تقرير إخباري: خبراء عالميون يشيدون بتقرير مركز بحوث تابع لـ((شينخوا)) حول بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ
ليما 10 نوفمبر 2024 (شينخوا) تلقَّى تقرير صدر عن مركز بحوث حول آخر إنجازات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) ومساهمات الصين في التعاون الاقتصادي الإقليمي، ردود فعل إيجابية من القراء.
فقد صدر التقرير، الذى يحمل عنوان ((العمل معا على تعزيز التنمية عالية الجودة وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ))، في ليما يوم الجمعة من قبل معهد شينخوا، وهو مركز بحوث تابع لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وأشاد خبراء وعلماء من جميع أنحاء العالم بالتقرير لتحليله المعمق لإنجازات الأبيك منذ تأسيسه ومساهمات الصين المستمرة في تعزيز التوافق الإقليمي والرخاء المشترك. كما أكدوا على أهمية استمرار التعاون بين اقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ من أجل بناء مجتمع أكثر انفتاحا ودينامية ومرونة وسلاما.
-- التعاون الإقليمي
قالت مارثا إيزابيل أندريس رومان، رئيسة تحرير وكالة أنباء أمريكا اللاتينية الكوبية، إن "هذا التقرير يقدم تحليلا شاملا ومفصلا للمسار التاريخي للأبيك والإنجازات التنموية للمنطقة، بينما يستكشف أيضا الإمكانات المستقبلية للتعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ". كما لفتت إلى أن دور الأبيك أصبح ذا أهمية خاصة في السياق العالمي الذي يشهد تصاعد الحمائية وتحول بعض البلدان نحو الأحادية.
أشار التقرير إلى أنه في عام 2023، ساهمت الاقتصادات الـ21 الأعضاء في أبيك بأكثر من 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وعلى مدى الـ35 عاما الماضية، عمل أبيك على دفع التنمية الإقليمية السريعة، الأمر الذي جعل منطقة آسيا والمحيط الهادئ مركز نمو للاقتصاد العالمي، وقوة للاستقرار، ومحورا للتعاون.
ومع اقتراب موعد انعقاد الاجتماع الـ31 لقادة اقتصادات الأبيك في ليما، هناك تفاؤل قوي بأن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستواصل دفع النمو الاقتصادي العالمي. فقد قال رئيس الوزراء البيروفي الأسبق خافيير فيلاسكيز إن "كل عملية تكامل تحقق منافع متبادلة"، مشيرا إلى أنه "من خلال التعاون، أصبحت الدول في المنطقة في وضع أفضل داخل الاقتصاد العالمي".
ومن جانبه أكد هانز هندريشكي، الأستاذ بكلية الأعمال في جامعة سيدني، أن دور الأبيك في تعزيز الحوار يتسم بأهمية متزايدة وسط تزايد الحمائية والدعوات إلى "فك الارتباط" في أنحاء معينة من العالم.
-- استعراض مساهمات الصين
يسلط التقرير الضوء أيضا على كيفية تكامل مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين مع جهود الأبيك لصالح التعاون الاقتصادي الإقليمي، مشيرا إلى أن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري لأكثر من 10 من اقتصادات الأبيك، حيث يقترب حجم التجارة بين الصين وأمريكا اللاتينية من 500 مليار دولار أمريكي سنويا.
وباعتبارها لاعبا اقتصاديا رائدا في المنطقة، ساهمت الصين بنشاط في مبادرات الأبيك واضطلعت بدور محوري في تعزيز التعددية الإقليمية المنفتحة. ونال نهج التنمية الذي تتبعه الصين اعترافا واسعا بين أعضاء الأبيك.
وفي هذا الصدد، قال لي شيانغ يانغ، مدير المعهد الوطني للإستراتيجية الدولية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن تصاعد الحمائية جعل مستقبل العولمة قضية محورية، موضحا أن التزام الأبيك بالإقليمية المنفتحة أظهر قدرا كبيرا من الحيوية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، المنطقة الأكثر دينامية في العالم.
أما ليو تشن يانغ، مدير مركز دراسات الأبيك في جامعة نانكاي، فقد أشاد بالتقرير لكونه قد أظهر بوضوح دور الصين في رحلة الأبيك نحو بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، ما عزز الآمال في تحقيق تعاون أكبر.
ومن جهته، ذكر خوسيه كارلوس فيليسيانو نيشيكاوا نائب مدير مركز دراسات الصين وآسيا والمحيط الهادئ بجامعة ديل باسيفيكو في بيرو أن "الصين رائدة عالميا في الاقتصاد الرقمي، ويمكن للعديد من أعضاء الأبيك التعلم من تجربتها". وأشار إلى أن اجتماع قادة اقتصادات للأبيك المرتقب سيواصل توطيد التعاون، وهذا سيوفر بدوره فرصا للدول الأخرى للاستفادة من نمو الصين.
-- التنمية المستقبلية
يشدد التقرير على أن مستقبل التعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ سيلعب دورا حاسما في تشكيل تنمية المنطقة، وتحسين رفاه سكانها، والتأثير على الاقتصاد العالمي. ويدعو أعضاء الأبيك إلى التمسك بروح التعاون، والنهوض بالتنمية الإقليمية، والإسهام في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وقد أكد جينغ ران، مدير كلية التجارة الدولية بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية،، أنه مع تباطؤ تعافي الاقتصاد العالمي وتزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي، أصبحت مبادئ الأبيك المتمثلة في التطوع وبناء التوافق والتقدم التدريجي أكثر أهمية من أي وقت مضى. كما يتماشى تركيز الأبيك على التعاون في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي وتغير المناخ مع المصالح المشتركة للناس في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وسلط أنخيل مانويل مانير وزير التنمية الزراعية والري في بيرو الضوء على أن بيرو، وهي منتج رائد لمنتجات زراعية مثل الأفوكادو والتوت البري بالإضافة إلى لحم البقر، تستفيد بشكل كبير من تحقيق تكامل أعمق داخل الأبيك.
وقال الوزير إن إنجاز مشاريع رئيسية في مجال البنى التحتية، مثل ميناء تشانكاي، سيمكن منتجات بيرو من الوصول إلى الصين والأسواق الآسيوية الأخرى بشكل أكثر كفاءة، وهو ما يعزز دور البلاد في شبكة تجارية الأبيك.