دراسة صينية تحذر من مخاطر الدخان الثالثي وتكشف تهديدا طويل الأمد لهواء الأماكن المغلقة
بكين 19 ديسمبر 2025 (شينخوا) كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة ((المبنى والبيئة)) عن تهديد مستمر ومتطور لنوعية الهواء في الأماكن المغلقة، ناجم عما يعرف بـ"الدخان الثالثي" أو التدخين السلبي من الدرجة الثالثة.
في حين أن مخاطر التدخين غير المباشر باتت مفهومة على نطاق واسع، وفرت هذه الدراسة التي أجراها باحثون من معهد فيزياء الغلاف الجوي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، أول تحليل في الوقت الحقيقي يوضح كيفية بقاء الدخان الثالثي وتحوله كيميائيا داخل المنازل حتى بعد مرور فترة طويلة من توقف التدخين الفعلي.
ويشير الدخان الثالثي إلى المخلفات السامة من دخان التبغ التي تلتصق بالأسطح مثل الجدران والأثاث والسجاد والستائر. وعلى عكس الدخان الثانوي الذي يتم استنشاقه مباشرة من الهواء، يمكن لهذا النوع من التلوث أن يستقر ويتراكم داخل البيئات المغلقة.
وأظهرت الدراسة أن الدخان الثالثي يعد مصدرا ديناميكيا للتلوث، حيث يعيد إطلاق الجسيمات والغازات باستمرار إلى الهواء، ويشهد تغيرات كيميائية مع مرور الوقت.
وباستخدام تكنولوجيا متقدمة لمراقبة الهواء، تتبع فريق الباحثين انبعاث كل من الجسيمات الدقيقة والغازات من الأسطح الملوثة، وكشف عن فرق جوهري بين نوعي الدخان، فبينما تتشتت جزيئات الدخان الثانوي بسرعة نسبية، يحافظ الدخان الثالثي على وجوده المستقر ومنخفض المستوى في الهواء في الأماكن المغلقة لفترات طويلة.
علاوة على ذلك، يتغير التركيب الكيميائي للجزيئات المنبعثة ليصبح غنيا بالنيتروجين بشكل متزايد مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى تشكل مركبات أشد ضررا.
ويحدد البحث أيضا كيفية تأثير المواد المنزلية على هذا التلوث الطويل الأمد، حيث تعمل المواد المسامية مثل السجاد الصوفي ومنسوجات الأقمشة كخزانات عميقة تمتص المواد الكيميائية المرتبطة بالتبغ ثم تطلقها ببطء مرة أخرى في الهواء. هذه العملية تجعل الدخان الثالثي مقاوما قويا للتهوية البسيطة، مما يسمح باستمرار التلوث لساعات أو حتى أيام بعد عملية تدخين واحدة.
وتوفر هذه الدراسة دليلا علميا حاسما لوضع اللوائح التوجيهية للصحة العامة، الأمر الذي يسلط ضوءا على الحاجة إلى دمج التدخين السلبي في سياسات مكافحة التبغ ومعايير جودة الهواء في الأماكن المغلقة، وفقا لما قال سون يه له، الأستاذ في المعهد المذكور.
وأضاف سون أن الدراسة تقدم مؤشرات كيميائية جديدة لرصد هذا الشكل المستمر والمتجاهل من التلوث، مما يبرز تحديا كبيرا ودائما أمام ضمان بيئات صحية في الأماكن المغلقة.







