اعتقال خمسة مستوطنين إسرائيليين بعد اعتداء عنيف على عائلة فلسطينية جنوب الخليل

القدس/ رام الله 23 ديسمبر 2025 (شينخوا) أعلنت الشرطة الإسرائيلية، اليوم (الثلاثاء)، اعتقال خمسة مستوطنين إسرائيليين يُشتبه بتورطهم في اعتداء عنيف استهدف عائلة فلسطينية في بلدة السموع بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، أسفر عن إصابة أم وأطفالها الثلاثة.

وقالت الشرطة في بيان إن المشتبه بهم اقتحموا ليلاً أرضا خاصة تعود للعائلة الفلسطينية، واعتدوا على السكان باستخدام رذاذ الفلفل، كما ألحقوا أذى بالحيوانات وأضرارا بالممتلكات، مشيرة إلى تحويلهم للتحقيق لدى الوحدة المركزية، مع استمرار التحقيقات في القضية.

ووفق لقطات كاميرات مراقبة من منزل العائلة، جرى تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر المعتدون وهم يهاجمون الأغنام باستخدام أدوات حادة، ويعمدون إلى تخريب الممتلكات خلال الاقتحام.

ونقل أفراد العائلة المصابين إلى المستشفى بعد تعرضهم للاختناق جراء استنشاق رذاذ الفلفل، إضافة إلى إصابات أخرى، بحسب الشرطة الإسرائيلية.

من جهته، قال راتب الجبور، منسق لجان الحماية في جنوب الخليل، إن عشرات المستوطنين، هاجموا منزل عائلة الدغامين في بلدة السموع صباح اليوم، واعتدوا على ساكنيه، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أفراد بجروح ورضوض، فضلا عن تحطيم نوافذ ومحتويات المنزل وقتل عدد من الأغنام، وتشويه أخرى خلال الهجوم.

وأضاف الجبور، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن المصابين نُقلوا إلى مستشفى يطا الحكومي لتلقي العلاج، مشيرا إلى أن الهجوم خلف حالة من الذعر في صفوف العائلة.

ونشر نشطاء فلسطينيون مقاطع فيديو تظهر أغناما مذبوحة أو مصابة بطعنات، قالوا إنها تعود للعائلة المستهدفة.

وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد ملحوظ في اعتداءات المستوطنين والاقتحامات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس منذ أكتوبر 2023.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، سجلت القوات الإسرائيلية نحو 7500 اقتحام لبلدات وقرى فلسطينية في الضفة الغربية منذ بداية عام 2025، بزيادة قدرها 37% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

كما وثق المكتب أكثر من 1700 اعتداء نفذه مستوطنون خلال العام الجاري، بمعدل خمس هجمات يوميا، طالت أكثر من 270 تجمعا سكانيا، وأسفرت عن إصابات وتهجير قسري وأضرار واسعة في الممتلكات، إضافة إلى مقتل أكثر من 200 فلسطيني، بينهم أطفال.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية أن مستوطنين اعتدوا على حافلة تقل طلبة مدارس في منطقة عين الديوك قرب مدينة أريحا، ومنعوها من المرور وأجبروها على العودة، رغم أن المنطقة مصنفة "أ" وفق اتفاقية أوسلو ولا يوجد طريق بديل لسكانها.

وفي شمال الضفة الغربية، هاجم مستوطنون أراضي فلسطينية في بلدتي بيت دجن وبيت فوريك شرق نابلس، حيث قاموا بتجريفها وحراثتها تمهيدا للاستيلاء عليها، بحسب مصادر محلية.

وبالتوازي، واصل الجيش الإسرائيلي اقتحاماته لعدد من مدن وبلدات الضفة، شملت دير الغصون وأحياء في طولكرم، حيث نُفذت مداهمات للمنازل وتم اعتقال شابين .

وفي جنين، اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة قباطية جنوب المدينة، فيما تواصل عمليتها العسكرية في مخيم جنين منذ أكثر من 11 شهرا، وسط مخاوف من تغيير طابعه الجغرافي، بعد إدخال معدات ثقيلة، في حين أفادت مؤسسات حقوقية بنزوح قسري لنحو 22 ألف شخص من سكان المخيم ومحيطه.

وقال عبد الله أبو رحمة، مدير دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن هجمات المستوطنين "ليست عفوية أو فردية، بل تندرج ضمن مخطط ممنهج لخلق بيئة طاردة للفلسطينيين".

وأضاف في تصريحات لـ ((شينخوا)) أن المستوطنين "يحظون بحصانة ودعم حكومي، سواء عبر عدم المحاسبة أو توفير الحماية والميزانيات"، محذرا من القوانين والإجراءات التي تقر لدعم الاستيطان.

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) قد صادق، الأحد الماضي، على تسوية الأوضاع القانونية لـ19 مستوطنة في الضفة الغربية، من بينها بؤر أقيمت في مناطق أخليت عام 2005 ضمن خطة "فك الارتباط".

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى خلال الجلسه الأسبوعية لمجلس الوزراء اليوم إن "تصاعد قرارات الاستيطان والهدم وجرائم المستوطنين يستدعي تحركا دوليا فاعلا يتجاوز بيانات الإدانة"، محذرا من أن هذه السياسات "تقوض فرص السلام وحل الدولتين، وتشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي".

وفي القدس اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة الرام، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، فيما تشن عملية واسعة في كفر عقب ومخيم قلنديا.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة أربعة فلسطينيين بالرصاص الحي، بينهم طفل يبلغ 15 عاما، ووصفت حالتهم بالمتوسطة.

وتشهد الضفة الغربية وشرق القدس توترا متصاعدا منذ السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل أكثر من 1080 فلسطينيا، وفق إحصاءات فلسطينية.