القاهرة 25 يوليو 2015 (شينخوا) اجرت مصر اليوم (السبت) "بروفة ناجحة" لعبور السفن في "قناة السويس الجديدة" كأولى تجارب التشغيل التجريبي للقناة، وذلك قبل الافتتاح الرسمي المقرر في السادس من أغسطس المقبل.
وعبرت المجرى الملاحي لقناة السويس الجديدة اليوم ثلاث سفن، هي سفينة حاويات تحمل علم سنغافورة، بحمولة 133 ألف طن، وغاطسها 41.8 قدم، قادمة من مدينة جدة، وأخرى ترفع علم لكسمبورج، حمولتها 95 ألف طن، وغاطسها 42.7 قدم، قادمة من سنغافورة في طريقها إلى أمريكا.
كما عبرت سفينة ترفع علم البحرين، حمولتها 77 ألف طن، وغاطسها 42.9 قدم، قادمة من جدة ومتجهة إلى إيطاليا.
وجاء عبور هذه السفن وسط إجراءات تأمينية وملاحية، حيث صاحبتها قوارب البحرية المصرية وقاطرات هيئة قناة السويس، التي رفعت أعلام مصر، ورددت الأغاني الوطنية.
وقال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، إن "تجربة التشغيل التجريبي لعبور أول قافلة بحرية (للقناة الجديدة) ناجحة، وتثبت للعالم قدرة المصريين الحقيقة فى تحقيق مشاريع عملاقة".
وتابع مميش، في مداخلة هاتفية مع التلفزيون الرسمي، أن التجربة شملت ثلاث سفن حاويات عملاقة، من أجل اختبار العمق وأماكن الإرشاد داخل المجرى الملاحي للقناة الجديدة.
وأوضح أنه سيتم الاستمرار في إجراء تجارب عبور السفن فى القناة الجديدة استعداد لحفل الافتتاح في أوائل أغسطس المقبل.
واعتبر أن المصريين فتحوا شريانا جديدا للتجارة العالمية، مشيرا إلى استعداد قناة السويس حاليا لاستقبال الجيل الرابع من السفن العملاقة بغاطس 66 قدما، وزيادة عدد السفن العابرة بعد الافتتاح الرسمي.
وأشار إلى أن تنفيذ وتمويل قناة السويس الجديدة " مصري 100%"، وأوضح أن حفل افتتاح القناة سوف يكون حدثا عالميا، يحضره رؤساء وزعماء بعض الدول، حيث أعلنت 50 دولة حتى الآن حضور ممثلين لها.
من جهته، قال أحمد عبدالمنعم مسؤول العلاقات العامة بهيئة قناة السويس لوكالة أنباء (شينخوا) إن " افتتاح القناة في موعده، ونحن مطمئنون" لاسيما أن " كل أعمال الحفر الجاف والتكريك انتهت بنجاح بنسبة 100 % ".
فيما قال مدير إدارة التحركات بهيئة قناة السويس المهندس محمد صقر، إن التشغيل التجريبي يهدف إلى الاطمئنان على حركة العبور بالقناة الجديدة، مشيرا إلى أنه يشمل سفنا مختلفة الأحجام والغواطس.
بينما أوضح المتحدث باسم هيئة قناة السويس طارق حسنين، إن السفن الثلاث العابرة بدأت رحلتها من السويس جنوبا حتى البحيرات المرة، ومنها إلى الدفرسوار في قناة السويس الجديدة، وتستمر في رحلتها دون توقف إلى بورسعيد شمالا.
وأضاف حسنين، أن " التشغيل التجريبي لعبور السفن بقناة السويس الجديدة يعد يوما من أيام الفخر والانتصار في تاريخ مصر".
وتابع" هذا الحدث يعد رسالة من أبناء الشعب المصري بأنه قادر على صنع المعجزات والمستحيل.. سنة كاملة بدون إجازات حتى في شهر رمضان وفترة الأعياد، فالعمل كان على مدار 24 ساعة".
وقال حسنين" نحن في مرحلة بناء، ومصر قادمة بقوة"، بحسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط).
وأطلقت السفن العابرة من أبواقها صافرة عالية مع بدء عملية عبور المجرى الملاحي للقناة الجديدة، وسط فرحة عارمة بين العاملين بقناة السويس الجديدة، الذين أشاروا بعلامات النصر، والتقطوا صورا تذكارية للسفن العابرة.
وصعد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ووفد من مجلس إدارة الهيئة ومهندسي إدارة الكراكات إلى السفينة الأولى خلال مرورها، وقدم باقات ورود، مؤكدا أن التاريخ سيسطر أسماء تلك السفن التي عبرت القناة في أثناء التشغيل التجريبي.
وجاءت عملية التشغيل التجريبي للقناة الجديدة بعد الانتهاء من أعمال التكريك، التي تم خلالها رفع ما يقرب من 260 مليون متر مكعب رمال مشبعة بالمياه.
واستقدمت هيئة قناة السويس 45 كراكة عملاقة لإنشاء القناة الجديدة، تمثل 75 في المئة من كراكات العالم، حيث قامت بأكبر عملية تكريك في العالم.
ومشروع قناة السويس الجديدة هو تفريعة جديدة موازية للقناة الحالية بطول 34 كيلو مترا، وتعميق وتوسيع المجرى الملاحي الحالي بطول 72 كيلو مترا لتقليص الفترة الزمنية لعبور السفن.
وجاءت أولى تجارب تشغيل قناة السويس الجديدة قبل يوم واحد فقط من الذكرى الـ59 لتأميم القناة الحالية، والتي تحل غدا الأحد.
وكان الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر أعلن في 26 يوليو 1956 قرار تأميم قناة السويس، بعد أن سحبت الولايات المتحدة عرض تمويل السد العالي، ثم تبعها البنك الدولي، وبريطانيا التي قدمت على إثر هذا القرار احتجاجا رفضه عبد الناصر، الذي أكد أن تأميم القناة عمل من أعمال السيادة المصرية، ما أدى إلى نشوب العدوان الثلاثي على مصر.
ومشروع قناة السويس الجديدة جزء من خطة اقتصادية طموحة، تبنتها الحكومة المصرية لتطوير منطقة قناة السويس، بحيث تصبح مركزا لوجيستيا وصناعيا وتجاريا يقدم خدمات للأساطيل التجارية التي تعبر القناة.
وجمعت الحكومة المصرية حوالي 60 مليار جنيه ما يقرب من (8 مليارات دولار) لتمويل إنشاء القناة الجديدة، من خلال شهادات استثمار جرى بيعها للمصريين.
وتعد قناة السويس محورا هاما للتجارة العالمية، وقد عبرتها نحو 17 ألف ومائة سفينة في عام 2014، وفق الأرقام الرسمية لهيئة القناة.
وبلغت إيرادات القناة خلال العام الماضي حوالي خمسة مليارات و323 مليون دولار، وهو أعلى مستوى منذ افتتاحها للملاحة العالمية عام 1869، ما يجعلها من أهم مصادر العملة الصعبة للاقتصاد المصري.