ARABIC.NEWS.CN

غزة 18 مارس 2025 (شينخوا) أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة صباح اليوم (الثلاثاء) أن عدد قتلي سلسلة الغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع بلغت 356 شخصا، بحسب مصدر مسؤول في وزارة الصحة.
وقال محمد ابو سلمية المسؤول بوزارة الصحة في غزة، في تصريح صحفي، إن مستشفيات قطاع غزة استقبلت 326 قتيلا وأكثر من 440 جريحا، بينهم إصابات بالغة الخطورة، نتيجة الهجمات المكثفة التي شنها الجيش الإسرائيلي منذ ساعات الفجر الأولى على مناطق مختلفة في القطاع، مشيرة إلى وجود 30 قتيلا ما زالوا تحت الأنقاض وانهيار المباني فوق رؤوسهم.
وأكد أن عدد القتلى الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع وصل إلى 326 فيما تم الابلاغ عن وجود 30 شخصا في عداد القتلى نتيجة طمرهم تحت الأنقاض وانهيار المباني فوق رؤوسهم.
وتابع أن هذا يحدث في ظل منظومة صحية منهكة تعاني من نفاد الأدوية ونقص حاد في المعدات الطبية، مشيرا إلى أن مستشفياتنا ليس باستطاعتها استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، حيث تمتلئ المستشفيات بالكامل بالقتلى والجرحى، ويفارق الجرحى الحياة دون أن نجد لهم سريرا للعلاج، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية التي نعيشها.
وبدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الهجمات الاسرائيلية استهدفت مناطق سكنية، ما أدى إلى تدمير منازل بالكامل وسقوط عائلات بأكملها بين الضحايا، فيما لا يزال العديد من القتلى والمفقودين تحت الأنقاض بسبب الوضع الميداني الصعب.
وأضاف أن النساء والأطفال والمسنين يشكلون غالبية الضحايا، معتبرا أن ما يجري هو "استهداف ممنهج للإنسان الفلسطيني".
وحذر البيان من كارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل الحصار الخانق ومنع دخول الإمدادات، مما أدى إلى شلل القطاعات الحيوية وانهيار المنظومة الصحية.
وشهدت مناطق متفرقة من القطاع سلسلة من الهجمات المفاجئة.
وقال شهود عيان إن القصف الإسرائيلي تركز على مناطق مكتظة بالسكان، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير.
من جهته، ذكر الدفاع المدني الفلسطيني أن إسرائيل شنت أكثر من 75 غارة جوية في وقت متزامن، استهدفت بشكل خاص مدن رفح وخانيونس والمنطقة الوسطى وغزة وشمال قطاع غزة، حيث سُمع دوي انفجارات متتالية، وسط تصاعد سحب الدخان الكثيف من المواقع المستهدفة؟
وتابع أن "كثير من الضحايا، بينهم أطفال ونساء، ما زالوا تحت الأنقاض، فيما تواجه فرق الإنقاذ صعوبات كبيرة بسبب نقص المعدات وانقطاع الاتصالات".
وأكدت مصادر أمنية فلسطينية مقتل عدد من القادة البارزين في حماس، من بينهم اللواء محمود أبو وطفة وكيل وزارة الداخلية في غزة، وأبو عبيدة الجماصي عضو المكتب السياسي للحركة، إضافة إلى القيادي في الحركة عصام الدعاليس، والعميد بهجت أبو سلطان، مسؤول جهاز الأمن الداخلي.
وأعلنت حركة حماس في بيان أن "نتنياهو وحكومته المتطرفة قرروا الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول".
وأضاف البيان، نحمّل نتنياهو والاحتلال المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة، وعلى المدنيين العزّل وشعبنا الفلسطيني المحاصر، الذي يتعرّض لحرب متوحّشة وسياسة تجويع ممنهجة.
وطالبت الحركة الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه.
ودعت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليتهما التاريخية في دعم صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وكسر الحصار الظالم المضروب على قطاع غزة.
كما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد العاجل لأخذ قرار يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه، وإلزامه بالقرار 2735 الداعي لوقف العدوان والانسحاب من كامل قطاع غزة.
من جهته، قال عزت الرشق القيادي في حماس "نتنياهو قرر استئناف حرب الإبادة ضد غزة، مستخدمًا المدنيين وسيلة للضغط، وهو قرار بالتضحية بأسرى الاحتلال".
وأضاف "لم يكتف نتنياهو بمنع دخول الغذاء والدواء إليهم، بل قصف أطفال غزة وقتلهم وهم نيام".
وأوضح الرشق أن "لم يحترم المحتل تعهداته، ولم يف بالتزاماته أمام الوسطاء وأمام العالم"، مشيرا إلى أن "نتنياهو قرر استئناف حرب الإبادة، بوصفها قارب نجاة له من الأزمات الداخلية"، معتبرا أن "القرار بعودة الحرب، هو قرار بالتضحية بأسرى المختطفين، وحكم بالإعدام ضدهم".
أما القيادي سامي أبو زهري فقال "ما يجري محاولة لفرض اتفاق بالنار على أهلنا في غزة"، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي ينسف اتفاق وقف إطلاق النار، والإدارة الأمريكية شريكة فيه.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان "إعلان نتنياهو استئناف العدوان هو إمعان في ارتكاب المجازر ضمن حرب إبادة".
وأضاف البيان أن إسرائيل "لن تمنح يداً عليا لا في الميدان ولا في المفاوضات"، مشيرا إلى أن ما عجز نتنياهو عن تحقيقه خلال 15 شهراً لن يحققه الآن، فالمقاومة ستبقى، والاحتلال سيخرج من هذه الحرب صاغرًا.
وفي المقابل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع وجّها الجيش للعمل بقوة ضد منظمة حماس "الإرهابية" في غزة.
وأضاف البيان أن "حماس رفضت مرارًا إطلاق سراح رهائننا، ورفضت جميع العروض التي تلقتها من المبعوث الأمريكي والوسطاء"، مشيرًا إلى أن "الجيش الإسرائيلي يهاجم الآن أهدافًا لحماس في جميع أنحاء قطاع غزة".
وأكد البيان أن "إسرائيل ستتحرك من الآن فصاعدًا ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة (إكس) "بناء على توجيهات المستوى السياسي، تشن قوات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) هجومًا واسعًا على أهداف إرهابية لحماس في غزة".
وذكرت الإذاعة العبرية أن "الهجوم الجوي استهدف قيادات عسكرية متوسطة وقيادات سياسية في حركة حماس"، مضيفة أن "رئيس الأركان ورئيس الشاباك المقال يشرفان على العملية".
وقالت الإذاعة إن "الهجوم قد يتجاوز الضربات الجوية، وقد يتم توسيعه إذا اقتضت الضرورة"، مشيرة إلى أن "الخطة العملياتية أُبقيت سرية للغاية ضمن دائرة ضيقة لمفاجأة حماس".
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر أمريكية أن "إسرائيل أبلغت الإدارة الأمريكية مسبقا باستئناف الهجمات في قطاع غزة"، وقالت نقلا عن مصادر في البيت الأبيض "إن إسرائيل تشاورت مع الإدارة الأمريكية بشأن الغارات الجوية على غزة".
ويخشى سكان غزة من عودة الحرب التي شهدها القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي خلفت دمارًا واسعًا وخسائر بشرية كبيرة وسط تراجع الآمال في استعادة التهدئة قريبا.