شركة سابك السعودية تعزز شراكتها مع الصين
بكين 17 ديسمبر 2025 (شينخوا) تعتزم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وهي شركة رائدة عالميا في مجال البتروكيماويات وأكبر شركة سعودية للبتروكيماويات، تعزيز استثماراتها في الصين، مستفيدة من بيئة الأعمال المتطورة في البلاد والثقة المتبادلة بين البلدين لتعزيز حضورها في السوق سريعة النمو.
ومن جانبه، أعرب عبد الرحمن الفقيه الرئيس التنفيذي لشركة سابك، عن ثقته بمسار التنمية الاقتصادية في الصين، مؤكدا أن تحول قطاع الصناعات التحويلية في البلاد يتيح فرصة عالمية مهمة لصناعة الكيماويات والاقتصاد بشكل عام.
وتركز الصين حاليا جهودها على تعزيز التنمية المستدامة والعالية الجودة، ما يقدم نموذجا واضحا لشركات الكيماويات متعددة الجنسيات وآفاقا جديدة للشركات المدفوعة بالابتكار، مثل شركة سابك.
وفي هذا الصدد، قال الفقيه إن سعي الصين نحو تنمية القوى الإنتاجية الحديثة النوعية وتحولها نحو النمو القائم على الابتكار، يتفق مع فلسفة سابك الأساسية، مشيرا إلى أن علاقتها مع الصين على مدى أربعة عقود قد تجاوزت مجرد التجارة لتتطور إلى التعاون والشراكة، ما يجعل السوق الصينية أولوية استراتيجية للابتكار المشترك ونشر التكنولوجيا للشركة.
وأضاف الفقيه أن سابك تعزز استثماراتها في الصين، لا سيما من خلال المشروعات المشتركة والتعاون التكنولوجي القائم على المنفعة المتبادلة والرؤى المشتركة، لافتا إلى مشروع مجمع غولي السعودي-الصيني للإيثيلين الذي تقوم الشركة ببنائه في مقاطعة فوجيان الصينية، بقيمة استثمارات 44.8 مليار يوان (دولار أمريكي واحد يساوي نحو 7.1 يوان).
ويهدف المشروع، الذي يعد ركيزة أساسية أخرى لنمو استثمارات سابك في الصين، لتلبية الطلب المتنامي على المنتجات الكيميائية المتطورة لمجموعة واسعة من التطبيقات في مجال الكهربائيات والإلكترونيات والذكاء الصناعي والهواتف الذكية والاتصالات وغيرها.
وتخطط الشركة، التي يقع مقرها في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، لإنشاء مصنع رابع في الصين، ما يؤكد عزم عملاق البتروكيماويات على توسيع حضوره في قطاع البتروكيماويات الصيني.
علاوة على ذلك، تعمل شركة سابك على توظيف مركزها التكنولوجي في شانغهاي بنشاط لابتكار حلول مخصصة تلبي الاحتياجات المتغيرة للسوق الصينية، مع التركيز على الصناعات سريعة النمو مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة.
وأضاف أنه باعتبارها إحدى أوائل الشركات متعددة الجنسيات التي دخلت السوق الصينية، فقد تحولت سابك، التي كانت في البداية موزعا للمنتجات على مدى سنوات عديدة، إلى مزود للحلول التكنولوجية للتحديات التي تواجهها الصناعات ذات الصلة في الصين.
وفي هذا السياق، يرى خبراء الصناعة أن آفاق قطاع البتروكيماويات الصيني واعدة، مدعوما بشكل كبير بجهود البلاد المستمرة لفتح أسواقها وتوفير دعم سياساتي محسن للاستثمار الأجنبي.
وبدوره، أفاد لي يون بنغ رئيس الاتحاد الصيني لصناعة البترول والكيماويات خلال مؤتمر الصين الدولي للبتروكيماويات 2025 الذي أقيم في مقاطعة تشجيانغ الصينية الشهر الماضي، بأن إجمالي إيرادات التشغيل والأرباح للصناعة بلغ 16.28 تريليون يوان و789.71 مليار يوان على التوالي، بزيادة بنسبة 46.9 بالمائة و53.2 بالمائة على التوالي مقارنة بعام 2020، مما يشير إلى توسع مطرد في حجم الصناعة في الصين.
ومن جهته، قال فو شيانغ شنغ، نائب رئيس الاتحاد المذكور أعلاه، إن صناعة البتروكيماويات شهدت استقرارا العام الماضي، وتستمر في مسار التعافي، مدفوعة بعوامل مثل انتعاش أسعار النفط العالمية ونمو الاستهلاك المحلي والدعم الحكومي القوي.
وفي معرض إشارته إلى أن آسيا تعد من أسرع المناطق نموا على مستوى العالم، عزا الفقيه استمرار جاذبية الصين كسوق ذات أولوية، إلى نموها القوي وسياساتها الداعمة للشركات الأجنبية.
وقال: "شهدنا تطورا وتحسنا ملحوظا في العديد من السياسات في الصين خلال العقد الماضي"، مضيفا أن بيئة الأعمال المحسنة في البلاد ستتيح للشركة فرصة الشراكة مع الدول الآسيوية.







