصفقنّ بحرارة عندما تحركت الشاحنة للتوجه إلى الخارج.
وقالت أديب: "لسنا مؤسسة كبيرة، ولكن لدينا منتجات عالية الجودة، فيما يوفر معرض الصين الدولي للاستيراد منصة ممتازة للشركات الصغيرة، ويبدو أن العديد من المشاكل التي كنت أواجهها قد باتت من الماضي".