وزير الخارجية السوري : لم نلمس إرادة جدية من " قسد" في تنفيذ اتفاق 10 مارس الماضي
دمشق 22 ديسمبر 2025 (شينخوا) أكد أسعد الشيباني وزير الخارجية السوري اليوم (الاثنين) أن بلاده لم تلمس إرادة جدية من قبل قوات سوريا الديمقراطية " قسد" في تنفيذ اتفاق 10 مارس الماضي، مشددا على أن هذا الاتفاق يعبر عن الإرادة السورية في توحيد الأراضي السورية.
وقال الشيباني - في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره التركي هاكان فيدان عقب لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع - إن " اتفاق 10 مارس الماضي مع "قسد" يعبر عن الإرادة السورية في توحيد الأراضي السورية، لكننا لم نلمس إرادة جدية منها في تنفيذ هذا الاتفاق، وبادرنا مؤخراً بتقديم مقترح لتحريك الاتفاق إيجابيا، وتلقينا الرد يوم أمس ونعمل على دراسته".
وأضاف الشيباني إن "منطقة الجزيرة السورية - تشمل ثلاث محافظات الرقة ، ودير الزور، والحسكة-، هى جزء أساسي من سوريا، والدولة توليها اهتماما بارزا، وأي تأخير باندماج "قسد" يؤثر على هذه المنطقة سلبا ويعرقل حركة الإعمار فيها".
في العاشر من مارس الماضي أعلنت الرئاسة السورية توقيع اتفاق مع الأكراد يقضي بدمج " كافة المؤسسات المدنية والعسكرية" الكردية في شمال شرق البلاد ضمن إدارة الدولة، تزامنا مع إعلان وزارة الدفاع انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري.
وقع الاتفاق الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وفقا لبيان للرئاسة السورية نشرته وكالة (سانا) الرسمية.
وذكر البيان أن الاتفاق نص على "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا، ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".
وأكد الاتفاق على "وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية، وضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية"، كما نص على "دعم الدولة السورية ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري".
وبموجب الاتفاق، فمن المقرر أن تعمل لجان تنفيذية على تطبيقه "بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي".
وأضاف الشيباني "ناقشنا مكافحة الإرهاب ومحاربة تنظيم "داعش" ومنع ظهوره في سوريا من جديد، ووضع تصور مشترك بما يخص شمال شرق سوريا".
وأكد الشيباني أن العلاقات بين سوريا وتركيا استراتيجية، وتتطور يوماً بعد يوم في جميع القطاعات.
ومن جانبه قال فيدان خلال المؤتمر الصحفي، "أجرينا لقاءات مثمرة وناقشنا مسائل مهمة على أساس تعاوننا الاستراتيجي".
وأضاف فيدان أن " تركيا تولي أهمية كبيرة لاستقرار سوريا، ومستعدون لبذل جميع أشكال الدعم من أجل تحقيق ذلك".
وقال إننا "ناقشنا الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ونؤكد أنه على إسرائيل التخلي عن سياساتها التوسعية من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة".
وفيما يخص محاربة تنظيم "داعش"، أشار فيدان إلى أننا "بحثنا محاربة تنظيم داعش وما يمكن القيام به معا للتصدي له".
وفي معرض رده على اتفاق 10 مارس ، قال فيدان" من الضروري تنفيذ اتفاق 10 مارس الماضي بين الحكومة السورية و"قسد"، ونؤكد أن اندماجها في الحكومة سيكون في صالح الجميع".
وأكد فيدان أن استقرار سوريا يعني استقرار تركيا، كما أن المباحثات تناولت ملف "قسد"، والانطباع أنه لا توجد لديها نية لتنفيذ اتفاق 10 مارس.
وفي وقت سابق اليوم بحث الرئيس السوري أحمد الشرع مع فيدان والوفد المرافق له في قصر الشعب بدمشق، العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة آخر التطورات الاقليمية، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري.
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الرئيس الشرع استقبل في قصر الشعب بدمشق وفدا تركيا ضم وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة إبراهيم كالن.
وأكدت الوكالة الرسمية أن الجانبين بحثا خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة آخر التطورات الإقليمية، وذلك بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة.
وكان فيدان قد وصل في وقت سابق اليوم إلى العاصمة السورية دمشق، لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين .
وكانت الخارجية التركية أوضحت أن الزيارة ستتناول متابعة تنفيذ اتفاق 10 مارس 2025، والذي يرتبط بشكل مباشر بأولويات الأمن القومي التركي.
وأضافت أن الوفد التركي سيبحث في دمشق المخاطر الأمنية في جنوبي سوريا، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.






