(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: بعد عام من انتهاء الحرب في سوريا.. العائلات النازحة تعود إلى أنقاض لا بيوت

(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: بعد عام من انتهاء الحرب في سوريا.. العائلات النازحة تعود إلى أنقاض لا بيوت

2025-12-08 11:27:15|xhnews

تُظهر هذه الصورة مشهدا داخليا لمنزل تعرض للدمار في سوريا. (شينخوا)

دمشق 8 ديسمبر 2025 (شينخوا) بعد عام من انتهاء الحرب الطويلة التي اندلعت في سوريا في مارس 2011 والتي أفضت إلى سقوط حكومة بشار الأسد، تجد العديد من العائلات السورية أن النزوح لا يزال مستمرا رغم توقف القتال.

في أجزاء من حلب ومحافظة إدلب في الشمال السوري، بدأت عائلات قضت سنوات في المخيمات بالعودة إلى بلداتها الأصلية لتجدها بلا ملامح، مدمرة، خالية، وتفتقر إلى البنية التحتية الأساسية، لتجعل إمكانية العودة صعبة.

في قرية عين دقنة بريف حلب الشمالي، تحولت أحياء بأكملها كانت تضم مئات العائلات إلى جدران حجرية منهارة وخرسانة متشابكة.

يوسف محمد ديب، رجل في الأربعينيات من عمره من عين دقنة، شارك مع وكالة أنباء ((شينخوا)) تجربته في العودة من مخيم باب السلام، وهو مخيم رئيسي للنازحين السوريين قرب الحدود التركية شمال حلب، بعد عشر سنوات من النزوح.

وقال "عندما أتينا إلى هنا، رأينا الدمار، القرية بأكملها مُدمرة، ولا يوجد شيء هنا. لا توجد منازل للسكن، وحتى الآن ما زلنا في المخيمات".

وتابع "الأمر الجيد هو أن الحرب قد توقفت، لكننا ما زلنا لا نعرف ما يخبئه لنا المستقبل".

بالنسبة لمعظم اللاجئين والنازحين، كشفت العودة عن واقع قاس، ربما انتهت الحرب، لكن إعادة الإعمار لم تبدأ بعد. كثيرون غير قادرين على إعادة البناء أو حتى إيجاد مأوى مؤقت خارج الخيام التي كانوا يأملون في تركها وراءهم.

قال محمد يس إبراهيم، الذي ينتمي أيضا إلى عين دقنة ويبلغ من العمر حوالي 30 عاما، والذي قضى أيضا نحو 10 سنوات في مخيم باب السلام، إن العودة ليست سوى البداية، وإن طريق إعادة الإعمار لا يزال طويلا للغاية.

وأضاف "البنية التحتية مدمرة، نأمل في الحصول على مساعدة من أي جهة لمساعدة السكان على العودة من خلال إصلاح البنية التحتية والمدارس والشوارع، بأي شكل من الأشكال".

وإلى جانب المنازل المدمرة، قال مسؤولون محليون إن العائلات العائدة تواجه الآن مخاطر جديدة مثل الذخائر غير المنفجرة والمباني المنهارة.

وقال خالد عثمان، رئيس بلدية قرية عين دقنة "بعد سنوات عديدة، كنا سعداء بانتهاء الحرب والدمار والقتل، وأننا نستطيع العودة إلى قريتنا. لكن لا يوجد مكان للعيش، إذا نصبنا خيمة، نخشى على الأطفال بسبب الأنفاق والألغام الأرضية".

وأضاف عثمان أن الخسائر الاقتصادية لسنوات النزوح جعلت إعادة الإعمار شبه مستحيلة بالنسبة للناس العاديين.

وقال "الناس لا يطيقون الأمر، بعد سنوات من النزوح، أصبح من كان يملك دخلا جيدا لا يملك شيئا، وبعضهم غارق في الديون. مع هذه التكلفة  الباهظة ونفقات المعيشة، لا يستطيع أحد تحمل تكاليف إعادة بناء منزله".

في جميع أنحاء القرية، تكشف جدران المدارس المتصدعة وأعمدة الكهرباء المحطمة وشبكات المياه المدمرة عن حجم العمل الشاق اللازم قبل أن تتمكن العائلات من العودة فعليا.

ولا يزال الوضع في مخيمات إدلب أشد وطأة، حيث يوجد آلاف النازحين السوريين يعيشون في خيام دون جدول زمني للعودة.

وأعرب فادي محمد سبيقجي، النازح من جبل الأكراد في اللاذقية، عن إحباطه لوكالة أنباء ((شينخوا))، قائلا إن معاناته لم تنتهِ بعد.

وأضاف سبيقجي وهو أب لطفلين ويبلغ من العمر 30 عاما "لقد نزحت من اللاذقية منذ 12 عاما، ولا أملك منزلا. توسلنا للناس أن يعطونا مسكنا لنغادر هذا المكان". لم يتغير شيء بالنسبة لنا. صحيح أن القتال انتهى، لكننا لم نشعر بأي فرق".

ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عاد أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري-- سواءً كانوا في الخارج أو نازحين داخليا-- منذ أواخر عام 2024. ومع ذلك، يعود الكثيرون إلى أماكن تفتقر إلى البنية التحتية، والمدارس، والخدمات الصحية، وفرص كسب الرزق محدودة.

لن تكون العودة مستدامة دون تمويل لإصلاح البنية التحتية الحيوية كالكهرباء والمياه والمدارس والمرافق الصحية، كما صرحت كيلي كليمنتس، نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، داعية إلى دعم دولي لتجنب تجدد النزوح.

قالت إلهام جلاق، 63 عاما، من إدلب "نريد العودة إلى منازلنا، لكن جميع منازلنا مدمرة، أنا وإخوتي جميعا مسنون، وليس لدينا دخل نعيش عليه".

الصور