رام الله 2 أغسطس 2015 (شينخوا) هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأحد) بأنه إذا استمر الوضع مع إسرائيل كما هو عليه الآن وخاصة خلال الشهر الجاري بالذات "فسيكون لنا موقف مختلف".
ولم يوضح عباس خلال لقائه في مدينة رام الله بالضفة الغربية مع وفد من حزب (ميرتس) الإسرائيلي برئاسة زعيمته زهافا غلؤون لتعزيته بوفاة رضيع فلسطيني أحرق مستوطنون إسرائيليون منزل عائلته، ما هو الموقف الذي سيتخذه.
وقال عباس "نحن لن نتنبى الإرهاب ولا العنف، وستبقى سياستنا بايدينا الممدودة للسلام، ولكن إذا استمر الوضع على حاله، وبهذا الشهر بالذات سيكون لنا موقف مختلف".
وحذر الفلسطينيون مرارا في الآونة الاخيرة بغضب من عواقب تصعيد إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يتمثل في "اقتحامات متواصلة للمسجد الأقصى وعمليات قتل يومية واستمرار الاستيطان"، وذلك في ظل توقف مفاوضات السلام منذ نهاية مارس من العام الماضي بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية لم تفض إلى أي اتفاق.
والجمعة اثار مقتل رضيع فلسطيني يبلغ من العمر عاما ونصف حرقا بعدما أضرم مستوطنون إسرائيليون النار في منزل عائلته، حيث أصيب والداه وشقيقه البالغ أربعة أعوام بجروح خطيرة غضبا فلسطينيا عارما.
وقررت القيادة الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية الحادث بهدف "طلب تحرك دولي عاجل وفوري لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
كما كلف الرئيس عباس وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بالتوجه إلى لاهاي غدا لحمل ملف حادثة مقتل الرضيع الفلسطيني إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال الرئيس الفلسطيني اليوم إنه "عندما قررنا الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية أقيمت الدنيا ولم تقعد، وأنا أيضا أحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية"، مستهجنا بيانات الإدانة التعازي والأسف".
وتابع "نأمل أن يتوقف هذا الكلام وأن تتخذ إجراءات ضد كل هولاء المتطرفين الإرهابيين"، معتبرا أن هؤلاء المستوطنين "لديهم تعليمات من قياداتهم بأن لا يكتفوا بحرق البيوت والمساجد والكنائس، وإنما أن يقتلوا".
وفيما يتعلق بالاتصالات الإسرائيلية التي أجريت معه لتقديم التعازي بالطفل الرضيع، قال عباس "استقبلت اتصالات هاتفية من رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن الرئيس (رؤوفين ريفلين) قدموا لي خلالها التعازي، ولكن ماذا بعد؟".
ومضى قائلا "إذا مر هذا الأمر كغيره من الأعمال ليقال هذا مجنون أو بوضع نفسي غير سوي، فهذه قضية للأسف لاتبشر بأي خير، وأنا كنت أتصور أن تلقي الحكومة الإسرائيلية القبض على مرتكبي جريمة قتل الطفل، وأن ترسلهم إلى القضاء لينالوا العقوبة التي يستحقونها".
وأردف عباس "كنت أتمنى أن توقف الحكومة الإسرائيلية مثل هذه الاعتداءات اليومية"، مشيرا إلى أن الفلسطينيين لحد الآن وخاصة بعد حادثة إحراق المنزل لا يجرؤون على السير على الطرقات لأن المستوطنين يقطعونها.
وقال "بصراحة لانستطيع أن نصبر وأن نسكت، ولكن أيضا مرة أخرى إننا لن نسمح بالإرهاب ولا بالعنف".
وتساءل عباس "هل يمكن أن يفكر السيد نتنياهو أنه بالاستيطان، وتجاهل السلام والمفاوضات سيحقق السلام، نحن نقول بصراحة كفى، ونحن لانستطيع أن نصبر".
وتوجه عباس إلى الوفد والشعب الإسرائيلي قائلا "اختاروا بين داعش وبين السلام، وبين هذه التنظيمات الإرهابية اليهودية وبين السلام".
من جانبها، قالت غلؤون إنها جاءت إلى رام الله "لتقديم التعازي في الجريمة التي حدثت في قرية دوما شمالي نابلس بالضفة الغربية، طفل قتل على يد إرهابيون يهود".
وأضافت أن "هناك صدمة داخل حزب ميرتس، وفي داخل إسرائيل، وكانت بالأمس مظاهرة في تل ابيب أكدت فيها بأننا لسنا بحاجة إلى مزيد من الإدانات من جانب الحكومة في الوقت الذي تتواصل فيه حملات التحريض، بل نحن بحاجة إلى إجراءات حازمة ضد الإرهاب اليهودي، وإنهاء احتلالنا لملايين البشر وإطلاق العملية السياسية من جديد".