شركات صينية رائدة تتوسع في سوق الشرق الأوسط

شركات صينية رائدة تتوسع في سوق الشرق الأوسط

2025-02-19 16:28:33|

بكين 19 فبراير 2025 (شينخوانت) رغم استمرار النزاعات الداخلية في الشرق الأوسط، إلا أن المنطقة تتمتع بموارد طبيعية جيدة وتركيبة سكانية شابة وبيئة استثمارية ممتازة. ومع تعميق السياسات مثل"الحزام والطريق"، توفر المنطقة فرصا إستراتيجية للشركات الصينية، وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي مثل السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان والبحرين، والتي تعد الأكثر قدرة على جذب الاستثمارات.

وفي ظل موجة جديدة من العولمة، أصبح الشرق الأوسط "منارة جديدة" للشركات الصينية لتوسيع أسواقها الدولية. ومع التزام المنطقة بتحقيق تحوُّل اقتصادي متعدد الأوجه، أصبح قطاع التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة من أكثر القطاعات التي تحظى بالدعم المالي والسياساتي. وبدأت الشركات الصينية بتطبيق تقنياتها وحلولها المتقدمة في المنطقة لتحقيق المزيد من الفرص والنمو.

وتعد مجموعة لينوفو إحدى الشركات الصينية التي تحظى بفرص تنمية كبيرة في الشرق الأوسط، حيث تتوقع الشركة أن تحقق مكاسب طويلة الأمد من هذه المنطقة. وقد وقعت لينوفو اتفاقية لشراء السندات وصكوك الأسهم مع شركة "آلات"، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، ما سيوفر تدفقا نقديا كبيرا ويمنحها مزيدا من الدعم المالي والتقني لاستكشاف إمكانات النمو الكبيرة في المنطقة، مما يعزز إستراتيجيتها العالمية ويزيد مرونة سلسلة الإمداد العالمية.

وباعتبارها أرضا خصبة للعلامات التجارية والشركات الصينية، تظهر منطقة الشرق الأوسط بشكل تدريجي إمكاناتها السوقية الهائلة وفرص الأعمال اللامحدودة. ولهذا السبب، فإن السوق الشرق أوسطية لها أهمية كبيرة بالنسبة لنمو الأعمال العالمية لمجموعة لينوفو، مما يعزز ثقة أسواق رأس المال في تطور الشركة.

ومع تحوُّل الهيكل العالمي للطاقة، تشهد منطقة الشرق الأوسط تحوُّلا اقتصاديا جذريا. وعلى سبيل المثال، تعتبر السعودية، أكبر اقتصاد في المنطقة، أن تطوير قطاع التكنولوجيا يعد من أهم السبل لتحويل الاقتصاد المعتمد على النفط إلى اقتصاد متنوع في برنامج التحوُّل الإستراتيجي الوطني "رؤية 2030". وأطلقت الإمارات أيضا إستراتيجيتها "للخمسين عاما المقبلة"، مع التركيز على الاستثمار وريادة الأعمال في مجالات الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة.

ومع الانفتاح المتزايد للسوق الشرق أوسطية، أصبحت قطاعات، مثل التجارة الإلكترونية عبر الحدود والتكنولوجيا المالية والترفيه الاجتماعي والاستهلاك الجديد، والطاقة المتجددة، وجهات جذابة للشركات الصينية التي تسعى للتوسع. 

وفي قطاع الطاقة المتجددة، على سبيل المثال، استغلت شركة "إكسبنغ"، للسيارات ومجموعة "بايك" قدراتهما في تطوير السيارات الكهربائية في الإمارات، حيث بدأتا بتجربة السوق من خلال البحث عن شركاء محليين. ومن ناحية أخرى، وسعت شركات السيارات الصينية مثل "جيلي" و"بي واي دي" خدماتها من خلال تحسين شبكة التوزيع والبنية التحتية، مثل مراكز قطع الغيار في دبي، ما يمهد الطريق لتوسيع سوق السيارات الصينية في المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت الشركات الصينية الأخرى مثل "سايك موتور" و"بي واي دي" و"شيري" التي كانت تركز على السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، بدأت في تعديل إستراتيجياتها للاستفادة من تزايد الطلب على السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط. وتتمتع الشركات الصينية بمزايا معينة في قدرات الابتكار للمنتجات الاجتماعية المرئية والسمعية. وقد شاركت الشركات الصينية بعمق في سوق تطبيقات الهاتف المحمول في الخارج لسنوات عديدة وحققت إنجازات متميزة. وفي حين أن الشركات الأجنبية لا تزال تعتمد فقط على تطبيقات الدردشة والتعارف باعتبارها النماذج السائدة في مجال التواصل الاجتماعي، فقد توسعت التطبيقات الاجتماعية الصينية لتشمل أشكال منتجات أكثر ثراء. وعلى سبيل المثال، أطلقت شركة "تشي زي تشنغ" التكنولوجية الصينية، التي تركز على استكشاف الأسواق الناشئة في الخارج، مثل الشرق الأوسط، عددا من التطبيقات الأساسية التي تغطي مجالات المحتويات المرئية والسمعية والألعاب والتواصل الاجتماعي، ووجدت فرصا تنموية جديدة.

وفي الوقت الحاضر، أصبحت الشركات الصينية في مجال التكنولوجيا قادرة على التنافس بقوة وتتصدر الأسواق العالمية. ويعتبر تصدير المنتجات التقنية هو أحد أبرز سمات الشركات الصينية في مرحلة توسعها العالمية. ومن خلال الابتكار التكنولوجي والدعم المالي والتوطين، تواصل الشركات الصينية استكشاف الأسواق العالمية، وتشكيل ميزة تنافسية فريدة في مجالات مثل الاقتصاد الرقمي.

الصور