شباب أجانب يجدون ويجتهدون في الصين لتحقيق أحلامهم
بكين 4 مايو 2025 (شينخوانت) في السنوات الأخيرة، توافد المزيد من الشباب الأجانب إلى الصين، حيث يبذلون أقصى جهودهم في مختلف القطاعات ويسعون إلى الابتكار ويتعاونون مع أقرانهم الصينيين لتحقيق أحلامهم.
عاش الشاب الأوزبكي كابوديس شيرود، البالغ من عمره 30 عاما، في الصين لأكثر من 10 سنوات. وقال لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن والده درس اللغة الصينية في جامعة الشرق بأوزبكستان، وجاء إلى مدينة تشنغدو الصينية في عام 1991 لمتابعة دراسة اللغة الصينية. وبتأثير من والده، كان لديه اهتمام قوي بالخط الصيني منذ نعومة أظفاره، واختار تعلم اللغة الصينية عندما كبر. ويرى شيرود أن مستواه في اللغة الصينية الآن قد تجاوز مستوى والده، وأن فهمه للصين أصبح أعمق. ومع تحسن مستواه اللغوي وزيادة معرفته بالصين، شهد أيضا تزايدا في وتيرة التبادل بين شعبي الصين وأوزبكستان، وتحسنا مستمرا في مستوى الترابط بين البلدين. ولاحظ أنه مع تعمق مشاريع التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق" في منطقة آسيا الوسطى، أصبحت التبادلات التجارية والاقتصادية متزايدة بين الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون، وصار المزيد من الصينيين أكثر دراية بأوزبكستان. وقال شيرود إن زيادة التبادل التجاري والتواصل بين الأفراد قد أتاحت المزيد من الفرص لشباب البلدين، مضيفا أنه في المستقبل يطمح إلى العمل في مجال التجارة، وجلب المأكولات الأوزبكية مثل الزبيب والجوز واللوز والمشمش إلى الصين، والإسهام في تطوير التجارة الثنائية.
وأما مصطفى أحمد غالب الذي جاء من بنغلاديش، فقد كان متفوقا دراسيا منذ صغره. وعند تخرجه في المدرسة الثانوية، حصل على منحة دراسية حكومية للدراسة في الخارج ضمن أفضل 20 طالبا على مستوى البلاد، ونجح في الحصول على منحة دراسية صينية. وبعد ذلك، بدأ دراسته في جامعة ووهان للتكنولوجيا، وظل غالب يدرس فيها حتى حصوله على الدكتوراه وما بعد الدكتوراه، وقد أمضى حتى الآن أكثر من 20 عاما في جامعة ووهان للتكنولوجيا، ويشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لمركز الدراسات المتعددة الثقافات و"الحزام والطريق" بالجامعة، وتشمل مجالات بحثه "الحزام والطريق" والأسواق الناشئة وتدويل الشركات. ويرى غالب أن مبادرة "الحزام والطريق" لا تسهم في تعزيز التبادلات التجارية والاقتصادية بين الدول المعنية فحسب، بل توفر أيضا منصة كبيرة للدول الأخرى للاستفادة من تجربة التنمية الصينية. وقد نال غالب "وسام الشباب الممتازين" بمدينة ووهان، كما وصفه قادة الصين بأنه "رسول الصداقة" بين الصين وبنغلاديش. ويشير غالب إلى أن كل وسام ثمين هو بمثابة تشجيع وتحفيز له. ويطمح في المستقبل، كأستاذ جامعي، إلى إعداد المزيد من الكفاءات الدولية ذات الرؤية العالمية.
والتقى الشاب الهولندي جوريس ريك بزوجته الحالية خلال رحلته إلى بكين قبل بضع سنوات. ومن أجل الحب، قرر ريك المجيء إلى الصين. ويعمل حاليا كمستشار في شركة استشارات هندسية صوتية في بكين. وقال للمراسل إن الصين ليست فقط مكانا لعثوره على الحب، بل هي أيضا فرصة لتطوير حياته المهنية، مشيرا إلى أن قطاع البناء في الصين يتطور بسرعة، وهناك العديد من المشاريع قيد التنفيذ، مما يمنحه الكثير من الفرص لإظهار مهاراته. ويركز عمل ريك في الهندسة الصوتية المعمارية على دراسة المشاكل المتعلقة بالبيئة الصوتية في المباني. ويرى أن عمله يسهم في تصميم مبانٍ أكثر "صحة"، مضيفا أنه مع استمرار تحسن مستوى معيشة الشعب الصيني، وتزايد الطلب على الثقافة الروحية، فإن سوق الهندسة الصوتية المعمارية في الصين يشهد نموا مستمرا. وبالنسبة لريك، فإن مغادرة أسرته في وطنه الأم والقدوم إلى بلد أجنبي هو أكبر قرار اتخذه في حياته. ولكنه في إجابته على هذا السؤال يرى أنه راض تماما، لأنه الآن ليس لديه عائلة في الصين فحسب، بل لديه أيضا حلم في الصين، حيث يحلم بالإسهام في تنمية الصين، وجعل الجميع يعيشون حياة صحية وسعيدة.








