مقالة خاصة: "اقتصاد الثلج والجليد" في الصين على وشك دخول "عصر التريليون يوان"
بكين 26 ديسمبر 2025 (شينخوا) في السنوات الأخيرة، تسارعت وتيرة تحول موارد الثلج والجليد في الصين لتصبح قوة دافعة لتنمية الاقتصاد، حيث ارتفع الحجم الإجمالي لـ "اقتصاد الثلج والجليد" (القطاعات والصناعات المتعلقة بالثلج والجليد) من 270 مليار يوان في عام 2015 إلى 980 مليار يوان في عام 2024، وسط توقعات بتخطيه عتبة التريليون يوان بنهاية العام الجاري.
وتزامن افتتاح خط السكة الحديدية عالي السرعة بين شنيانغ وبايتشنغ مع الصعود السريع لـ "اقتصاد الثلج والجليد" في الصين، حيث نقل الخط 986600 راكب منذ افتتاحه في 28 سبتمبر 2025 حتى 19 نوفمبر، ما أضفى زخما جديدا على السياحة والتنمية الاقتصادية المحلية على طول مساره.
وفي نفس الوقت، عزز هذا التوسع الصناعي انتشار الرياضات الشتوية على الصعيد الوطني والتحسينات المستمرة للملاعب والمرافق، حيث زاد عدد ملاعب الرياضات الشتوية في البر الرئيسي الصيني من 1133 ملعبا في عام 2018 إلى 2678 ملعبا بحلول نهاية عام 2024. ولا تعكس هذه التطورات الارتفاع غير المسبوق في حماس الجمهور للرياضات الشتوية فحسب، بل تسلط الضوء أيضا على إمكانات النمو الهائلة لهذا القطاع.
ومن ناحية أخرى، أصدر المكتب العام لمجلس الدولة الصيني في أكتوبر 2024 "اقتراحات حول تحفيز حيوية اقتصاد الثلج والجليد من خلال التنمية عالية الجودة للرياضات الثلجية والجليدية" التي تحدد خطة تطوير واضحة: بحلول عام 2027، من المتوقع وصول حجم "اقتصاد الثلج والجليد" في الصين إلى 1.2 تريليون يوان، على ان يرتفع الرقم بحلول عام 2030 إلى 1.5 تريليون يوان.
وفي هذا السياق، قال بنغ فو وي نائب رئيس إدارة التنمية الاجتماعية في اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح خلال لقاء إعلامي إن قطاع الجليد والثلج في الصين قد شكل بشكل أساسي ما بات يعرف بنمط "الدفع بعجلتين" لتصنيع الجليد والثلج وصناعة خدمات الجليد والثلج، فيما برزت مناطق شمال شرقي البلاد ومنطقة بلديتي بكين وتيانجين ومقاطعة خبي ومناطق شمال غربي الصين باعتبارها "الركائز الثلاث" لـ "اقتصاد الثلج والجليد".
واليوم، تجاوز "اقتصاد الثلج والجليد" في الصين القيود الجغرافية لينتشر من "السهول الثلجية في الشمال" إلى "المناطق الساحلية لبحر الصين الجنوبي".
وفي الشمال، تواصل مناطق الجليد والثلج التقليدية الابتكار والاستفادة من الإمكانات الجديدة لاقتصاد الجليد والثلج من خلال مبادرات إبداعية. فعلى سبيل المثال، تسعى مقاطعة هيلونغجيانغ في شمال شرقي البلاد لتصبح وجهة سياحية شتوية عالمية من خلال تحسين منتجاتها الشتوية بشكل منهجي، والدمج العميق بين الثقافة والسياحة وتحسين ضمانات الخدمة بشكل شامل.
وفي الجنوب، ساهمت منتجعات التزلج الداخلية في توسيع سوق الرياضات الشتوية بشكل فعال حيث بدأ منتجع "شنتشن تشيانهاي سنو وورلد" الذي يعتبر أكبر منتجع تزلج داخلي في العالم، بدأ تشغيله في 29 سبتمبر من العام الجاري حيث يستقبل أكثر من 5000 متزلج يوميا.
وقال مدير المنتجع: "نشغل حاليا 11 منتجعا للتزلج الداخلي في 10 مدن، سبعة منها في جنوبي الصين. وتوفر هذه المرافق للسكان المحليين تجربة جديدة للتزلج في جميع الفصول على مدار العام".
واحتضنت مدينة ووهان في وسط الصين مؤخرا معرض تشانغتشون (مدينة في شمال شرقي الصين) للثلج والجليد تحت موضوع "مدينة الربيع الشمالية - ازهار في مدينة مطلة على نهر اليانغتسي"، ما أتاح للسكان المحليين تجربة سحر الجليد والثلج بطريقة غامرة، وفتح نموذجا جديدا من "التجربة الثقافية" لـ "اقتصاد الجليد والثلج".
ومع تحسين جودة "اقتصاد الثلج والجليد" في المناطق الشمالية وتوسع أسواقه في المناطق الجنوبية وسعي المناطق الوسطى إلى التنمية المتكاملة معه، يكمن التحدي الرئيسي لـ "اقتصاد الثلج والجليد" في الصين في تعميق التكامل الصناعي وتمديد دورة التنمية لإطلاق العنان للإمكانات المستقبلية.
وفي سياق متصل، أكد تشانغ قوي هاي رئيس معهد أبحاث صناعة الجليد والثلج في هيلونغجيانغ أن الاختراق يكمن في إعادة موضعة المنتجعات الشتوية كوجهات على مدار العام، والانتقال من نمط "بيع الثلج" فقط إلى "بيع التجارب" و"بيع أنماط الحياة". فعلى سبيل المثال، يمكن لمنتجعات الشتاء تطوير أنشطة خارجية على مدار العام مثل ركوب الدراجات الجبلية والتزلج على العشب خلال المواسم التي لا تتساقط فيها الثلوج، وإنشاء حدائق رياضية خارجية، وخلق برامج ترفيهية وصحية قائمة على الطبيعة، واستضافة أحداث صيفية مثل المهرجانات الموسيقية والتجمعات التخييمية، وتعميق التجارب الثقافية، والقيام بمبادرات متنوعة بما في ذلك استضافة المؤتمرات وتوفير خدمات التدريب لإثراء عروض صناعة الثلج والجليد.






