بكين 30 يوليو 2015 (شينخوا) غدا الجمعة، تعتزم الجمعية العامة للجنة الأولمبية الدولية التصويت على المدينة الفائزة باستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 بعد الاستماع إلى العرض الأخير للملفين اللذين قدمتهما مدينتا بكين الصينية وألماتي القازاقية اللتين تتنافسان على استضافة هذا الحدث الرياضي العالمي.
ومن المقرر أن يشارك في عملية التصويت هذه أكثر من 90 من أصل 100 من أعضاء اللجنة، حيث تم استبعاد أعضاء الدولتين المتنافستين ورئيس اللجنة.
وقد استطاعت بكين، التي نجحت في استضافة أولمبياد 2008، حشد تأييد قوي من الهيئات الرياضية العالمية والمواطنين الصينيين، ويحدوها الأمل في أن تكون أول مدينة في العالم تحتضن كلا من الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية.
إن مواقع إقامة سباقات الألعاب الأولمبية الشتوية تنتشر في أنحاء العاصمة بكين ومدينة تشانغجياكو بمحافظة خبي التي تبعد 200 كلم عن بكين ويربطها بها قطار فائق السرعة يقطع المسافة بينهما في غضون 50 دقيقة فحسب. ومن المخطط إقامة غالبية سباقات التزلج على الثلوج في تشونغلي بمدينة تشانغجياكو والبقية في يانتشينغ بضواحي بكين. أما السباقات على الجليد، فسوف تقام في ملاعب بكين.
بعد انسحاب العاصمة النرويجية أوسلو والعاصمة السويدية استوكهولم ومدينة كراكوف البولندية ومدينة لفيف الأوكرانية بسبب عوامل اقتصادية ومالية وعدم حصولها على دعم مواطنيها، دعا مجلس الأولمبياد العالمي إلى عدم فرض عبء ثقيل على المدينة المضيفة.
وأكد شيو جي تشنغ، نائب المديرة الإعلامية للجنة ملف ترشح بكين لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022، أن مهمة استضافة أولمبياد 2022 لن تضيف عبئا اقتصاديا كبيرا على الصين، لافتا إلى أنه سيعاد استخدام 11 من 12 منشأة رياضية ومن بينها أربع منشآت أيقونية وهي الإستاد الوطني (عش الطائر) والمركز الوطني للرياضات المائية (المكعب المائي) ومركز ووكهسونغ الثقافي والرياضي ومركز الحديقة الأولمبية للمؤتمرات.
وبالإضافة إلى البنية التحتية الشاملة التي خلفتها أولمبياد 2008، تتمتع بكين بـ"إرث ضخم من القوة العاملة" مؤلف من عشرة ملايين من المحترفين في مجالات التصميم والتنظيم والرياضة والإعلام والتسويق والصحة والخدمة، فضلا عن 100 ألف من المتطوعين ذوي الخبرة الوافرة. كما توفر بكين 518 فندقا ذات خمسة نجوم تضم 110 آلاف غرفة، غالبيتها اختبرت جودتها في عام 2008 وحصلت على رضا الزائرين من أنحاء العالم.
وذكرت وانغ هوي، المديرة الإعلامية للجنة ملف ترشح بكين لاستضافة أولمبياد 2022 الشتوية، أن فكرة "النمو المستدام" تعد أهم شيء في هذه الدورة. وقالت إن الصين صارت تمثل سوقا كبيرة محتملة للرياضة الشتوية بعدما تزايد عشاق هذا النوع من الرياضة بين مواطنيها بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة، فنجاح استضافة الأولمبياد الشتوية سيدفع حوالي 300 مليون شخص إلى المشاركة في أنشطة جليدية وثلجية مستقبلا . وستصبح مواقع السباقات حدائق ثلوج أو حدائق أطفال بعد اختتام الأولمبياد.
ومن هذا المنطلق، أقيمت مواقع السباقات في أماكن مختلفة لكي يسهل على المواطنين الصينيين والأجانب استخدامها في القيام بأنشطة جماهيرية في الأيام العادية، كما شددت وانغ على أن "استضافة الأولمبياد الشتوية تمثل بداية نمو الرياضة الشتوية في الصين".
وأبرزت عدة هيئات رياضية عالمية نجاح الصين في تحويل الإستادات والملاعب التي شيدت خصيصا من أجل أولمبياد 2008 في بكين، إلى مراكز ترفيهية لإقامة السباقات المحلية أو الحفلات الموسيقية، بدلا من أن تتحول إلى "كيانات ضخمة عديمة الفائدة".
وصرح قال عمدة بكين وانغ آن شون قائلا "نهدف إلى ربط خطة استضافة أولمبياد 2022 الشتوية ببرنامج تنمية منطقة بكين-تيانجين-خبي الذي أصدرته الصين منذ وقت طويل. ومن هنا، يمكننا ضمان أن تعود أولمبياد 2022 بالفائدة على المواطنين الصينيين والنمو الاقتصاد بشكل واقعي".
وردا على قلق البعض من نقص الثلوج في هذه المدن، قالت وانغ إن السباقات الشتوية التي أقيمت في أنحاء العالم استخدمت في الواقع الثلوج الاصطناعية لضمان جودة الثلوج وعدالة السباقات وأمن اللاعبين . وتمتلك الصين تقنية عالية تمكنها من تصنيع 20 طنا من الثلوج في غضون ساعة واحدة فقط باستخدام كميات المياه الوفيرة في تشانغجياكو.
أما فيما يتعلق بالمخاوف من حدوث تلوث هوائي، فقد أعلنت هيئة حماية البيئة في بكين في مطلع الشهر الجاري أن جودة الهواء تحسنت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، حيث انخفضت كثافة بي أم 2.5 (الجسيمات الدقيقة العالية في الهواء) بواقع 15.2% على أساس سنوي. كما أعلن سونغ تشيانغ، مدير معهد دراسة حماية البيئة في بكين أن العاصمة الصينية أصدرت خطة خمسية بشأن البيئة، تعهدت فيها بخفض كثافة بي أم2.5 بواقع20 % بحلول عام 2017، وهذا بدعم استثماري قيمته 130 مليار دولار أمريكي، مؤكدا قدرة الصين على تحسين جودة الهواء بحلول عام 2022.
أما مدينة تشانغجياكو، فتعتزم بناء منطقة أولمبية منخفضة الكربون تهدف إلى الاعتماد على الطاقة المجددة في إمداد المراكز والمنشآت الأولمبية بالكهرباء. ومن المقرر أن تغطى الطاقة المجددة 55 % من الطلبات الاستهلاكية أما الـ40 % المتبقية فسوف توفرها الشركات الصناعية التي تسجل انبعاثات كربون تصل إلى الصفر.
ستقدم المدينتان المتنافستان العرض النهائي لملفيهما صباح الجمعة في العاصمة الماليزية كوالالمبور التي تعقد فيها الآن الدورة الـ128للمؤتمر العام لمجلس الأولمبياد العالمي. وسيتم إعلان نتيجة التصويت لاختيار الدولة المضيفة في الساعة الـ17:30 قبل التوقيع على الاتفاق في الساعة الـ18:30.
كانت الدورة الأولى من الألعاب الأولمبية الشتوية قد أقيمت في مدينة شاموني الفرنسية في عام 1924. وخلال تطورها على مدى أكثر من 90 عاما، صارت الأولمبياد الشتوية تضم الآن 60 سباقا على الثلوج و24 سباقا على الجليد.