أمين عام حزب الله ينتقد تقديم لبنان "تنازل مجاني" لإسرائيل
بيروت 5 ديسمبر 2025 (شينخوا) انتقد أمين عام حزب اللبناني الشيخ نعيم قاسم اليوم (الجمعة) مشاركة لبنان بمندوب مدني في اجتماعات لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، وقال إنها "تنازل مجاني" و "سقطة تضاف إلى خطيئة 5 أغسطس" لجهة قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة.
وقال قاسم، في كلمة ألقاها قاسم عبر الشاشة خلال مهرجان أقامه حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية "تعظيما للعلماء ....."، إن "إجراء المشاركة برئيس مدني في لجنة وقف إطلاق النار، مخالف بوضوح لكل التصريحات والمواقف الرسمية التي صدرت والتي كانت تقول إن إشراك أي مدني في اللجنة شرطه وقف الأعمال العدائية من جانب العدو".
وأضاف "قدمتم تنازلا مجانيا وهذا التنازل لن يغير من موقف العدو ولا من عدوانه ولا من احتلاله".
وتابع "إسرائيل وأمريكا تريدانكم تحت النار، وكل خطوة تقدمونها لن تكون إلا جزءا لا يتجزأ من مطالب إسرائيل، وليس للبنان أي مطلب.. نحن نعتبر أن هذا الإجراء هو سقطة تضاف إلى خطيئة قرار الخامس من أغسطس".
وفي 5 أغسطس الماضي، قررت الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة، وكلفت الجيش إعداد خطة لتنفيذ القرار قبل نهاية 2025، وهي الخطة التي قدمها الجيش للحكومة في 5 سبتمبر الماضي وسط اعتراض وزراء "الثنائي الشيعي" (حركة أمل وحزب الله).
وكانت لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل التي تشكلت كآلية بموجب اتفاق 27 نوفمبر 2024 لوقف إطلاق النار وتترأسها أمريكا بمشاركة فرنسا وقوات الأمم المتحدة بجنوب لبنان (اليونيفيل) والجيشين اللبناني والإسرائيلي، قد شهدت في اجتماعها في الناقورة بجنوب لبنان أول أمس (الأربعاء) تطورا غير مسبوق بمشاركة ممثلين مدنيين إسرائيلي ولبناني.
وذكر قاسم "أعيدوا النظر، فبدل أن تقوموا بخطوات إلى الأمام تعطيكم قوة وتحقق إنجازات تقدمون تنازلات لن تنفع مع إسرائيل".
كما دعا إلى "إجراء تفاهم داخلي على قاعدة ألا نسمح بعد بأي تنازل إلا أن تطبق إسرائيل الاتفاق الذي عليها"، محذرا من أن "لبنان كالسفينة، والتماهي مع إسرائيل يعني ثقب السفينة، عندها يغرق الجميع".
وقال "نحن نتعاون مع الجميع لبناء الدولة وتحرير الأرض"، مشيرا إلى أن "العدو توسعي، لم يلتزم بالاتفاق (وقف النار) ولبنان ومقاومة لبنان التزمت، ولكن إسرائيل لم تلتزم".
وأضاف "نحن نتعاون مع الدولة اللبنانية، ونقول إنها اختارت سلوك الدبلوماسية لإنهاء العدوان وتطبيق الاتفاق، ونحن معها في أن تستمر بهذا الاتجاه".
وشدد على أن "لبنان يواجه عدوانا إسرائيليا توسعيا خطرا يجب مواجهته بكل الوسائل والسبل".
وحذر من أن "اعتداءات إسرائيل الدائمة ليست من أجل السلاح الذي بيد حزب الله أو المقاومة، بل من أجل التأسيس لاحتلال لبنان بشكل تدريجي، ورسم "إسرائيل الكبرى" من بوابة لبنان".
واعتبر أن "الحدود التي يجب أن نقف عندها في كل علاقاتنا الآن كدولة لبنانية مع العدو الإسرائيلي هي حدود الاتفاق الذي يتحدث حصرا عن (حصر السلاح بيد الدولة) جنوب نهر الليطاني".
وأضاف "لا شيء اسمه (بعد جنوب نهر الليطاني) وكل الأمور الأخرى لها علاقة باللبنانيين في ما بينهم".
ورأى أن "إسرائيل وأمريكا تريدان نزع سلاح حزب الله وتجفيف المال، ومنع الخدمات، وإقفال المدارس، وإقفال المستشفيات، ويمارسون منع الإعمار، ومنع التبرعات، ويهدمون البيوت، وكل الأموال والإمكانات، بمعنى آخر يريدون إلغاء وجودنا"، مؤكدا أن "نزع السلاح لا نقبل به حتى نقبل بالأمور الأخرى".
وبرغم اتفاق 27 نوفمبر 2024 لوقف إطلاق النار ينفذ الجيش الإسرائيلي من حين لآخر ضربات في لبنان يقول إنها لإزالة "تهديدات" حزب الله، مبقيا على وجود قواته في خمس نقاط رئيسة في المنطقة اللبنانية الحدودية مع انتهاء مهلة محددة لانسحابه الكامل في 18 فبراير الماضي.






