ماوى، الولايات المتحدة، 28 يوليو 2015 (شينخوا) انطلقت فعاليات جولة جديدة من الاجتماع الوزاري للشراكة عبر المحيط الهادئ هنا يوم الثلاثاء، مع بقاء عقبات رئيسية في مجالات مثل دخول السوق وحقوق الملكية الفكرية لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق التجاري الطموح لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وتعد الشراكة عبر المحيط الهادئ، التى تغطى حوالي 40 % من اقتصاد العالم ويعتقد أنها أكبر اتفاق تجاري في العالم في العقدين الماضيين، مسألة محورية لسياسة إدارة أوباما المتمثلة في دفع الارتباط الاقتصادي في آسيا وصياغة قواعد للتجارة والاستثمارات الدولية في القرن الـ21.
وكانت المحادثات بشأن الشراكة عبر المحيط الهادئ قد توقفت لأشهر إذ عارضت دول مشاركة أخرى تقديم تنازلات كبيرة لإبرام اتفاق قبل أن يمنح الكونغرس الأمريكي سلطة تعزيز التجارة، التي تعرف أيضا باسم سلطة "المسار السريع".
وستسمح هذه السلطة التجارية للرئيس الأمريكي بتقديم الاتفاقات التجارية إلى الكونغرس لإجراء تصويت بالموافقة أو الرفض دون إدخال تعديلات، وهو أمر حاسم لدراسة الكونغرس السريعة لأي اتفاق للشراكة عبر المحيط الهادئ.
وبعدما صارت سلطة "المسار السريع" في المتناول في نهاية الشهر الماضي بعد أسابيع من الجدل الشاق في الكونغرس، تسرع إدارة أوباما جهودها لدفع اختتام مبكر لاتفاق تجاري لآسيا والمحيط الهادئ. وفي الأسابيع الأخيرة، تنامي شعور بالتفاؤل بأن الاجتماع الوزاري الذى يستمر أربعة أيام قد يكون الجولة الأخيرة من المفاوضات الجارية حول الاتفاق العريض للشراكة عبر المحيط الهادئ.
وقال جيفري سكوت، الباحث الزميل والخبير التجاري بمؤسسة بيترسون للاقتصادات الدولية ومقرها واشنطن، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) "أعتقد أن وزراء الشراكة عبر المحيط الهادئ سيتوجهون إلى هاواي ولديهم أمل في أن يتمكنوا من اختتام المفاوضات أو إكمالها بشكل أساسي".
وأضاف سكوت "ليس هناك سوى عدد قليل" من القضايا المعلقة في المحادثات التجارية للشراكة عبر المحيط الهادئ، ولكنها "عموما الأكثر صعوبة أو تعقيدا أو حساسة سياسية"، مستشهدة بأمثلة مثل لوائح حقوق الملكية الفكرية، وقواعد الانضباط للشركات التي تديرها الدولة، وأحكام العمالة والبيئة، وتسوية النزاعات بين المستثمرين والدولة.
وتمحورت أحد أبرز موضوعات الاجتماعات الوزارية حول ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة واليابان، أكبر لاعبيتين في الشراكة عبر المحيط الهادئ، إكمال مفاوضاتهما بشأن الوصول الثنائي إلى السوق فيما يخص قطاعي الزراعة والسيارات، التي كانت قد أوقفت المحادثات التجارية ككل للشراكة عبر المحيط الهادئ.
وقد تم الترتيب لعقد اجتماع يوم الثلاثاء بين الممثل التجاري الأمريكي مايكل فرومان ووزير الاقتصاد والسياسة المالية الياباني أكيرا أماري لمحاولة لتسوية النقاط العالقة القائمة في المحادثات الثنائية، بما فيها طلب الجانب الأمريكي دخول سوق الأرز الياباني على نحو أكبر.
أما تامي أوفرباي، كبير نواب رئيس غرفة التجارة الأمريكية لشؤون آسيا فقد صرح لـ((شينخوا)) قائلا "على حد علمى فإن المفاوضات الأمريكية واليابانية التي تسير بالتوازي ستختتم في نفس الوقت الذي ستختتم فيه مفاوضات الشراكة عبر المحيط الهادئ نظرا لارتباطها باتفاق الشراكة هذا".
وقال أوفرباي إن الولايات المتحدة واليابان توشكان على التوصل إلى اتفاق، ولكن "سيكون من غير الممكن بالنسبة للجانبين" اختتام المفاوضات الثنائية حتى يتم التوصل إلى الاتفاق الشامل للشراكة عبر المحيط الهادئ.
وتنتظر الولايات المتحدة واليابان مشاركة الدول الأخرى فى مفاوضات دخول السوق قبل اتخاذ الخطوة النهائية، حسبما قال خبراء التجارة. فلم تتقدم كندا على وجه الخصوص بعرض حول دخول سوق منتجات الألبان حيث يخوض رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الانتخابات سعيا لإعادة انتخابه في أكتوبر المقبل.
وذكرت مجموعة من المشرعين الأمريكيين من الحزبين أنه سيكون من الصعب عليهم دعم تضمين كندا فى اتفاق نهائي للشراكة عبر المحيط الهادئ ما لم تفتح أوتاوا سوقها بشكل كبير أمام المزيد من واردات الألبان.
وبالنسبة للوائح حقوق الملكية الفكرية، فمازالت المسألة الكبيرة المتعلقة بما إذا كانت الدول الأخرى بالشراكة عبر المحيط الهادئ ستوافق على الطلب الأمريكي بتخصيص 12 عاما لحماية البيانات بالنسبة للعقاقير البيولوجية مازالت معلقة، وفقا لما ورد على الموقع الإلكتروني لمجلة ((بوليتكو)) الأمريكية المعنية بالشؤون السياسية.
فقد رفضت الدول الأخرى الطلب الأمريكي، وأعربت عن قلقها من أن تستخدمه الولايات المتحدة كأداة لتوسيع احتكارات شركات الأدوية للعقاقير البيولوجية باهضة الثمن.
وأضاف أوفرباي أن "ما نريده حقا هو ضمان أن نرتقى جميعا إلى نفس المعايير العالية لاتفاق شامل من شأنه أن يخلق النظام البيئي الصحيح حتى يتسنى للبلدان تطوير الملكية الفكرية لديها".
وتتعرض إدارة أوباما لضغوط للتوصل إلى اتفاق للشراكة عبر المحيط الهادئ وتمريره في الكونغرس في أسرع وقت ممكن لضمان تحقيق إرث تجاري للرئيس قبل احتدام حملة انتخابات الرئاسة لعام 2016.
وحذر وزير التجارة الأسترالي أندرو روب يوم الأحد من أن الفشل فى التوصل إلى اتفاق للشراكة عبر المحيط الهادئ هذا الأسبوع قد يؤجل التوصل إلى اتفاق لسنوات بسبب الانتخابات في الولايات المتحدة وكندا.
وقال روب فى مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة الأسترالية إن المحادثات هذا الأسبوع "في غاية الأهمية، ويرجع ذلك بشكل جزئي أو أساسي إلى الدورة السياسية في الولايات المتحدة وأيضا انتخابات كندية وشيكة"، مضيفا "إذا لم نتوصل لاتفاق هذا الأسبوع ، أظن أنه سيصبح من الصعوبة بمكان إبرامه في غضون عدة سنوات".
تضم مفاوضات الشراكة عبر المحيط الهادئ أستراليا وبروناي وكندا وشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبيرو وسنغافورة والولايات المتحدة وفيتنام.