مترئسا جلسة الدراسة الجماعية الـ20 للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.. شي جين بينغ يؤكد على التمسك بالاعتماد على الذات وإبراز التوجه التطبيقي لدفع التنمية الصحية والمنظمة للذكاء الاصطناعي
بكين 29 أبريل 2025 (شينخوا) عقد المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بعد ظهر يوم 25 أبريل الجاري جلسة الدراسة الجماعية الـ20 لتعزيز تطوير وتنظيم الذكاء الاصطناعي. وأكد شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أثناء ترؤسه الجلسة أنه في ظل الوضع الجديد المتمثل في التطور السريع لتقنيات الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي، يجب الاستفادة الكاملة من مزايا نظام الدولة الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، والتمسك بالاعتماد على الذات وتعزيز القوة الذاتية، مع إبراز التوجه التطبيقي، لدفع تطور الذكاء الاصطناعي في بلادنا نحو اتجاه مفيد وآمن وعادل بشكل صحي ومنظم.
وقد قام الرفيق تشنغ نان نينغ، الأستاذ بجامعة شيآن جياوتونغ، بشرح هذا الموضوع وطرح اقتراحات عملية، فيما استمع رفاق المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب باهتمام إلى الشرح، وشاركوا في المناقشات.
وبعد الاستماع إلى الشرح والمناقشات، ألقى شي جين بينغ خطابا مهما أشار فيه إلى أن الذكاء الاصطناعي، بصفته تقنية استراتيجية تقود الثورة العلمية والتكنولوجية والتحول الصناعي الجديد، يغيّر بعمق طرق الإنتاج والمعيشة لدى البشرية. وقد أولت اللجنة المركزية للحزب أهمية كبيرة لتطوير الذكاء الاصطناعي، حيث عززت في السنوات الأخيرة التخطيط الكلي والعمل التوجيهي، مما دفع القوة الشاملة للذكاء الاصطناعي في بلادنا إلى تحقيق قفزة شاملة ومنهجية. لكن في الوقت نفسه، لا تزال هناك أوجه قصور وضعف في مجالات مثل النظريات الأساسية والتقنيات الرئيسية الجوهرية. ويجب علينا مواجهة الفجوات وبذل جهود مضاعفة، لدفع الابتكار العلمي والتكنولوجي وتطوير الصناعات وتعزيز التطبيقات التمكينية في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل شامل، مع تحسين الآليات التنظيمية للذكاء الاصطناعي وإحكام زمام المبادرة في تطويره وحوكمته.
وأكد شي جين بينغ أنه للأخذ بزمام المبادرة واحتلال مواقع متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، لا بد من تحقيق اختراقات في النظريات والطرق والأدوات الرئيسية. ويجب الاستمرار في تعزيز البحوث الأساسية، وتركيز الجهود على تجاوز عقبات التقنيات الجوهرية مثل الرقائق المتقدمة والبرمجيات الأساسية، وبناء منظومة برمجية ومادية للذكاء الاصطناعي مستقلة وقابلة للسيطرة وذات تشغيل متناسق. ويجب استخدام الذكاء الاصطناعي لقيادة تغيير نمط البحث العلمي، وتسريع الابتكارات العلمية والتكنولوجية في مختلف المجالات.
وأشار شي جين بينغ إلى أن بلادنا تتمتع بموارد وفيرة من البيانات، ونظام صناعي كامل، وسيناريوهات تطبيقية واسعة، ومساحة سوقية ضخمة. وينبغي تعزيز التكامل العميق بين الابتكار العلمي والتكنولوجي والابتكار الصناعي في الذكاء الاصطناعي، وبناء منظومة ابتكار تعاونية بقيادة الشركات تدمج بين الصناعة والدراسة والبحث والتطبيق، والمساعدة في تحويل الصناعات التقليدية وتحديثها، واستكشاف مسارات جديدة لتنمية الصناعات الناشئة الاستراتيجية وصناعات المستقبل. كما ينبغي التخطيط الشامل لتعزيز بناء البنية التحتية لقوة الحوسبة، وتعميق تطوير موارد البيانات واستغلالها ومشاركتها بشكل مفتوح.
وأكد شي جين بينغ أن السياسات الداعمة مهمة جدا لمجال الذكاء الاصطناعي بصفته تقنية جديدة وميدانا ناشئا. ويجب الاستفادة الشاملة من السياسات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، والضرائب والمالية، والمشتريات الحكومية، وفتح المرافق أمام الأطراف المعنية، لدعم الجمع بين العلوم والتكنولوجيا والتمويل. كما يجب دفع التعليم المرتبط بالذكاء الاصطناعي في جميع المراحل الدراسية والتعليم العام للمجتمع بأسره، لضمان إعداد مستمر لكوادر عالية الكفاءة. ويجب تحسين ضمانات البحث العلمي، والدعم المهني، وآلية تقييم الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتهيئة منصات وتوفير ظروف تتيح للمواهب من مختلف الفئات إطلاق طاقاتهم.
وأشار شي جين بينغ إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يجلب لنا فرصا تنموية غير مسبوقة فحسب، بل يطرح أيضا تحديات ومخاطر غير مسبوقة. ويجب استيعاب اتجاهات تطور الذكاء الاصطناعي وقوانينه، والإسراع في وضع وتحسين القوانين والأنظمة والسياسات والمعايير الأخلاقية ذات الصلة، وبناء نظام للرصد التكنولوجي، والإنذار المبكر ضد المخاطر، والاستجابة للطوارئ، لضمان أمان وموثوقية الذكاء الاصطناعي وإمكانية السيطرة عليه.
وأكد شي جين بينغ أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون منتجا عاما دوليا يعود بالنفع على البشرية. ويجب توسيع التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، ومساعدة دول الجنوب العالمي على تعزيز قدراتها التقنية، والإسهام في سد فجوة الذكاء العالمية من خلال المساهمة الصينية. كما ينبغي دفع جميع الأطراف إلى تعزيز التنسيق بشأن استراتيجيات التنمية وقواعد الحوكمة والمعايير التكنولوجية، والعمل بسرعة نحو بناء إطار حوكمة عالمي ومعايير تنظيمية قائمة على توافق واسع النطاق.