في ظل تواصل الضربات الجوية للسعودية وحلفائها على الحوثيين في اليمن، قررت الحكومة الصينية إجلاء المواطنين الصينيين هناك حفاظا على سلامتهم. وقد بدأت السفارة الصينية لدى اليمن والبحرية الصينية تنفيذ العملية بشكل سريع، وتم حتى الآن إجلاء 613 مواطنا صينيا. مراسلنا التقى ليلة يوم الأحد الماضي، أي يوما قبل إجلاء الدفعة الرابعة من المواطنين، السفير الصيني تيان تشي الذي حدثه عن تفاصيل الإجلاء.
شنت السعودية ضربات جوية ضد العاصمة اليمنية صنعاء وغيرها من المدن اليمنية منذ صباح يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي. ويوم التاسع والعشرين من ذات الشهر، بدأ إجلاء أول دفعة من المواطنين الصينيين وعددهم 122 شخصا من ميناء عدن على متن سفينة "لين يي" التابعة للبحرية الصينية. مع العلم أن السفارة الصينية في اليمن أطلقت آلية الطوارئ فور بدء الضربات الجوية ليلة يوم السادس والعشرين. ووضعت خطة الإجلاء المحتملة للحكومة الصينية.
تيان تشي، السفير الصيني لدى اليمن: "السفارة تقع في الخط الأمامي، وهي تعرف الوضع المحلي بشكل أفضل، لذا تضطلع بمهمة تقييم الوضع بدقة ومن ثم تقديم الاقتراحات والخطط للحكومة. وأعتقد أن سفارتنا أكملت هذه المهمة بشكل جيد."
لكن أعمال الاستعداد لم تكن سهلة. فالإجلاء الناجح يحتاج إلى التعاون بين مختلف الأطراف من الدولة المضيفة. وفي الثلاثين من الشهر الماضي، تم إجلاء الدفعة الثانية من المواطنين الصينيين من اليمن. وكانت عملية الإجلاء هذه إحدى أصعب العمليات. حيث انطلقت أكثر من 40 حافلة من صنعاء متوجهة إلى ميناء الحديدة غرب البلاد وكانت مضطرة لعبور طرق جبلية تقع تحت نفوذ العديد من القبائل المحلية في اليمن وهو ما يتطلب تنسيقا مسبقا بين السفارة والجهات المحلية.
تيان تشي: "الرحلة من العاصمة صنعاء إلى ميناء الحديدة استغرقت حوالي أربع ساعات ونصف أو خمس ساعات. في الطريق كانت هناك سبع نقاط تفتيش، ولو توقفت الحافلات الأربعون في كل نقطة تفتيش، فمن المستحيل أن تصل كل الحافلات في الموعد المحدد. لذا قمنا باتصالات مع الجهات ذات الصلة، فواصلت حافلاتنا دون توقف. وهو ما ضمن وصول الجميع في الموعد."
كما قال السفير تيان تشي إن الإجلاء يعد مشروعا معقدا جدا، ويحتاج إلى التعاون الوثيق مع الأطراف الصينية والأجنبية المعنية. وبعد موافقة الحكومة المركزية الصينية على خطة الإجلاء، عملت مختلف السفارات والقنصليات الصينية سويا فضلا عن التعاون الجيد مع الجانب العسكري، من أجل ضمان سير عملية إجلاء المواطنين الصينيين بسلاسة وهو ما أدى لاحقا إلى انتهاء العملية بشكل ناجح.
تيان تشي: "تتحمل السفارة الصينية في اليمن مهمة التنسيق داخل اليمن. أما السفارة الصينية في جيبوتي فهي مسؤولة عن استقبال المواطنين الصينيين. ولولا التنسيق بين السفارتين، لما نجحت عمليات الإجلاء هذه."
تحرير:Wang Shuo | مصدر:CCTV.com