منصة تواصل اجتماعي صينية تتصاعد في الشرق الأوسط
بكين 14 مايو 2025 (شينخوانت)في قوائم التطبيقات الأكثر شعبية في متاجر التطبيقات بالعديد من دول ومناطق الشرق الأوسط، يتصدر تطبيق للدردشة الصوتية القوائم لفترة طويلة. وهذا التطبيق، الذي يشبه في وظائفه تطبيق "وي تشات" الصيني، هو "يلا"، وقد ولد في التربة العربية ذات الطابع الديني العميق، مما أتاح للعرب الذين يتسمون بالجدية والتحفظ عادةً التعبير عن جوانب مختلفة من شخصياتهم.
وقد عمل يانغ تاو، مؤسس مجموعة "يلا"، في شركة "زد تي إي (ZTE)" الصينية للاتصالات لأكثر من عشر سنوات، قضى منها سبع سنوات في الشرق الأوسط، حتى تبوأ منصب المدير العام لفرع الشركة في أبو ظبي بالإمارات. أما المؤسسان الآخران، المدير المالي هو يانغ، والمدير التنفيذي للعمليات شو جيان فنغ، فقد كانا زميلين ليانغ تاو في الشرق الأوسط. وإدراكا للتطور السريع للابتكار في مجال الإنترنت بالصين، تطلع المؤسسون الثلاثة إلى الاستفادة من خبرتهم ومزاياهم لتقديم نماذج الأعمال الناجحة في مجال الإنترنت إلى الشرق الأوسط، وإنشاء منتجات محمولة تتناسب مع العادات المحلية والثقافة الدينية.
وبعد تحديد مفهوم المنتج، أسس الثلاثة مجموعة "يلا" في عام 2016، التي يقع مقرها الرئيسي في دبي بالإمارات، وفريقها للبحث والتطوير في مدينة هانغتشو الصينية. وبدأت هذه الشركة ذات الجينات والثقافات المتعددة، في استكشاف "نموذج الإنترنت الصيني + التوطين في الشرق الأوسط". وفي مايو من العام نفسه، أطلقت أول منتج للدردشة الصوتية الجماعية "يلا" على متجري "جوجل بلاي (Google Play)" و"آب ستور (App Store)"، مما أتاح للمنطقة العربية منصة تواصل اجتماعي بلغتها الأم، وبالتالي فتحت الأسواق بسرعة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وغيرها.
وتتنوع مصادر إيرادات "يلا" إلى ثلاثة أنواع: الأول هو اشتراكات العضوية للمستخدمين، والثاني هو شراء المستخدمين لأدوات التواصل الاجتماعي والألعاب، والثالث هو شراء الهدايا. لذلك، فإن أرباحها في جوهرها تأتي بالكامل من مدفوعات المستخدمين مقابل خدمات التواصل الاجتماعي والأصول الافتراضية، وحتى إذا كانت هذه الأصول غير قابلة للتحويل إلى نقود، فإن الأجواء الاجتماعية الجيدة واحتياجات التفاعل بين الأشخاص ستدفع المستخدمين إلى استثمار أموال حقيقية في تجاربهم الشخصية.
وفي سبتمبر عام 2020، توجه يانغ تاو مع فريقه إلى بورصة نيويورك للأوراق المالية، وقرع جرس إدراج المجموعة، لتتحول من شركة تكنولوجيا إماراتية ناشئة إلى أول شركة تكنولوجيا إماراتية مدرجة في البورصة الأمريكية.
وفي مارس عام 2022، أطلقت مجموعة "يلا" رسميا برنامجا للتواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي "واحة" في منطقة الشرق الأوسط. ويوفر "واحة" وهو تطبيق لغرف الدردشة الصوتية وظيفة تجسيد ثلاثي الأبعاد، مما يسمح للاعبين بإعداد صورهم الرمزية الافتراضية الخاصة بهم، وتوفير تغيير الملابس وصناعة الملابس، والاستكشاف والتواصل مع المستخدمين الآخرين في المشاهد الافتراضية المحددة. وبالإضافة إلى ذلك، أنشأت المجموعة شركة فرعية "يلا جيم" مسؤولة عن تطوير وتشغيل الألعاب المعتدلة والثقيلة.
وفي الوقت الحالي، يتراوح عمر المستخدمين النشيطين في مجموعة "يلا" بين 20 و 30 عاما، ووظائفهم ميسرة نسبيا، ولديهم مصدر دخل معين، ولديهم إقبال كبير على استخدام الإنترنت، وهم متحمسون للغاية لألعاب الإنترنت ومحتوى التواصل الاجتماعي، ولديهم استعداد وقدرة عالية على الدفع. وبالاعتماد على الخطوات الراسخة والمستقرة، تثابر مجموعة "يلا" على أن يكون كل منتج قادرا على تحقيق الاكتفاء الذاتي، بدلا من تركيز طاقتها على رسم المستقبل، ولا تستثمر الكثير من الموارد في الاستحواذ على المستخدمين، بل تعتمد بشكل أساسي على طريقة التوصية من الأصدقاء لانتشار تطبيق التواصل الاجتماعي لجذب زبائن جدد.
والآن، تزداد المنافسة بين الشركات العاملة في مجال الترفيه والتواصل الاجتماعي في سوق الشرق الأوسط. وفي المستقبل، تفكر مجموعة "يلا" في كيفية مواصلة إثراء تجربة المستخدمين، وتشكيل تخطيط للمنتجات يركز على التواصل الاجتماعي قدر الإمكان، مع تعزيز المزايا الحالية للمنتجات. وإلى أين يجب أن تتجه مجموعة "يلا" وإلى أين يمكن أن تتجه؟ يعتمد الأمر من ناحية على تصميم منتجاتها وقدرتها على التوطين، ومن ناحية أخرى، يعتمد على رؤية الفريق المؤسس وفهمه لسوق الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.








