آنكان: من مدينة أقل نموا إلى مركز عالمي لصناعة الألعاب القطيفية

بكين 25 يونيو 2025 (شينخوانت) توجد في الصين العديد من المدن الصغيرة التي تبدو عادية لكنها قادرة على ربط العالم من خلال التجارة الخارجية، حيث تنسج هذه المدن الصغيرة شبكات اقتصادية وتجارية تمتد عبر الحدود الوطنية، وتسعى جاهدة لرسم فصل جديد من التنمية العالية الجودة للتجارة الخارجية، ويمكن للناس احتضان العالم بمجرد فتح أبواب منازلهم.
كانت مدينة آنكانغ التي تقع في مقاطعة شنشي شمال غربي الصين مدينة أقل نموا في الماضي. وأما اليوم، فقد أصبحت مركزا يضم أكثر من 800 شركة متخصصة في صناعة الألعاب القطيفية، حيث تُشحن منها ملايين الألعاب سنويا إلى مختلف أنحاء العالم.
وقال السيد لونغ وو، المسؤول في إحدى شركات تصنيع الألعاب القطيفية بمدينة آنكانغ، عن تجربته إن زيارته الأولى لآنكانغ كانت في أكتوبر 2018، ولم يكن على علم من قبل بوجود مدينة بهذا الاسم في الصين. وتواصل حينها مع مكتب الموارد البشرية والضمان الاجتماعي في المدينة لمناقشة المشاريع الصناعية، وقد أُعجب ببيئة الأعمال هناك. وفي تلك الفترة، كانت مدن عديدة في شرقي الصين تواجه تحديات بسبب تغير السياسات الصناعية وارتفاع تكاليف العمالة، مما دفعها إلى البحث عن بدائل لنقل صناعاتها. وكانت مدينة آنكانغ تأمل في استغلال هذه الفرصة لتحقيق تنمية أكبر من خلال توسيع الانفتاح. وفي هذا الصدد، أوضح ونغ كاي يوان، نائب مدير المكتب التابع لمركز ريادة الأعمال والتوظيف في مدينة آنكانغ، أن صناعة الألعاب القطيفية تتسم بأنها كثيفة العمالة وصديقة للبيئة، وهو ما يتناسب مع رؤية آنكانغ التنموية آنذاك، مضيفا أن الاتجاه العام هو انتقال الصناعات الكثيفة العمالة إلى المناطق الوسطى والغربية.
وبعد دراسة متأنية، قرر لونغ وو الذي يمتلك خبرة تزيد عن 20 عاما في مجال تصنيع الألعاب القطيفية، نقل مصنعه إلى آنكانغ. وسرعان ما تبعته شركات أخرى، لتتحول المدينة إلى وجهة جاذبة للاستثمار في هذا القطاع. ومن جانبه، أشار دوان شاو فنغ، والمسؤول في شركة أخرى لتصنيع الألعاب القطيفية في آنكانغ، إلى أن دافعهم الأول لاختيار آنكانغ كان الدعم الحكومي القوي للاستثمار والموقف الإيجابي لسلطات المدينة، بالإضافة إلى وفرة الأيدي العاملة المحلية.
وشهدت آنكانغ نموا متسارعا في قطاع الألعاب القطيفية، حيث ارتفع عدد الشركات العاملة في هذا المجال من شركة واحدة إلى أكثر من 800 شركة، وباتت المدينة مركزا مزدهرا لهذه الصناعة. وجدير بالذكر، أن شركة ديلين الكورية الجنوبية، الرائدة عالميا في صناعة الألعاب القطيفية، قد استثمرت أيضا في آنكانغ، مما جلب عقودا لإنتاج ألعاب ديزني القطيفية.
وتتضمن عملية تصنيع الألعاب القطيفية ست مراحل رئيسية، ألا وهي: القص والتطريز والخياطة والحشو والتجميع اليدوي والتعبئة والتغليف. وكلما كانت اللعبة أصغر، زادت المتطلبات التقنية. ولكل مرحلة معايير دقيقة، سواء من حيث عدد الغرز المطلوبة في الخياطة، أو كمية القطن المستخدمة في الحشو. ولذلك، يكتسب العمال الخبرة والمهارة مع مرور الوقت في كل مرحلة من مراحل الإنتاج. وقد أسهم توفر فرص العمل بالقرب من المنازل في جذب العديد من أبناء آنكانغ الذين كانوا يعملون في مناطق أخرى للعودة إلى مسقط رأسهم.
وفي ورشة عمل بإحدى شركات تصنيع الألعاب القطيفية في آنكانغ، أعربت العاملة الماهرة مي باو لاي التي كانت تعمل على إغلاق فتحة الحشو في لعبة قطيفية على شكل سنجاب صغير، عن سعادتها بالعمل في آنكانغ، حيث يمكنها رعاية أطفالها والحصول على دخل مستقر في الوقت نفسه.
وخلال أقل من عشر سنوات، تمكنت آنكانغ من بناء سلسلة إمداد متكاملة لقطاع الألعاب القطيفية، بعد أن كانت هذه الصناعة غائبة تماما عن المدينة. وعلى صعيد الخدمات اللوجستية، اتخذت آنكانغ خطوات جادة لتخفيض تكاليف الشحن، وذلك من خلال تقديم الدعم المالي للشركات، والتعاون مع شركة شنغهاي الدولية للموانئ لإنشاء مركز لوجستي في المدينة.
وبفضل تضافر جهود الشركات والعاملين والسلطات المحلية، شهد قطاع الألعاب القطيفية في آنكانغ نموا سريعا. وتنتج المدينة حاليا ألعابا قطيفية لأكثر من عشر علامات تجارية عالمية، وتصدرها إلى أكثر من 80 دولة حول العالم. وأكد لونغ وو أن شركته تنتج ما بين 70% إلى 80% من ألعابها القطيفية في آنكانغ، وتطمح إلى زيادة عدد العاملين لديها إلى 3500 موظف، ورفع قيمة إنتاجها إلى 400 مليون يوان صيني (55 مليون دولار أمريكي).
وتتطلع مدينة آنكانغ إلى مستقبل واعد، وقد وضعت خطة طموحة لتحقيق أهدافها التنموية. فبحلول عام 2025، تسعى المدينة إلى رفع القيمة الإجمالية لإنتاج الألعاب القطيفية إلى أكثر من 10 مليارات يوان ( 1.37 مليار دولار أمريكي)، وزيادة قيمة الصادرات إلى مليار يوان (137 مليون دولار أمريكي)، لتصبح أكبر مركز لإنتاج الألعاب القطيفية في الصين.








