كوالالمبور 4 أغسطس 2015 (شينخوا) من المتوقع أن تلعب العلاقات الاقتصادية الوثيقة والتعاون الشامل بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا ((الآسيان)) دورا رائدا في التعاون بمنطقة شرق آسيا، حسبما ذكر مسؤولون وخبراء.
فمن جانبه، قال شيوي بو سفير الصين لدى الآسيان خلال مقابلة أجريت معه قبل الاجتماع الـ48 لوزراء خارجية الآسيان والاجتماعات ذات الصلة إن "الصين تتطلع إلى مواصلة التنمية والتعاون مع البلدان الأخرى في شرق آسيا،ومواصلة تدعيم التوافق بشأن التصدى المشترك للمخاطر والتحديات فيما يتم تعزيز الازدهار والاستقرار الإقليميين، فضلا عن تجديد شباب تعاون إقليمي أعمق".
يجتمع وزراء الخارجية وكبار المسؤولين من دول الآسيان العشر وشركائها للحوار وهي الصين والولايات المتحدة وروسيا وكوريا الجنوبية واليابان في العاصمة الماليزية كوالالمبور هذا الأسبوع لبحث القضايا الإقليمية والعالمية وسبل مواصلة الارتقاء بالعلاقات .
وبالنسبة للآسيان، سيكون 2015 عاما يمثل حجر زاوية حيث من المقرر أن تؤسس الكتلة التي تضم عشر دول مجموعة الآسيان ارتكازا على ثلاث دعائم : المجموعة السياسية - الأمنية ، والمجموعة الاقتصادية ، والمجموعة الاجتماعية - الثقافية.
ومن المتوقع أن يرتقي تأسيس مجموعة الآسيان، مع وجود مبادرات صينية من بينها مبادرة "الحزام والطريق" والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، من المتوقع أن يرتقى بالعلاقات القائمة على المنفعة المتبادلة إلى أفق جديد.
وقال شيوى إن مجموعة الآسيان ستتيح فرصة جديدة للصين ودول جنوب شرق آسيا من حيث الترابط فضلا عن التجارة والاستثمار.
وصرح دينغ شيويه ليانغ خبير السياسات في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن جنوب شرق آسيا تعد قاعدة هامة لمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وإن التأسيس المرتقب لمجموعة الآسيان سيعود بالفائدة على الكتلة وشركائها بما في ذلك الصين.
وطرحت الصين سلسلة من المقترحات الهامة مثل بناء مجموعة ذات مصير مشترك مع دول الآسيان وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 وكذا إقامة "نسخة مطورة" من منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان و"إطار التعاون 2+7 (توافقان سياسيان وسبع مجالات للتعاون)"، وقوبلت باستجابة إيجابية من دول الآسيان.
وسجلت التجارة بين الصين والآسيان ارتفاعا جديدا في عام 2014 لتصل إجمالي قيمتها إلى 480.4 مليار دولار أمريكي. ويتطلع الجانبان إلى الوصول بحجم التجارة إلى تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2020.
وذكر أوه أي سون الباحث الزميل في معهد راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة أن دول جنوب شرق آسيا ترحب بخطوة الصين الرامية إلى بناء مرافق بنى تحتية تشمل ميناء وطريق ومطار تحت إطار مبادرة "الحزام والطريق".
وأضاف أوه أن "دول جنوب شرق آسيا تتطلع إلى مزيد من المبادرات من الصين ومستعدة للتجاوب معها".
ورغم النزاعات الإقليمية بين الصين وبعض دول جنوب شرق آسيا، إلا أن الخبراء أشاروا إلى أن التعاون والعلاقات الاقتصادية مازالت تشكل محور العلاقات بين الصين والآسيان.
واختتم السفير شيوى بو حديثه قائلا إن الصين ستعمل مع الآسيان لتحويل بحر الصين الجنوبي إلى بحر للسلام والصداقة والتعاون.