قرية صينية: موطن الغيتارات يعزف ألحان الموسيقى العالمية

بكين 7 مايو 2025 (شينخوانت) على الرغم من أن الغيتار آلة موسيقية غربية تقليدية، إلا أن الغيتارات المصنوعة في الصين قد وصلت إلى مستوى عالمي من حيث اختيار المواد للوحة الأمامية، وعملية التصنيع، وجودة الصوت والنغمات. واليوم، نأخذكم في جولة إلى قرية تشنغآن بمدينة تسونيي في مقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين، والتي تُعرف باسم "موطن صناعة الغيتارات في الصين" ويعمل بها أكثر من 15 ألف شخص في صناعة الغيتارات، وتصدر منتجاتها إلى أكثر من 40 دولة ومنطقة.
ويعتبر تشنغ تشوان جيو، أحد السكان المحليين، من صانعي الغيتارات في تشنغآن. وعندما دخل مراسل شينخوانت ورشة الإنتاج الخاصة به، شاهد مجموعة متنوعة من الغيتارات التي تشحن للتصدير إلى جميع أنحاء العالم. ومن الصعب تصور أن هذه القرية الفقيرة التي قيدت صعوبة المواصلات تنميتها الاقتصادية في الماضي قد أصبحت متصلة بالعالم بواسطة الغيتارات.
وقبل أكثر من عشر سنوات، اكتشفت حكومة قرية تشنغآن أثناء جذب الاستثمارات من المدن الساحلية، أن العديد من سكان تشنغآن كانوا يعملون في صناعة الغيتارات بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين. ورأت الحكومة في صناعة الغيتارات ميزة من حيث توفير فرص العمل باعتبارها كثيفة العمالة، فجذبت هذه الصناعة إلى تشنغآن.
وكان تشنغ تشوان جيو أول صانع غيتارات ينقل مصنعه من مقاطعة قوانغدونغ إلى مسقط رأسه تشنغآن. واستذكر قائلا إن بداية العمل كانت صعبة للغاية بسبب عدم وجود طريق سريع وصناعات متكاملة. وفي السنوات الأخيرة، أُنشئ طريق سريع وأُهلت الكفاءات، وجذبت الحديقة الصناعية أكثر من 130 شركة لصنع الغيتارات والشركات الداعمة لها تباعا. واليوم، يعمل فيها عدد كبير من سكان تشنغآن المحليين بالقرب من منازلهم.
ومع ذلك، فإن وتيرة التنمية في تشنغآن لم تتوقف، حيث تعمل حكومة قرية تشنغآن بنشاط على رعاية العلامات التجارية المستقلة، وتشجيع الابتكار في هذه الصناعة. وفي تشنغآن، أصبحت شركة شابة تأسست في عام 2016، أول شركة في العالم تستخدم الخيزران بالكامل في صناعة الغيتارات، وذلك من خلال الابتكار في المواد الخام لصناعتها. وقال تشاو جيان فنغ المدير العام للشركة إن صناعة الغيتارات التقليدية تعتمد بشكل كبير على الأخشاب المستوردة، مضيفا أن الشركة أمضت ما يقرب من عام في إجراء العديد من تجارب الكربنة وإزالة السكر على الخيزران، إلى جانب عملية الربط المعقدة، لتطوير الغيتارات المصنوعة بالكامل من الخيزران، وبالتالي لم يغير هذا الابتكار الوضع الحالي الذي تعتمد فيه صناعة الغيتارات في الصين بشكل كبير على المواد الخام المستوردة فحسب، بل جلب أيضا تجربة أداء أكثر ثراءً.
وبالإضافة إلى الغيتارات المصنوعة بالكامل من الخيزران، طورت الشركة أيضا غيتارات ذكية خيزرانية من خلال دمج بطاقة صوت وشريحة. ويمكن لهذه الغيتارات، بعد ربطها بتطبيق، نقل الصوت لاسلكيا في الوقت الفعلي، وتحقيق تأثيرات صوتية متنوعة، مما يوفر للمستخدمين تجربة أداء أكثر ثراءً.
ويتميز الخيزران بخصائص صينية مميزة، بالإضافة إلى وضوح الصوت، وقد حققت الغيتارات المصنوعت بالكامل من الخيزران والغيتارات الذكية الخيزرانية أداء ملحوظا في السوق الدولية، حيث بيعت حاليا إلى ما يقرب من 30 دولة ومنطقة في العالم. وفي الحديقة الصناعية للغيتارات، تعمل العديد من الشركات أيضا على تطوير علاماتها التجارية المستقلة. وحاليا، طُورت وسُجلت 77 علامة تجارية مستقلة للغيتارات في تشنغآن، كما تمتلك 168 براءة اختراع.
وفي تشنغآن، يمكن رؤية التغييرات التي أحدثتها صناعة الغيتارات في كل مكان مثل ساحة الغيتارات الجميلة، والمباني الشاهقة، والحديقة الصناعية للغيتارات التي تزداد فيها سلاسل الصناعة المتكاملة، والأشخاص الذين يعزفون على الغيتارات في كل مكان. وأصبحت قرية تشنغآن مكانا لانطلاق أحلام المزيد من الناس، بمن فيهم الأصدقاء الأجانب.
وقد عمل صانع الغيتارات الأمريكي كورتيس آلان هندريك في صناعة الغيتارات لأكثر من أربعين عاما. وفي عام 2023، عندما قرر تأسيس علامته التجارية المستقلة، اختار المجيء إلى قرية تشنغآن لتحقيق حلمه مدى الحياة. واليوم، هو مشغول كل يوم في طريقه لتحقيق أحلامه. وقد نجحت تشنغآن، التي كانت في السابق قرية فقيرة، في تحقيق تحول وتنمية كبيرة، وعزف ألحان الموسيقى العالمية.










