(منتدى طريق الحرير على الانترنت 2015)
بقلم ثري لوو
بكين 13 سبتمبر 2015 (شينخوا) في هذا العصر الذي صارت فيه التجارة الإلكترونية قوة دافعة جديدة للنمو الاقتصادي، ولجت التجارة بين الصين والدول العربية مرحلة جديدة ليصبح هذا النوع المبتكر من التجارة العابرة للحدود نمطا جديدا للتعاون بين الجانبين.
ومن أجل دفع تعميق التبادلات بين الصين والأقطار العربية، تسعى منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي، وهى أكبر منطقة للمسلمين في الصين، إلى بناء طريق الحرير على الإنترنت تحت إطار مبادرة "الحزام والطريق" الإستراتيجية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتستعد المنطقة خلال الدورة الثانية لمعرض الصين والدول العربية الجارية، لدفع التجارة الإلكترونية عبر الحدود بين الصين والدول العربية، ومن ثم تشكل "نقطة نمو إسترتيجية جديدة" للتعاون الصيني- العربي.
وقال تشانغ با وو، رئيس لجنة التنمية والإصلاح في نينغشيا، إن المناطق الاقتصادية لطريق الحرير برزت كمفهوم جديد، حيث لا تشتمل بنيتها التحتية على خطوط سكك حديدية وحارات جوية وطرق وغيرها فحسب، وإنما تحتوى أيضا على شبكات للمعلومات.
ولفت إلى أن الدول الواقعة في المناطق الاقتصادية لطريق الحرير هي في الغالب اقتصادات صاعدة ودول نامية يعجز معظمها عن إقامة المشروعات الكبرى في مجالات مثل السكك الحديدية والطيران والطرق، لذا تتولى الشركات الكبرى عادة مهمة الاستثمار في بناء مثل هذه المشروعات. أما الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم، فعادة ما تنشط في مجال التجارة. وهنا، ستتيح منصات التجارة على الإنترنت التي تتجاوز القيود التقليدية ستتيح فرصة أمام هذه الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم بالدول الواقعة على طريق الحرير للمشاركة على نحو فعال في التبادلات التجارية.
وتتركز العلاقات التجارية والاقتصادية الحالية بين الصين والدول العربية بشكل رئيسي في تجارة السلع التقليدية، وثمة إمكانات كبيرة لتنمية تجارة الخدمات، خاصة الخدمات على أساس الإنترنت نظرا لكونها لا تمثل سوى حصة صغيرة في الوقت الراهن. لذا، تعمل الصين الآن على إبراز المميزات النسبية الصينية في صناعة المعلومات لدفع عجلة التجارة الصينية- العربية على الإنترنت.
وفي هذا الصدد، تقوم منطقة نينغشيا بصفتها نافذة العرب والمسلمين في العالم على الصين، ببناء طريق الحرير المعلوماتي الذي يتمثل في ثلاث نواحي: أولا، تعزيز بناء مراكز المعلومات وشبكات الاتصالات وغيرهما من أساسيات البنية التحتية لشبكات الإنترنت لضمان توافر الاتصال والمواصلات المعلوماتية. ثانيا، توسيع الأعمال في عالم الحوسبة السحابية أمام الدول الواقعة على طريق الحرير. ثالثا، تطوير التجارة الإلكترونية عبر الحدود.
وقد أطلقت مدينة تشونغوي في منطقة نينغشيا مشروعا كبيرا لبناء قاعدة للحوسبة السحابية بالتعاون مع شركة الحوسبة السحابية الرائدة في العالم أو "أمازون ويب سيرفيس" وغيرها من الشركات المعنية، حيث أقيم في إطار هذه القاعدة 200 ألف مركز خدمة حتى الآن، ومن المخطط أن يقام مليون مركز خدمة بحلول عام 2017. وسوف تقدم قاعدة الحوسبة السحابية في تشونغوي الخدمة المعلوماتية للمعرض العالمي في دبي عام 2020.
ومن المتوقع أن تنمو قاعدة الحوسبة السحابية في تشونغوي، لكي تصبح منطقة اقتصادية تجريبية على الإنترنت بين الصين والدول العربية التي تتمركز فيها صناعات متقدمة من الحوسبة السحابية والبيانات الكبيرة. وبالإضافة إلى ذلك، ستبنى في القاعدة مراكز للبيانات الكبيرة للغاية، ومنصات للأمن المعلوماتي على الإنترنت بين الصين والدول العربية، ومنصات للأعمال التجارية عبر الحدود، ومراكز نقل رئيسية لدفع التبادلات التجارية والاقتصادية ونقل التكنولوجيا وتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا المعلوماتية والتبادلات الثقافية التكنولوجية بين الصين والدول العربية.
كما انطلقت في نينغشيا أعمال تجارية إلكترونية عبر الحدود في 26 ديسمبر من العام الماضي لإتاحة ممر تجاري جيد للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في نينغشيا والمناطق الأخرى في الصين لتصدير منتجاتها إلى سوق المستهلكين في الشرق الأوسط .
ويجرى حاليا على قدم وساق منتدى طريق الحرير على الإنترنت باعتباره أحد المنتديات الرئيسية الستة للدورة الثانية من معرض الصين والدول العربية لعام 2015 حيث سيشارك فيه مسؤولون من قطاعات المعلومات الصينية والعربية، وممثلون ورجال أعمال في مجالات الإنترنت والتجارة لبحث سبل بناء طريق الحرير على الإنترنت وتوسيع الأنشطة الاقتصادية والتجارية على الإنترنت وتعزيز التبادلات المتعلقة بتقنيات الإنترنت.
التوقيع على 163 اتفاقا فى معرض الصين- الدول العربية |
أهم الموضوعات / الصين (مقالة خاصة): افتتاح المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا في نينغشيا الصينية |
أهم الموضوعات / الصين ( مقالة خاصة ) : مبادرة "الحزام و الطريق" تضخ حيوية في العلاقات بين الصين والدول العربية |