الأمم المتحدة 27 يوليو 2015 (شينخوا) أبدت الدول النامية يوم الإثنين تحفظات كبيرة، على الرغم من مشاركتها الدول المتقدمة في تبني برنامج عمل أديس أبابا بشأن تمويل التنمية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونيابة عن مجموعة 77 زائد الصين التي تمثل 134 دولة نامية، وصف كينغسلي مامابولو، السفير الجنوب أفريقي لدى الأمم المتحدة بعض المنجزات الرئيسية المدرجة ضمن برنامج العمل بأنها كانت تنازلات ، معتبرا أن بعض "القضايا المبدئية" الأخرى لم يتم معالجتها بشكل كاف.
وأدلى مامابولو بتصريحاته في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة لمراجعة برنامج العمل الذي تم تبنيه في العاصمة الأثيوبية في المؤتمر الدولي الثالث من أجل تمويل التنمية والذي عقد في فترة ما بين 13 و16 يوليو الجاري.
وفي 16 يوليو الجاري، اتفقت دول العالم على مبادرات جديدة حول التكنولوجيا والبنية التحتية والحماية الاجتماعية والصحة والتغير المناخي وغيرها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لما بعد عام 2015، واتفقت الدول على المبادرات في الوقت الذي تم التوصل فيه الى إتفاقية تاريخية سميت بـ "برنامج عمل أديس أبابا".
ويوفر برنامج العمل أساسا لتطبيق أجندة التنمية المستدامة العالمية والتي من المتوقع أن تحظى بموافقة قادة العالم في اجتماع سيعقد في نيويورك في سبتمبر القادم من العام الجاري.
ودعا مامابولو، بداية، إلى "تأكيد واضح للمبدأ الأساسي حول المسؤولية المشتركة لكن المتباينة في سياق الشراكة العالمية من أجل التنمية كأسس لجميع أنواع التعاون الدولي بشأن التنمية المستدامة".
ويفرض مبدأ "المسؤوليات المشتركة لكن المتباينة" أنه في الوقت الذي تعتبر فيه جميع الدول مسؤولة عن المشاركة في التنمية المستدامة، فإنه يقع على أعتاق الدول التي تكون أغنى تاريخيا مسؤوليات إضافية.
كما أشار مامابولو أيضا الى قضايا أخرى تحتاج إلى معالجة، بما فيها دعوة شركاء التنمية إلى الوفاء بالتزاماتهم بتقديم المعونة وتوسيع نطاق مساعداتهم التنموية الرسمية "ضمن جداول زمنية ملزمة"، إضافة إلى الدعوة لتطوير لجنة فرض الرسوم بالأمم المتحدة كي تغدو هيئة حكومية دولية.
وأضاف أنه كان من المهم أن يكون هناك اعتراف بأن التمويل المناخي يعد جديدا وإضافيا للمساعدة التنموية الرسمية، وينبغي ألا يتم احتساب النوعين المختلفين من التمويل لمرتين أو بشكل مختلط.
إلا أن مامابولو اشار أيضا إلى بعض الإنجازات الرئيسية في برنامج عمل أديس أبابا، بما فيها التقدم الحاصل بشأن منتدى عالمي حول البنية التحتية والقدرة على تحمل الديون ونقل التكنولوجيا، كما تحدث عدد من أعضاء مجموعة 77 زائد الصين أيضا خلال الاجتماع -- من ضمنها كولومبيا وفنزويلا والبرازيل-- معبرين عن تحفظاتهم الخاصة.
وأبدى أنتونيو أغويار باتريوتا، السفير البرازيلي لدى الأمم المتحد أسفه إزاء عدم تحقيق مزيد من التقدم بشأن التعاون في فرض الرسوم.
وقال "إنه على الرغم من التقدم الذي تم تحقيقه في أديس، إلا أننا نأسف لأنه لم يكن هناك توافق بشأن رفع مستوى لجنة فرض الرسوم الى هيئة حكومية دولية، على النحو الذي تم اقتراحه من قبل مجموعة 77 زائد الصين، ولاقى دعما واسعا من قبل المجتمع المدني واقتصاديين معروفين ومشرعين من حول العالم، ناهيك عن الإعلام ".
وقال المندوب الفنزويلي إن وثيقة برنامج العمل "لم تعكس تماما تعدد الآراء " بشأن التمويل من أجل التنمية.
كما أعرب مندوب أثيوبيا، التي استضافت مؤتمر أديس أبابا، عن ارتياح الحكومة الاثيوبية العميق إزاء حصولها على شرف وامتياز استضافة المؤتمر الدولي الثالث بشأن التمويل من أجل التنمية.
فيما أدلى مندوبو عدد من دول أخرى غير عضوة في مجموعة 77 زائد الصين -- بما فيها الولايات المتحدة وكندا-- بتصريحات مقتضبة أعربوا بشكل رئيسي فيها عن دعمهم لقرار تبني برنامج العمل.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيضا عن موافقته العامة على الاتفاقية ، قائلا إن "برنامج عمل أديس أبابا يوفر توجيها للأعمال لجميع المعنيين".
وأضاف "لقد وضع أسسا قوية لدعم تطبيق أجندة التنمية العالمية لما بعد عام 2015، بما فيها أهداف التنمية المستدامة".