تحقيق إخباري: الهدوء الحذر يعود إلى محافظتي طرطوس واللاذقية بعد سلسلة من العمليات العسكرية
طرطوس-اللاذقية، سوريا 12 مارس 2025 (شينخوا) يسود الهدوء الحذر محافظتي طرطوس واللاذقية بسوريا بعد سلسلة من العمليات العسكرية التي استهدفت ما تصفه الحكومة السورية الانتقالية بفلول النظام السوري السابق، وذلك وسط حالة من الخوف والقلق بين السكان المحليين.
وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت يوم الاثنين الماضي انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري بعد تحقيق أهدافها تمهيدا لعودة الحياة إلى طبيعتها بعد الاشتباكات الأخيرة غربي البلاد، وفق ما ورد في الإعلام الرسمي.
وقد زار أحمد الشامي، محافظ طرطوس، يوم الأربعاء عدة قرى بريف المحافظة، حيث أطلع على الوضع في هذه المناطق وتلقى مطالب الأهالي وما يلزم لعودتهم إلى منازلهم مطمئنين، وأكد على حرص الدولة على تحقيق السلم الأهلي ومعاقبة المتورطين بقتل الأبرياء، حسبما أفاد الإعلام الرسمي السوري .
وفي الوقت نفسه، أعرب العديد من السكان المحليين في محافظتي طرطوس واللاذقية عن مخاوفهم مما وقع في الساحل السوري، واصفين الأجواء العامة في المحافظة بأنها مازالت "متوترة"، والحياة اليومية شبه مشلولة.
قالت هند يوسف، مواطنة من محافظة حمص بوسط سوريا وتسكن في محافظة طرطوس إن "جميع السكان خائفون، والوضع الأمني مخيف".
وتابعت "الأسواق جامدة لا يوجد أي حركة،" مشيرة إلى أن ما حدث لا يتحمله عقل بشري... هناك دم سُفك على هذه الأرض".
وشارك خالد بيدو، مواطن سوري آخر من محافظة طرطوس، مشاعر الخوف التي عبرت عنها هند، قائلا إن "ما حدث في بانياس وتلك المناطق شيئ مرعب، كنا نخاف على أنفسنا وأطفالنا، إنه خسارة لهذه المحافظة وخسارة لسوريا."
وأعرب طلال اسكيف، مواطن من محافظة اللاذقية، عن مخاوفه إزاء الأوضاع الأمنية في القرى والبلدات بريف اللاذقية، مؤكدا أن الأهالي مازالوا قلقين من الأوضاع التي شهدتها المنطقة الساحلية .
وقال اسكيف لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "أغلبية الأهالي ما زالوا يسكنون في الوديان رغم انتشار عناصر الأمن العام في عموم المنطقة الساحلية وتطمينات الحكومة السورية لهم"، مشيرا إلى أن بعض قرى ريف اللاذقية ما زالت تشهد بعض الحوادث الأمنية.
قال نبيل مجذوب من محافظة اللاذقية إن الناس أغلقت متاجرها ولم تعد تتمكن من التنقل في الشوارع بسبب انعدام الأمن.
شهدت منطقة الساحل السوري غربي البلاد على البحر المتوسط التي تشمل محافظتي اللاذقية وطرطوس، أحداثا متلاحقة خلال الأيام الماضية منذ بدء وقوع الاشتباكات يوم الخميس بين قوات الأمن ومجموعات تصفها الإدارة الجديدة في البلاد بفلول النظام السابق. وسقط أكثر من ألف قتيل جراء الاشتباكات، بحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان.