تقرير إخباري: تجهيزات مصرية مكثفة استعدادا لإعادة فتح معبر رفح وتقديم الدعم الإنساني والطبي للفلسطينيين

القاهرة 17 يناير 2025 (شينخوا) أعدت مصر تجهيزات إنسانية وطبية ولوجستية مكثفة استعدادا لإعادة فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، وتمهيدا لتقديم الدعم الإنساني والغذائي والطبي واللوجستي للفلسطينيين بالقطاع، بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وعلى مدى عدة كيلو مترات سواء خارج معبر رفح من الجانب المصري أو بالمنطقة اللوجستية بمدينة العريش، بشمال سيناء، اصطفت مئات الشاحنات المصرية التى تحمل المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية وسيارات الإسعاف المعدة لنقل الجرحى الفلسطينيين إلى المستشفيات المصرية لتلقي العلاج اللازم.

ووسط حالة من التأهب، انطلقت اليوم (الجمعة) بأنحاء شمال سيناء حملة للتبرع بالدم لدعم الجرحى والمصابين من أبناء الشعب الفلسطيني في إطار الاستعدادات الطبية المكثفة لاستقبال جرحي قطاع غزة لتلقي العلاج بالمستشفيات المصرية سواء في سيناء أو خارجها.

وفي هذا الإطار، عقد خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة المصري، اجتماعا، مع قيادات الوزارة للتأكد من جهوزية المنظومة الصحية في محافظة شمال سيناء والمحافظات المجاورة لها في ضوء الاستعدادات الجارية، لفتح معبر رفح، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بتقديم كافة أوجه الدعم الصحي للمصابين والمرضي الفلسطينيين.

وأوضح حسام عبدالغفار المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، في بيان اليوم، أن وزير الصحة شدد على التأكد من تقديم كافة سبل الرعاية الطبية، ومراجعة التجهيزات الطبية بكافة المنشآت الصحية باختلاف تبعياتها، عند فتح معبر رفح، وتقديم أفضل رعاية صحية للفلسطينيين.

وأكد وزير الصحة المصري على أهمية التأكد من السعة الاستيعابية لمستشفيات الإحالة، بما يضمن جودة الخدمات المقدمة للمصابين الفلسطينيين، وعدم تأثير ذلك على مستوى الخدمات اليومية المقدمة بالمستشفيات.

ووجه أيضا بزيادة أعداد الفرق الطبية بأقسام الرعاية العاجلة، والأجهزة الطبية في مستشفيات العريش وبئر العبد والشيخ زويد في محافظة شمال سيناء، مؤكدا على تكثيف العمل من قبل الطواقم الطبية بوزارة الصحة والتنسيق مع كافة الجهات المعنية لتقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة لهم.

واطمأن على توافر مخزون كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية، وفصائل الدم، في المستشفيات بالتزامن مع الاستعدادات الخاصة بالأعمال الإغاثية لقطاع غزة، كما أكد على وجود انتشار كثيف لنقاط الإسعاف.

وقالت مصادر طبية بمديرية الصحة بشمال سيناء، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن جميع مستشفيات محافظة شمال سيناء رفعت حالة الاستعداد القصوى لاستقبال الجرحى والمرضي الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية.

وأوضحت المصادر أنه جري دعم معبر رفح البري بأطقم طبية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين وتشخيص حالتهم لتوزيعهم على المستشفيات كل حسب حالته، كما جري تجهيز مستشفيين ميدانيين بالشيخ زويد ورفح، فيما استعد الحجر الصحي بمعبر رفح البري لاستقبال الجرحى والمرضي الفلسطينيين.

وأضافت المصادر أنه تم دعم معبر رفح البري بأكثر من 100 سيارة إسعاف تابعة لمرفق اسعاف شمال سيناء والمحافظات المجاورة لسرعة نقل الجرحى الفلسطينيين إلى المستشفيات فور وصولهم للمعبر.

وأشارت إلى أنه تم أيضا تجهيز أطقم طبية تطوعية من محافظات أخري للعمل على سرعة علاج الجرحى الفلسطينيين من ضحايا الحرب الإسرائيلية.

من جانبها، قالت مصادر أمنية مصرية لـ((شينخوا))، إن الجانب المصري استعد بالمعدات والآليات الثقيلة لتجهيز كافة الطرق والممرات بالجانب الفلسطيني المؤدية لمعبر رفح الفلسطيني وداخل معبر رفح الفلسطيني لتجهيزها لإدخال المساعدات الانسانية العاجلة المتفق عليها، نظرا لتعرض هذه المناطق للتدمير من جانب إسرائيل.

وأضافت المصادر أن معبر رفح البري استعد بكافة إداراته لإعادة تشغيله وتجهيزه لاستقبال الجرحى والمرضي والحالات الحرجة من الجانب الفلسطيني.

وقال مصدر مسئول بالهلال الأحمر المصري، لـ((شينخوا))، إن مئات الشاحنات تتواجد حاليا بالمنطقة اللوجستية المجاورة لمعبر رفح البري تضم أكثر من ألف شاحنة تستعد للعبور إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري وليس معبر كرم أبو سالم حال إعادة فتح معبر رفح البري.

وكانت أخر دفعة مساعدات عبرت أمس (الخميس) إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وتم خلالها إدخال 52 شاحنة مساعدات منها 35 شاحنة دقيق و7 شاحنات مهمات نظافة و5 شاحنات خضروات وفواكه و5 شاحنات أغطية ومفروشات.

كما استعدت جميع طواقم الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء وتقسيمها إلى مجموعات عمل منها فريق الدعم النفسي لاستقبال الجرحى الفلسطينيين وتسهيل نقلهم للمستشفيات فور وصولهم لمعبر رفح البري وطواقم عمل أخري تعمل حاليا على تجهيز المساعدات الطبية والغذائية المتكدسة بمخازن الهلال الأحمر المصري بالعريش.

وتزامنت الاستعدادات المصرية لتقديم المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية للجانب الفلسطيني في قطاع غزة مع بدء الاجتماعات الفنية لوضع آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، اليوم بالقاهرة، بمشاركة أطقم مصرية وقطرية وأمريكية وإسرائيلية.

ومن المتوقع أن تبحث هذه الإجتماعات الفنية التنسيق المشترك بشأن عملية إطلاق سراح الرهائن في اليوم الأول لاتفاق وقف إطلاق النار، وآليات إعادة فتح معبر رفح الفلسطيني لإجلاء الجرحى من غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.

وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، وهي الدول الوسيطة، في بيان مشترك الأربعاء الماضي توصل حماس وإسرائيل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين والعودة إلى الهدوء المستدام، بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار بين الطرفين.

ووفق البيان، من المتوقع أن يبدأ سريان الاتفاق اعتبارا من يوم الأحد المقبل.

وقادت مصر وقطر، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الوساطة بين إسرائيل وحماس لوقف الحرب في غزة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حماس أسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة ودمار غير مسبوق بعد أن شنت حماس هجوما مفاجئا على بلدات ومواقع عسكرية في جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.