(وسائط متعددة) صلاح ومرموش .. مصدر إلهام في عالم كرة القدم

القاهرة 26 فبراير 2025 (شينخوا) كحال الملايين في مصر والعالم العربي، حرص عبد العزيز الزغبي لاعب منتخب مصر لكرة القدم تحت 17 سنة ورفاقه خلال تواجدهم في المغرب، على متابعة المواجهة التي جمعت محمد صلاح وعمر مرموش في أول لقاء بين الثنائي المصري في الدوري الإنجليزي.

وقال الزغبي، والذي يلعب لفريق إنبي المصري، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "كنت حريصا على مشاهدة مباراة ليفربول ومانشستر سيتي الأخيرة كما هي العادة في متابعة كل مباريات النجمين محمد صلاح وعمر مرموش، ولكن هذه المرة شاهدتها خلال تواجدي في المغرب رفقة زملائي بالمنتخب".

وتواجد الزغبي ضمن لاعبي المنتخب المصري تحت 17 سنة في المغرب لأداء مباريات ودية.

ومساء أول أمس (الأحد)، اكتظت المقاهي والنوادي الاجتماعية والرياضية في أنحاء مصر لمشاهدة لقاء ليفربول ومانشستر سيتي، في الأسبوع الـ27 للدوري الإنجليزي، ومؤازرة النجمين المصريين صلاح ومرموش.

وعند لمس كل منهما للكرة أو إحراز هدف، كانت ترتفع صيحات الإعجاب والتقدير من جانب المشاهدين.

وخطف الثنائي المصري الكاميرات بشدة، فأينما توجها وتواجدا تابعتهما الكاميرات لترصد حديثهما الهامس قبل وبعد المباراة أو حتى أثناء المباراة وعمليات الكر والفر بينهما.

-- مصدر فخر

وكان لافتا، انتشار أعلام مصر في أرجاء مدرجات ملعب الاتحاد بمدينة مانشستر سيتي، وتركيز كاميرات القنوات الفضائية الناقلة للمباريات على عدد من الجماهير أثناء دخولهم إلى الملعب متشحين بالعلم المصري لمساندة صلاح ومرموش.

وأصبح محمد صلاح مصدر فخر للمصريين والعرب، ويضعه عشاق الساحرة المستديرة في مكانة واحدة أو قريبة من أساطير كرة القدم العالميين خاصة الحاليين من أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.

وزاد من فخر المصريين، انتقال عمر مرموش خلال موسم الانتقالات الشتوية في شهر يناير الماضي من ناديه السابق إنتراخت فرانكفورت الألماني إلى نادي مانشستر سيتي الإنجليزي مقابل 80 مليون يورو.

وإذا كانت جماهير ليفربول الإنجليزية قد أطلقت على صلاح البالغ من العمر 32 عاما لقب "الملك الفرعوني"، فإن جماهير مانشستر سيتي هي الأخرى باتت تلقب مرموش البالغ من العمر 25 عاما بـ "الأمير الفرعوني"، باعتباره أصغر سنا من مواطنه صلاح.

ونجح صلاح ومرموش رغم قصر فترة تواجد الأخير بالدوري الإنجليزي، في أن يفرضا سطوتهما على الكرة الإنجليزية وصنع ملحمة مصرية، يتابعها الملايين من المصريين والعرب والأفارقة.

-- "رفع سقف الطموحات"

وبالنسبة لعبد العزيز الزغبي الملقب بـ"زيزو"، فقد أتاح صلاح ومرموش أفقا واسعا أمام الأجيال المختلفة التي تمارس كرة القدم.

وقال الزغبي "طبعا، أصبح تكرار مسيرتيهما (صلاح ومرموش) مثالا يحتذى وحلما لكل الناشئين واللاعبين في مصر، فقد ارتفع سقف طموحاتنا بشكل كبير جدا".

وتابع أن "البعض كان يعتقد أن صلاح استثناء وحالة فريدة، ولكن بعد نجاح عمر مرموش وانضمامه لفريق مانشستر سيتي (...)، وكذلك ما يحققه (المصريان) محمد عبد المنعم في نيس ومصطفى محمد في نانت الفرنسيين، أصبح عندنا قناعة كبيرة بأن النجاح في مسيرة الاحتراف ممكنة وليست مستحيلة كما كان يظن البعض من قبل".

ونجح صلاح في قيادة فريقه ليفربول للانفراد بقمة الدوري الإنجليزي حاليا برصيد 64 نقطة، بفارق 11 نقطة عن نادي أرسنال أقرب منافسيه وبفارق 20 نقطة عن مانشستر سيتي حامل اللقب في آخر 4 سنوات.

ويتصدر صلاح قائمة هدافي الدوري الإنجليزي هذا العام برصيد 25 هدفا وساهم في صناعة 16 هدفا آخر، فيما أحرز أقرب منافسيه النرويجي إرلينج هالاند لاعب مانشستر سيتي هذا الموسم 19 هدفا.

وقبل أيام من مواجهة صلاح، تألق مرموش وسجل اسمه بأحرف من ذهب في الدوري الإنجليزي بتسجيله ثلاثة أهداف (هاتريك) قاد بها مانشستر سيتي لفوز عريض على نيوكاسل يونايتد برباعية نظيفة في الجولة الـ25 من البطولة.

-- مساهمة في التطوير

ورأى المدرب المصري ومحلل كرة القدم حلمي طولان أن البروز اللافت لمحمد صلاح وعمر مرموش في كبرى الأندية الإنجليزية وما يحققه اللاعبان من نجاحات، من شأنه أن يسهم بشكل كبير في تطوير الكرة المصرية خاصة.

وقال طولان لـ ((شينخوا)) إن نجاح صلاح ومرموش سيؤدي إلى تغيير أنماط تفكير اللاعبين المصريين وتعاملها مع مسألة الاحتراف الخارجي، بما يؤدي إلى تطوير المنتخب المصري وتحسين مستويات أدائه في البطولات والمنافسات المقبلة.

وأضاف أنه كان هناك اعتقاد خاطئ بأن صلاح حالة نادرة لن تتكرر، ولكن الواقع يؤكد أن تكرار تجربة نجاحه ممكنة، وأن هناك لاعبين مصريين لديهم القدرة على تكرار هذا النموذج.

وتابع أن نجاح صلاح ومرموش سيخلق قناعة لدى الكثير من المواهب بأن كل شيء ممكن، وأنه يمكن الذهاب إلى مسافات أبعد، وأن الأمر لا يتطلب معجزات.

وتوقع طولان أن تولي الأندية الأوروبية اهتماما أكبر باللاعبين المصريين خاصة الناشئين منهم خلال الفترات المقبلة، وتقديم عروض احتراف أكثر لهم، معتبرا أن الكرة ستكون في ملعب الأندية المصرية التي عليها ألا تقف عقبة أمام احتراف اللاعبين الناشئين.■