بكين 25 يوليو 2015 (شينخوا) يصادف غدا يوم الأحد الذكرى الـ 70 لتوقيع إعلان بوتسدام في 26 يوليو عام 1945، والذي طالب اليابان باستسلام غير مشروط لدول الحلفاء في نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك قبل فترة قصيرة من هزيمة اليابان الكاملة في الحرب.
ورغم انقضاء 7 عقود، لا يمكن محو الإعلان ذي أهمية بالغة وعميقة في إقامة النظام العالمى الراهن والحفاظ عليه.
وأوضح الإعلان ، الذي وقعت عليه الصين والولايات المتحدة وبريطانيا في مدينة بوتسدام الألمانية، أن قواتهم العسكرية كانت "مستعدة لتوجيه ضربات نهائية لليابان"، و"كانت ستشن حربا ضد اليابان حتى تزول من الوجود".
ويعد الإعلان من أهم الوثائق التشريعية التي تم التوقيع عليها في نهاية الحرب العالمية الثانية، ولعب دورا رئيسيا في ضمان السلام والاستقرار ومنع إحياء النزعة العسكرية في منطقة آسيا- الباسفيك على مدى العقود الـ 7 الماضية.
وحدد الإعلان بنودا لاستسلام اليابان بدون شروط، والتي تشمل النقاط التالية:
أولا، "لا بد القضاء نهائيا على سلطة وتأثير أولئك الذين خدعوا وضللوا شعب اليابان لغزو العالم."
ثانيا، "لابد الاستيلاء علي نقاط في الأراضي اليابانية تحددها دول الحلفاء لضمان تحقيق الأهداف الأساسية" التى وضعها زعماء الولايات المتحدة والصين وبريطانيا حينها، وذلك حتى أن يتم تأسيس نظام جديد وتدمير قدرة اليابان على إثارة الحروب.
ثالثا، إن بنود إعلان القاهرة عام 1943 الذي وضع أهدافا لنظام ما بعد الحرب "لا بد تطبيقها ويجب أن تكون السيادة اليابانية مقتصرة على جزر هونشو وهوكايدو وكيوشو وشيكوكو وجزر صغيرة مشابهة نحددها (زعماء دول الحلفاء)".
رابعا، "يجب تنفيذ العدالة الصارمة مع جميع مجرمي الحرب، من ضمنهم أولئك الذين قاموا بأعمال وحشية تجاه سجنائنا".
ومن ناحية أخرى, قدم إعلان بوتسدام أيضا الإذن لليابان "للحفاظ على الصناعات التي تدعم اقتصادها" و"دفع التعويضات العينية فقط".
وطالبت الوثيقة، في النهاية، من الحكومة اليابانية القائمة حينها، الإعلان على الفور عن الاستسلام غير المشروط لكافة القوات المسلحة اليابانية، مضيفا أن البديل لليابان سيكون "التدمير الفوري والتام".
ورغم أن الإعلان يحدد المسارات السياسية والاقتصادية لليابان,لا يزال الجناح اليميني المتطرف في البلاد يحاول رفض الإعلان ونتاج الحرب العالمية الثانية.
وقبل 10 أيام فقط على حلول موعد الذكرى, مرر الائتلاف الحاكم الياباني بشكل قسري مشروعات قوانين أمنية مثيرة للجدل وسط معارضة عامة قوية, والتي تجعل اليابان قادرة على المشاركة في حروب خارجية، ما يشكل تهديدا للنظام العالمي الحالي.
ويعتبر هذا التحرك التغير الأكثر خطورة للوعد الياباني المتمثل في إبقاء وضع عسكري "دفاعي بحت"، والذي تعهدت به اليابان لدى استسلامها.
وشكل إعلان بوتسدام حجر الزاوية للسلام والأمن في مرحلة ما بعد الحرب في منطقة آسيا والباسيفيك. لذلك, فمن المستحسن لليابان الالتزام بشروط الإعلان ، والوفاء بوعدها ووقف تقويض النظام العالمي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
يذكر أن اليابان أعلنت قبولها بأحكام إعلان بوتسدام في 14 أغسطس عام 1945 قبل توقيعها على وثيقة الاستسلام في 2 سبتمبر من العام نفسه.