بكين 22 سبتمبر 2015 (شينخوا) فيما يلي ترجمة مقالة لتسوى تيان كاي سفير الصين لدى الولايات المتحدة، الذى نشرت في الطبعة الخارجية لصحيفة الشعب اليومية أمس الإثنين.
تلبية لدعوة الرئيس الأمريكى باراك أوباما ، سيقوم الرئيس الصينى شي جين بينغ بزيارة رسمية للولايات المتحدة. وهذه الزيارة لن تتعلق فقط بمستقبل تنمية العلاقات الثنائية، ولكنها ستؤثر بشكل عميق على الوضع الدولي والإقليمي. وسوف تضخ بالتأكيد قوة دافعة جديدة لبناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى بين الصين والولايات المتحدة.
وخلال العامين الماضيين، عقد شي وأوباما محادثات في صني لاندز وتشونغنانهاي. ودعا الرئيسان اللذان ركزا على مستقبل العلاقات الثنائية إلى بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى في محاولة لتجنب الصراع أو المواجهة في ظل احترام متبادل وتعاون مربح للجانبين.
وفى إطار هذا التوافق الهام، تواصل الصين والولايات المتحدة استكشاف العلاقات ، وحققتا تقدما وانجازات في بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى.
غير ان الطريق لم يكن سلسا دائما، حيث أن العلاقات الصينية الأمريكية ليست بدون مشاكل أو تحديات. ويواجه الجانبان مهمة مشتركة لبناء هذا النمط الجديد من العلاقات بين الدول الكبرى وتجنب فخ ثوسيديديس.
هناك حاجة للمثابرة والإصرار لبناء هذا النمط الجديد من العلاقات بين الدول الكبرى. وإن نجاح جميع القضايا الكبرى لم يتحقق دائما بسلاسة أو بتحرك واحد. إن المرحلة الأخيرة من المساعى هى الأصعب في إتمامها.كما أن بناء هذا النمط الجديد من العلاقات بين الدول الكبرى يعد قضية تاريخية ليس لها مثيل للرجوع اليها.
إن النظر إلى العلاقات الصينية الأمريكية من منظور الأهمية الاستراتيجية مع الأخذ في الحسبان الوضع الكلي هو وحده الذى يمكن من منع عرقلة العلاقات الثنائية بسبب المشاكل وضمان نموها في الاتجاه السليم.
وتعد زيارة شي فرصة هامة للرئيسين للتواصل حول قضايا استراتيجية وتوضيح الطريق المستقبلي للعلاقات الثنائية. ونحن نأمل ونعتقد أن الجانبين سيقدمان إشارات واضحة وإيجابية في بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى.
إن بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى يعد هدفا، ولكنه يمثل أيضا عملية تحتاج إلى قوة دافعة جديدة. " من شاطئ لشاطئ يبدو النهر واسعا مع ارتفاع المد، والشراع لن يرتفع الا بالرياح".
وفى ظل الوضع الجديد، سيكون لدى الصين والولايات المتحدة المزيد من مجالات التعاون، وينبغي عليهما التعاون. ويجب على الدولتين الابداع في التفكير واستكشاف إمكانات التعاون وتعزيز المجالات المشرقة.
كما يتعين على الجانبين تسريع المفاوضات من أجل التوصل لاتفاقية ثنائية للاستثمار عالية المستوى ومتوازنة في أقرب وقت ممكن من أجل تعزيز العلاقات الصينية الأمريكية والعلاقات التجارية.
ويتعين تعزيز الحوار العسكري الثنائي وتحسين آلية الاتصالات سعيا لتقوية العلاقات العسكرية الصينية- الأمريكية.
ويتعين أن نشترك في القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله وحماية السلام العالمي.
وينبغى علينا الاستفادة من مزايانا وتحمل مسئولياتنا ومعالجة التغير المناخي بشكل مشترك وهو الأمر الذى يعد تحديا عالميا.
ويجب أيضا تعزيز التنسيق والاتصالات في القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية وتقديم اسهامات أكبر للسلام والاستقرار والرخاء في العالم.
وخلال زيارة شي، من المتوقع أن يتوصل الجانبان لمزيد من التوافق في التعاون في مجالات مختلفة وتعزيز عملية بناء نمط جديدة من العلاقات بين الدول الكبرى لتثمر المزيد من النتائج العملية بما يفيد الشعبين.
إن بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى يحتاج إلى أساس صلب لدى الرأى العام. فالشعب هو أساس العلاقات الصينية الأمريكية. ويعتبر تفهمه ومشاركته ودعمه العامل الرئيسي لبناء نمط جديد من العلاقات.
إن الشعبين الصيني والأمريكي يتمتعان بعلاقات ودية بعضهما تجاه بعض. وبتعزيز العلاقات بين الشعبين، ،نأمل في تعزيز الاتصالات بين الشعبين وتعزيز التفاهم وتوسيع التوافق والتطلعات التي تدعم الصداقة الصينية الأمريكية.
وسوف يجري الرئيس شي اتصالات موسعة مع الأمريكيين من جميع الدوائر الاجتماعية خلال زيارته. وستجعل هذه الزيارة علاقات الصداقة الصينية الأمريكية في أوجها وستعزز أساس الرأى العام والأساس الاجتماعي للعلاقات الثنائية.
" لنصعد إلى مستوى أعلى لكى ننظر على نحو أعمق إلى الماضى وإلى المستقبل". إن العلاقات الصينية الأمريكية تقف عند نقطة هامة تربط بين الماضي والمستقبل. ويتعين على الشعبين التحلى ببعد النظر مع دفع العلاقات الجديدة بين الدولتين إلى الامام سويا.
أعتقد أن أول زيارة دولة يقوم بها شي للولايات المتحدة ستكون زيارة من أجل التواصل والتعاون والصداقة بين الشعبين. وستصبح الزيارة بالتأكيد معلما بارزا جديدا في العلاقات الصينية الأمريكية.
مقالة خاصة: التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة يتجه نحو التوازن والاستدامة |
(زيارة شي للولايات المتحدة) مقالة خاصة: الحفاظ على النظام العالمي ما بعد الحرب يتطلب جهودا صينية - أمريكية ملموسة |
مسؤول بالخارجية: زيارة شي للولايات المتحدة تحقق تعاونا ثريا |