تقرير إخباري: عودة الحياة ببطء لقطاع غزة بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار وسط الدمار والآمال في مستقبل جديد

تقرير إخباري: عودة الحياة ببطء لقطاع غزة بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار وسط الدمار والآمال في مستقبل جديد

2025-01-20 06:14:45|xhnews

غزة، 19 يناير 2025 (شينخوا) دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ اليوم (الأحد) بعد تأخير استمر لساعات، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا وسط أجواء تجمع بين الحزن والآمال بمستقبل جديد.

وأرجئ تنفيذ الاتفاق عند الساعة 8:30 صباحا بالتوقيت المحلي، إلى الساعة 11:15 صباحا، بسبب تأخر تسليم قائمة الأسرى الذين ستفرج عنهم حماس.

-- اتهامات متبادلة

وأعلنت حماس أن أسبابا فنية ميدانية حالت دون تسليم قائمة الأسرى في الموعد المحدد، متهمة إسرائيل بعدم توفير "أجواء هادئة" تهيئ لتنفيذ الاتفاق.

وقال مسؤول في الحركة إن التأخير ناتج عن "استمرار التحليق الإسرائيلي المكثف فوق غزة واستهداف مواقع في القطاع".

وأثار موقف حماس حفيظة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أصدر مكتبه بيانا أكد فيه أن "تنفيذ وقف إطلاق النار تأخر بسبب عدم تسلم إسرائيل لقائمة الأسرى من حماس"، مشددا على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته إذا استمرت الخروقات.

وفي وقت لاحق، سلمت حماس قائمة بأسماء ثلاث محتجزات إسرائيليات.

وأكد مصدر في حماس أن تسليم القائمة تم بعد ضمانات بانسحاب الطيران الإسرائيلي من أجواء القطاع.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه مصر وقطر والولايات المتحدة، على وقف القتال لمدة 42 يوما، يتم خلالها الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية مقابل إطلاق سراح مئات الاسرى الفلسطينيين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تسلم اليوم ثلاث محتجزات من حماس، هن رومي جونين ودورون شطنبر خير وإميلي داماري.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إنها أشرفت على عملية تسليم الأسيرات الثلاث إلى وحدة خاصة من جيش الدفاع الإسرائيلي وقوة من جهاز الأمن العام (الشاباك) داخل قطاع غزة.

وأكد أفخياي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "المختطفات الثلاث في طريقهن إلى الأراضي الإسرائيلية تحت مرافقة مشددة من الجيش والشاباك، حيث سيخضعن لفحوصات طبية أولية للتأكد من حالتهن الصحية.

وقال البيان: "نحيي عودة المختطفات الثلاث إلى إسرائيل، الجيش والشاباك كانا في مرافقتهن لضمان وصولهن بأمان إلى ذويهن".

وتأتي عملية تسليم المختطفات الإسرائيليات كجزء من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي يتضمن تبادل أسرى بين الجانبين.

في المقابل أكدت حماس أن المجموعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين أنها تنتظر تسلم قائمة تضم 90 اسما من النساء والأطفال الأسرى المتوقع الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وجاء في بيان صادر عن مكتب إعلام الأسرى التابع للحركة: "من المنتظر أن يسلم الاحتلال خلال وقت قصير قائمة تحتوي على 90 اسما من النساء والأطفال الأسرى المتوقع الإفراج عنهم اليوم، وفقا لاتفاق تبادل الأسرى".

-- قائمة متفق عليها مسبقا

وأشار البيان إلى أن هذه الأسماء تأتي ضمن قائمة متفق عليها مسبقا، حيث ينص الاتفاق على الإفراج عن 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل أسيرة إسرائيلية يتم إطلاق سراحها.

وقالت مصادر فلسطينية في رام الله إن طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواصل فحص الأسرى الفلسطينيين المنوي إطلاق سراحهم في سجن عوفر تمهيدا للإفراج عنهم في وقت لاحق.

على الرغم من بدء سريان الاتفاق وتبادل الأسرى، أفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل 19 فلسطينيا وإصابة 36 آخرين خلال الساعات الأخيرة نتيجة القصف الإسرائيلي.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن "غالبية القتلى سقطوا في مدينة غزة وشمال القطاع".

في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي استهداف "مواقع إرهابية" ردا على ما وصفه بـ "استمرار الخروقات".

وقال أفيخاي أدرعي: "نحتفظ بحق الرد الكامل وسنواصل العمليات إذا اقتضى الأمر".

ومع بدء الهدنة، أعلنت مصر دخول 330 شاحنة مساعدات إنسانية عبر معبر رفح، بينها 20 شاحنة تحمل وقودا.

وأكدت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية أن هذه المساعدات تشمل مواد غذائية وطبية، مع توقع دخول 600 شاحنة إضافية خلال الأيام المقبلة.

وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بأن 200 شاحنة وصلت بالفعل إلى غزة بعد تفتيشها في معبري العوجة وكرم أبو سالم، بينما لا تزال مئات الشاحنات الأخرى تنتظر السماح بالدخول.

-- السكان بين الأمل والحزن

رغم استمرار القصف، شهدت شوارع غزة احتفالات محدودة بوقف إطلاق النار، بينما أبدى العائدون إلى منازلهم حزنهم على حجم الدمار، حيث يقول أحمد أسليم (29 عاما)، وهو أحد سكان رفح: "الدمار في كل مكان، لكننا نتمسك بالأمل وسنعيد بناء مدينتنا مهما كان الثمن".

وانتشر عناصر الأمن التابعون لحركة حماس، في الشوارع المدمرة والمفترقات وعملوا على تنظيم حركة المرور وإزالة الركام من الطرق الرئيسية.

وقال أحد العناصر طالبا عدم ذكر اسمه، في تصريح مقتضب: "رغم كل العقبات، سنعيد النظام إلى غزة، وسنعمل على حماية المدنيين ومساعدتهم في تجاوز هذه المرحلة العصيبة".

وعلى الجانب الآخر، تسود مشاعر متباينة بين سكان القطاع.

ففي مخيم جباليا، أحد أكثر المناطق تضررا جراء القصف، تجمع عشرات السكان أمام منازلهم المدمرة، بينما عائلات أخرى تحزم أمتعتها بحثا عن مأوى جديد.

ويقول أبو محمد، وهو أب لخمسة أطفال: "هذا الاتفاق ربما يوقف القصف مؤقتا، لكننا لا نعرف متى ستبدأ الحرب من جديد، تعبنا من إعادة بناء حياتنا مرارا وتكرارا".

ورغم الحزن على فقدان الأحبة، خرج البعض للاحتفال الحذر في شوارع القطاع، خاصة في المناطق التي شهدت هدوءا نسبيا.

ويقول سمير أبو هلالة (19 عاما)، وهو طالب جامعي: "نحن نعيش بين الخوف والرجاء".

نريد أن نعيش حياة طبيعية كأي شعب آخر، ولكن كيف يمكننا الاحتفال وهناك قتلى وجرحى لم تدفن أجسادهم بعد؟".

وأكدت مصر وقطر والولايات المتحدة، الدول الوسيطة، التزام الطرفين بتنفيذ بنود الاتفاق الذي يشمل تبادل الأسرى وإدخال المساعدات.

وقالت الخارجية القطرية إن "التفاهمات التي تم التوصل إليها تشمل مراحل واضحة لإعادة الاستقرار إلى قطاع غزة".

وأسفرت الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023 عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني و1200 إسرائيلي، وسط دمار واسع النطاق في قطاع غزة وأزمة إنسانية غير مسبوقة. 

الصور