تحقيق إخباري: أجواء عيد الميلاد تعود إلى قرية في شمال غرب سوريا بعد سنوات من الحرب

تحقيق إخباري: أجواء عيد الميلاد تعود إلى قرية في شمال غرب سوريا بعد سنوات من الحرب

2025-12-22 20:18:00|xhnews

القنية، سوريا 22 ديسمبر (شينخوا) بعد سنوات من الحرب المدمرة التي عاشتها سوريا عموما، ومحافظة إدلب (شمال غرب سوريا) خصوصا، تعود أجواء عيد الميلاد لتعم قرية القنية الصغيرة في ريف إدلب، حيث دوت أصداء الطبول في شوارعها الضيقة لأول مرة منذ سنوات، ممزوجة بأصوات الأطفال وهم يُنشدون ترانيم عيد الميلاد المجيد تحت شجرة مُضاءة.

وأضاءت الألعاب النارية سماء دير القديس يوسف اللاتيني لفترة وجيزة، حيث تجمع أهالي القرية لافتتاح مغارة الميلاد وإضاءة شجرة عيد الميلاد، وهو احتفال شعبي لم تشهده القرية منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عقد من الزمان.

وقال الأب خوكاز مسروب، رئيس دير القديس يوسف اللاتيني في بلدة القنية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "على مدى 14 عاما من الحرب والمعاناة، لم نتمكن من الاحتفال بعيد الميلاد علنا".

وتابع يقول اليوم، اجتمع الأهالي للاحتفال بإضاءة شجرة عيد الميلاد للمرة الأولى منذ 14عاما، والنور الذي ترونه في هذه الزينة "ينبع من نور قلوبنا، نور أمل نتمنى أن يعم أرجاء البلاد، بلد ندعو الله أن يملأه بالخير والسلام والنور".

وعانت قرية القنية، ذات الأغلبية المسيحية، من وجود فصائل مسلحة متعددة طوال فترة النزاع، بدءا من جماعات الجيش السوري الحر، مرورا بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وصولا إلى هيئة تحرير الشام ومقاتلين أجانب، ورغم كل هذه الاضطرابات، لم تُهجر القرية بالكامل، فقد بقي فيها نحو 150 عائلة، أي ما يقارب 300 نسمة، طوال سنوات القتال، يعانون من نقص حاد في الغذاء وانعدام الأمن.

ومنذ التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد منذ 8 ديسمبر 2024، بدأ السكان بالعودة تدريجيا إلى القرية، وجرت أول عودة منظمة في أغسطس2025، تلتها موجة متزايدة من عودة العائلات، واليوم، يعيش في القرية نحو 300 عائلة، أي ما يقارب 700 نسمة، مع ارتفاع ملحوظ في عدد الشباب بعد إعادة افتتاح مدرسة محلية.

وقال جورج يونس لـ (( شينخوا)) وهو كشاف شاب من دير القديس يوسف، ومن أبناء القرية، "إنها فرحة غامرة، لقد حُرمنا من لحظات كهذه لما يقارب 14 عاما، غادر الكثير منا خلال الحرب، بينما بقي آباؤنا، والآن عدنا، يدا بيد، نعيد زينة القرية، ونضيء الشوارع، ونُعيد بهجة عيد الميلاد الحقيقية إلى قلوب الأطفال".

وقامت فرق الكشافة بجولة في أرجاء القرية وهم يقرعون الطبول، بينما تجمع الأطفال قرب الدير، ووجوههم تتلألأ بأضواء العيد، وبالنسبة للعديد من السكان، فإن هذا الاحتفال يحمل دلالة على عودة الحياة الطبيعية إلى القرية بعد سنوات من الحرب.

وقال خليل لمر، وهو شاب آخر من القرية، إن الاحتفال يأتي "بعد 14عاما من الحرب والظلم والفقر والمعاناة، تعود الحياة من جديد، لقد شعرنا بفرح حقيقي مرة أخرى، مارسنا تقاليدنا هنا في وطننا سوريا، وشعرنا بعودة الحب والوحدة والسلام إلى حياتنا".

ورغم استقرار الوضع الأمني في بلدة القنية إلى حد كبير بدعم من قوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية السورية، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، فالأضرار التي لحقت بالبنية التحتية جسيمة، والظروف الاقتصادية صعبة. ومع ذلك، يقول السكان إن قدرتهم على الاحتفال علنا، لاسيما خلال عيد الميلاد، تعكس شعورا حذرا بعدم تكرار هذا الاحتفال مرة أخرى.

وبالنسبة لأهل القرية الذين تجمعوا تحت الأنوار، لم يكن الاحتفال مجرد مناسبة للعيد، بل كان استعادة لشعور الانتماء بعد سنوات من النزوح والخوف، وتذكيرا بأن الحياة والإيمان والأمل، حتى بعد الحرب، يمكن أن تجد طريقها إلى الوطن. 

الصور