شي يشدد على الحوار بشأن النزاعات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي في اجتماعين عقدهما مع شولتس وماكرون

شي يشدد على الحوار بشأن النزاعات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي في اجتماعين عقدهما مع شولتس وماكرون

2024-11-20 18:39:30|xhnews

ريو دي جانيرو 19 نوفمبر 2024 (شينخوا) طلب الرئيس الصيني،شي جين بينغ، يوم الثلاثاء من المستشار الألماني، أولاف شولتس، أن يساعد في حل القضية المتعلقة بالرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على المركبات الكهربائية الصينية، وذلك خلال اجتماعهما على هامش قمة قادة مجموعة الـعشرين في ريو دي جانيرو في البرازيل.

وقال شي إن الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على المركبات الكهربائية الصينية تجذب اهتمام العالم، وإن الصين تصر دوماً على حل الخلافات من خلال الحوار والتشاور.

وأضاف شي أنه من المأمول أن تواصل ألمانيا القيام بدور مهم في هذا الصدد، مشيرا إلى أن الصين تعتبر أوروبا قطباً مهماً في عالم متعدد الأقطاب.

وجاء اجتماع الزعيمين في اليوم الثاني من قمة مجموعة الـ20، حيث دعا شي إلى بناء اقتصاد عالمي يتسم بالتعاون والاستقرار والانفتاح والابتكار ومراعاة البيئة.

وقال شي في القمة يوم الاثنين إنه من المهم أن نضع في اعتبارنا أن البشرية تعيش في مجتمع مصير مشترك، لافتا إلى أنه يتعين على الدول أعضاء مجموعة الـ20 أن تنظر كل منهم إلى التنمية لدى الدول الأخرى في المجموعة على أنها فرص وليست تحديات، وأن تنظر إلى بعضها البعض كشركاء وليسوا منافسين.

وفي اجتماع منفصل عقده مع نظيره الفرنسي،إيمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء، قال شي إن الصين وفرنسا، باعتبارهما دولتين كبيرتين، تتحملان مسؤوليات مشتركة لقيادة المجتمع الدولي نحو توحيد الجهود من أجل مواجهة التحديات العالمية في وقت تتكشف فيه العديد من التغيرات الجديدة في المشهد الدولي.

ومن جانبه قال ماكرون إن فرنسا تتمسك بالاستقلالية الاستراتيجية وهي على استعداد للانخراط في الحوار والتعاون مع الصين بروح الاحترام المتبادل، والتعامل بشكل مناسب مع النزاعات الاقتصادية والتجارية، والحفاظ على تنمية سليمة ومطردة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية.

وعلى الرغم من المعارضة القوية من جانب العديد من الدول الأعضاء، قررت المفوضية الأوروبية فرض رسوم جمركية إضافية على المركبات الكهربائية صينية الصنع، وهو إجراء ضال من إجراءات الحمائية التجارية يضر بالكثيرين ولا يعود بالنفع على أحد.

ووصف مقال رأي نشرته ((بلومبيرج)) القرار بأنه "خطوة خاطئة نأمل أن تحل محلها مفاوضات مفيدة للطرفين، لا أن يتبعها بدء حرب تجارية تجعل الطرفين في وضع أسوأ". وتعارض شركات صناعة السيارات الأوروبية العملاقة مثل "بي إم دبليو" و"مرسيدس بنز" خطة الرسوم الجمركية الإضافية.

وكما حذر المراقبون، فإن هذه الرسوم الجمركية الإضافية من شأنها أن تضعف القدرة التنافسية لصناعة السيارات الأوروبية في المدى البعيد. وقد انتقدت هيلديجارد مولر، رئيسة رابطة صناعة السيارات الألمانية، القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي ووصفته بأنه "ليس سوى خطوة رجعية للتجارة الحرة العالمية، وكذلك للرخاء والأمن الوظيفي والنمو في أوروبا".

في الوقت نفسه، نأت بريطانيا بنفسها عن قرار الاتحاد الأوروبي، حيث استبعد وزير التجارة البريطاني، جوناثان رينولدز، أي خطط لفرض رسوم جمركية مشابهة على واردات المركبات الكهربائية الصينية.

وقال رينولدز إنه ما دامت صناعة السيارات البريطانية لم تتقدم بأي شكاوى إلى هيئة الانتصاف التجاري، فإنه لن يتبع الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بفرض رسوم جمركية إضافية.

وفي محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني،كير ستارمر، يوم الاثنين، قال شي إن الصين وبريطانيا تتمتعان بمساحة واسعة للتعاون.

والبرازيل هي المحطة الثانية في جولة شي في أمريكا اللاتينية، التي كانت المحطة الأولى فيها هي بيرو. وفي ليما، التزم الرئيس بجدول أعمال مزدحم، حيث حضر الاجتماع الـ31 للقادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (أبيك) وقام بزيارة دولة إلى بيرو، وعقد سلسلة من الاجتماعات الثنائية، منها اجتماع مع نظيره الأمريكي جو بايدن.

وفي برازيليا، من المقرر أن يناقش شي العلاقات الثنائية مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في الوقت الذي تحتفل فيه الصين والبرازيل بالذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية.

وعلى الرغم من الرياح المعاكسة القوية القادمة من أوروبا، اكتسبت شركات تصنيع المركبات الكهربائية الصينية الرائدة زخما في أمريكا اللاتينية. فقد ضاعفت شركة ((بي واي دي))، وهي شركة صينية عملاقة لصناعة المركبات الكهربائية، مبيعاتها الخارجية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، وكان الأداء رائعا في البرازيل إلى حد ما، ما أدى إلى تعويض الانتكاسات التي حدثت في أوروبا.

وقال أليشاندري بالدي، نائب رئيس فرع شركة ((بي واي دي)) في البرازيل، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن هناك نحو 80 ألف سيارة من طراز (بي واي دي)، وهي مركبات عالية التقنية وأسعارها معقولة بالنسبة للشعب البرازيلي، موجودة الآن على الطرق البرازيلية.

وخلال زيارتها إلى الصين في يونيو، أعربت رئيسة بيرو، دينا بولوارتي، عن أملها في إنشاء مصنع لتجميع سيارات (بي واي دي) في بيرو، حيث تخطط البلاد لبناء أسطول جديد من وسائل النقل العام يعتمد على المركبات الكهربائية في غضون السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة.

وقال كارلوس أكينو، مدير مركز الدراسات الآسيوية في جامعة سان ماركوس الوطنية في بيرو، إن "الصين وأمريكا اللاتينية، بدرجة ما، اقتصادان متكاملان. نحن بحاجة إلى رأس المال والتكنولوجيا والأسواق، والصين لديها كل ذلك. ومن الممكن أيضا أن نتعلم من تجربة الصين".