(وسائط متعددة) تحقيق ميداني: هل يفي دونالد ترامب بتعهداته بوقف الحرب في الشرق الأوسط بعد عودته لرئاسة أمريكا؟

(وسائط متعددة) تحقيق ميداني: هل يفي دونالد ترامب بتعهداته بوقف الحرب في الشرق الأوسط بعد عودته لرئاسة أمريكا؟

2024-11-09 03:40:15|xhnews
أنصار الحزب الجمهوري يحضرون حفلة لمتابعة الانتخابات في فورت لودرديل بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة في 6 نوفمبر 2024. (شينخوا)

غزة / القاهرة 8 نوفمبر 2024 (شينخوا) ما بين التشاؤم والتفاؤل تتزايد التكهنات بشأن إمكانية دونالد ترامب في تنفيذ تعهداته في وقف الصراع في الشرق الأوسط أم أنه سيتولى زمام استكمال ما بدأه سلفه جو بايدن.

وأعلن ترامب رسميا فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 يوم الأربعاء. وقال في خطاب الفوز في بالم بيتش بولاية فلوريدا إنه حقق "فوزا تاريخيا" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مضيفا "حصلنا على الأغلبية بمجلس الشيوخ، وفزنا في الولايات المتأرجحة، وأصبحت الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة".

وكان ترامب قد تعهد في مناسبات عديدة بأنه في حال "فوزه بالرئاسة مجددا بأن سوف يوقف الحروب في الشرق الأوسط وخاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب واسعة النطاق لأكثر من عام مما تسبب بدمار واسع في الجيب الساحلي ومقتل ما يزيد عن 43 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 102 ألف آخرين".

ويشن الجيش الإسرائيلي حربا واسعة النطاق على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 عقب تنفيذ حماس هجوم عسكري غير مسبوق على البلدات الإسرائيلية وقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن، بحسب إحصائيات إسرائيلية رسمية.

ومنذ ذلك الوقت، يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة حربه على قطاع غزة بدعوى القضاء على حماس وخلق واقع جديد في قطاع غزة يحول دون تكرار ما وصفه "سيناريو السابع من أكتوبر".

وفشلت جميع الجهود الأمريكية في التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة في ظل تعنت نتنياهو في التنازل عن تحقيق "النصر المطلق" وفق ما يدعي.

وفي مناسبات عديدة، اتهم الفلسطينيون بما فيهم فتح وحماس إدارة بايدن بعدم رغبتها في وضع حد للحرب في غزة وتقديم المساعدات "اللامتناهية" لإسرائيل على الصعيد السياسي والعسكري وهو، بحسب ادعاء الفلسطينيين، ما ساهم في إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب.

في الصورة الملتقطة يوم 5 نوفمبر 2024، أناس في مدينة غزة بعدما أجبروا على الفرار من بيت لاهيا. (شينخوا)

-- ما هى ردود الفعل الفلسطينية؟

وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تطلعه إلى العمل مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب التي تظهر نتائج الانتخابات الأمريكية تقدمه عن تطلعه إلى العمل معه من أجل السلام والأمن في المنطقة.

وأكد عباس في برقية تهنئة لترامب بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) التزام الشعب الفلسطيني بالسعي إلى الحرية وتقرير المصير والدولة، وفق القانون الدولي، متمنيا له النجاح.

وقال عباس في برقيته "سنظل ثابتين في التزامنا بالسلام، ونحن على ثقة بأن الولايات المتحدة ستدعم تحت قيادتكم التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني".

من جانبها، تحفظت حركة حماس بموقفها تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة بزعامة ترامب، قائلة إنها ترهن موقفها من الإدارة الأمريكية الجديدة "بناء على مواقفها وسلوكها العملي تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة".

وقالت حماس في بيان لها "على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تعي أن الشعب الفلسطيني ماض في مواجهة الاحتلال وأنه لن يقبل بأي مسار ينتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

وتابعت "نطالب بوقف الانحياز الأعمى للاحتلال والعمل الجاد والحقيقي على وقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ووقف العدوان على الشعب اللبناني الشقيق".

في الصورة الملتقطة يوم 5 نوفمبر 2024، مركبات عسكرية إسرائيلية خلال غارة إسرائيلية في جنين شمالي الضفة الغربية. (شينخوا)

-- هل يفي ترامب بعهده أم سيستكمل سياساته؟

يؤمن طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي من قطاع غزة بأنه لا يجدر الوثوق بتعهدات دونالد ترامب خاصة وأنه هو من أطلق صفقة القرن التي حملت في طياتها مخاطر استراتيجية على القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام.

وقال عوكل لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه لا يمكننا أن نعول على الدعايات الانتخابية لأن جميع الرؤساء الأمريكيين أثبتوا لنا "فلسطينيين وعرب" بأن ما يتم التعهد به في سباق الانتخابات لا يتم تنفيذه على أرض الواقع خاصة لو كانت تتعارض مع مصالح إسرائيل وأمريكا، على حد قوله.

ورأى عوكل أن الطرفين يعملان على تغيير الواقع بالشرق الأوسط الجديد لتثبيت هيمنة القوة الأمريكية في العالم وعدم السماح لأي دولة أخرى بمشاركتها في قيادة العالم وهذا سيدفع الرجلين لإثارة المزيد من الحروب في الشرق الأوسط وليس إنهائها كما يدعي ترامب، على حد قوله.

في المقابل، يشرح عوكل "يسعى نتنياهو لتوسيع الحرب بما في ذلك قد يجد فرصته لتوجيه ضربه للمشروع النووي الإيراني وهو أمر بدأه ترامب حين سحب بلاده من اتفاقية خمسة زائد واحد"، على حد تعبيره.

ويتبنى هاني المصري مسؤول المركز الفلسطيني للأبحاث والسياسات (مسارات) مع عوكل الرأي ذاته، ويقول لـ((شينخوا)) "لا بد من التأكيد أن الرهان على الولايات المتحدة وأنها يمكن أن تتغير من الالتزام بالدفاع عن إسرائيل، حتى لو ارتكبت كل أنواع الجرائم ضد الفلسطينيين وغيرهم رهان خاسر".

وشدد على أنه لا يمكن الوثوق بتعهدات ترامب بوقف الحروب في الشرق الأوسط خاصة وأن "شريكه" نتنياهو بدأ أولى خطواته في خلق واقع جديد والتفرد في الحكم في إسرائيل لمواصلة حربه من خلال إقالة وزير الدفاع يؤآف غالانت في ظل وجود ارهاصات لإقالة رئيس الشاباك وكل من يعارضه.

وأوضح المصري أن نتنياهو لن يوقف الحرب لا في غزة ولا في لبنان وسيتجاهل جميع الضغوط التي قد تمارسها إدارة بايدن، مشيرا إلى أن إسرائيل تريد أن "تهدي ترامب وقف الحرب كعربون لتنفيذ جميع مخططاتها التوسعية في الأراضي الفلسطينية واللبنانية والعربية أيضا"، على حد تعبيره.

تُظهر هذه الصورة الملتقطة في 26 أكتوبر 2024 منظرا لأحد شوارع طهران في إيران. (شينخوا)

-- هل تتغير السياسة الأمريكية تجاه إيران؟

من جانبه، أكد محمد أحمد مرسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتوليه رئاسة الادارة الأمريكية، لن تغير من السياسة الأمريكية تجاه إيران.

وقال مرسي لـ((شينخوا)) إنه من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة ضغوطا أمريكية مكثفة من جانب إدارة ترامب بعد توليه السلطة على دول عربية لإعادة تشكيل التحالف الذي سبق وعمل على تأسيسه لمواجهة إيران، على حد قوله.

وأوضح أن ذلك سيكون في مقابل وفاء ترامب بوعده في وقف الحرب الإسرائيلية بعد عدد من الهدن الإنسانية، خاصة وإن اسرائيل استوفت أهدافها بالفعل ولم يعد لديها ما تقوم به خاصة في قطاع غزة، وبالتالي وقف الحرب ربما يكون مطلب إسرائيلي أيضا طبعا بعد حصولها على تنازلات كبيرة من الفلسطينيين.

الصور