بدء إعادة تركيب المركب الثاني للملك خوفو بالمتحف المصري الكبير

بدء إعادة تركيب المركب الثاني للملك خوفو بالمتحف المصري الكبير

2025-12-24 03:43:45|xhnews

القاهرة 23 ديسمبر 2025 (شينخوا) أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم (الثلاثاء) بدء إعادة تركيب المركب الثاني للملك خوفو بالمتحف المصري الكبير.

وشهد وزير السياحة والآثار شريف فتحي، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، اليوم "أعمال تثبيت أول قطعة خشبية من ألواح مركب الملك خوفو الثانية، التي تم ترميمها، على الهيكل الخشبي المعد لذلك خصيصا، إيذانا ببدء المرحلة الأهم من مشروع إعادة تركيب المركب داخل متحف مراكب خوفو بالمتحف المصري الكبير".

وقال فتحي، خلال الفعالية إن "ما نشهده اليوم لا يقتصر على إعادة تركيب لمركب أثري، بل يمثل إحياء حقيقيا لفصل بالغ الأهمية من عبقرية المصري القديم، ويعد أحد أهم وأضخم مشروعات ترميم الآثار في القرن الـ 21 لما يحمله من قيمة تاريخية وإنسانية استثنائية، وما يعكسه من تقدم علمي وتقني في مجال صون التراث".

وأوضح أن "تنفيذ أعمال ترميم وإعادة تركيب المركب داخل متحف مراكب خوفو يتيح لزائري المتحف من المصريين والأجانب تجربة استثنائية غير مسبوقة، حيث يمكنهم متابعة مراحل العمل العلمي والهندسي لحظة بلحظة، في تجربة حية تمزج بين المعرفة العلمية والمتعة البصرية".

وأشار إلى أنه "من المقرر أن تستغرق أعمال التركيب نحو أربع سنوات حتى الانتهاء من إعادة تجميع المركب بالكامل داخل متحف المراكب".

من جانبه، قال الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير إن المتحف يشهد اليوم تجربة عرض متحفي فريدة على المستوى العالمي، تقوم على نقل الأثر وعرض مراحل ترميمه أمام الجمهور، بما يتيح للزائر رؤية الأثر ليس فقط في صورته النهائية، وإنما من خلال رحلته الكاملة منذ لحظة اكتشافه وحتى إعادة إحيائه.

وأوضح أن هذه التجربة تمثل نقلة نوعية في مفاهيم العرض المتحفي الحديثة، حيث تروي أعمال الترميم قصة علمية وإنسانية طويلة بدأت منذ اكتشاف المركب، مرورا بمراحل دقيقة من الدراسة والتوثيق والترميم، وصولا إلى إعادة تركيبها وفق أسس علمية مدروسة وصارمة.

وأكد غنيم، أن "حالة المركب عند اكتشافه كانت شديدة التدهور، ما جعل من عملية ترميمها تحديا علميا كبيرا".

بدوره، كشف الدكتور عيسى زيدان مدير عام ترميم الآثار ونقل القطع بالمتحف المصري الكبير عن أن "فريق العمل انتهى من أعمال الترميم النهائي لجميع أجزاء المركب، والتي بدأت منذ عام 2022، عقب الانتهاء من استخراج جميع القطع الخشبية من موقع اكتشافها بالحفرة الجنوبية المجاورة لهرم الملك خوفو (بهضبة الأهرامات بالجيزة جنوب غرب القاهرة)، وترميمها داخل معامل الترميم المتخصصة بالمتحف".

ويعد مشروع المركب الثاني للملك خوفو أحد أهم مشروعات الترميم الأثري في العصر الحديث، حيث بدأ منذ اكتشاف حفرتي المراكب في عام 1954.

وبينما أعيد تركيب المركب الأول وعرضه أمام الجمهور، ظلت الحفرة الثانية مغلقة لعقود طويلة حفاظا على بيئتها الداخلية.

وفي عام 1992، انطلق مشروع مصري-ياباني بخطة علمية متكاملة بشأن المركب الثاني، شملت دراسات بيئية ومعملية دقيقة وأعمال توثيق ورفع وترميم بالغة التعقيد.

وشهدت مراحل العمل إنشاء منشآت حماية ومعامل ترميم متخصصة، ورفع أحجار الغطاء الجيري الضخمة، ودراسة مظاهر التلف التي لحقت بالأخشاب عبر آلاف السنين، إلى جانب توظيف أحدث تقنيات التوثيق، بما في ذلك التصوير والرسم والمسح ثلاثي الأبعاد، حيث تم استخراج نحو 1650 قطعة خشبية كانت مرتبة داخل 13 طبقة.

ويبلغ طول المركب الثاني نحو 42 مترا، ويتميز بخصائص إنشائية ووظيفية تختلف عن المركب الأول، من بينها عدد المجاديف والعناصر المعدنية المصاحبة، وهي عناصر تعكس دقة التخطيط والتنظيم في صناعة السفن لدى المصريين القدماء خلال عصر الأسرة الرابعة.

ويعود تاريخ المركب، الذي يبلغ عمره اليوم نحو 4650 عاما، إلى عهد الملك خوفو، باني الهرم الأكبر.

الصور