رام الله / غزة 23 أكتوبر 2015 (شينخوا) أصيب 15 فلسطينيا بالرصاص الحي والعشرات بالرصاص المطاطي والاختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي اليوم (الجمعة) في مناطق متفرقة من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وجاءت المواجهات خلال تظاهرات لمئات الشبان الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية ومناطق شرق القطاع تلبية لدعوة الفصائل الفلسطينية "لجمعة الغضب" ضد إسرائيل ضمن موجة التوتر المستمرة للأسبوع الرابع.
وقالت مصادر طبية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن 6 شبان أصيبوا بالرصاص الحي خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة في الخليل ووصفت حالاتهم بالمتوسطة وذلك أثناء مظاهرة شارك فيها عشرات الفلسطينيين.
وأشعل المتظاهرون إطارات السيارات ورشقوا بالحجارة قوات الجيش الإسرائيلي التي ردت بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وذكرت المصادر، أن عشرات الشبان أصيبوا بالرصاص المطاطي والاختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند مستوطنة (بيت أيل) شمال البيرة وسط الضفة الغربية.
كما اندلعت مواجهات مماثلة في عدد من قرى رام الله خلفت عشرات الإصابات بالرصاص المطاطي والاختناق.
وشهد حاجز (حوارة) العسكري في نابلس كذلك مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الجيش الإسرائيلي التي عملت على تفريقهم بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع وأصابت عددا منهم.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن عن إصابة أحد جنوده صباح اليوم بجروح طفيفة إلى متوسطة جراء تعرضه لعملية طعن من شاب فلسطيني بالسكين جنوب بيت لحم وفق ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة.
وذكرت الإذاعة، أن الجندي أطلق النار على المهاجم الفلسطيني وأصابه بجروح قبل أن يتم اعتقاله.
إلى ذلك أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة في بيان له، عن إصابة ثمانية فلسطينيين بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة شرق قطاع غزة.
ووصفت القدرة حالة الجرحى بالمتوسطة.
واتهم القدرة القوات الإسرائيلية باستهداف سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني بالأعيرة المطاطية شرق حي الشجاعية في غزة ما أدى إلى تهشم زجاجها الأمامي دون وقوع إصابات في الطاقم الطبي.
واندلعت المواجهات لدى تجمع مئات الشبان بعد صلاة الجمعة في منطقة (ناحل عوز) شرق غزة وأطراف مخيم البريج للاجئين وسط القطاع ومحيط معبر (بيت حانون/إيرز) شمال القطاع إلى جانب مناطق شرق خان يونس في جنوب القطاع.
ورفع الشبان الأعلام الفلسطينية ورشقوا قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة خلف السياج الفاصل مع قطاع غزة بالحجارة، الأمر الذي ردت عليه تلك القوات بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وقتل 53 فلسطينيا وأصيب نحو 2000 بجروح منذ بدء موجة العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل مطلع الشهر الجاري، فيما قتل 9 إسرائيليين جراء عمليات طعن ودهس نفذها شبان فلسطينيون احتجاجا على دخول جماعات يهودية إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية.
ويأتي استمرار حدة المواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي رغم المحادثات الطارئة التي اجراها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء والأربعاء الماضيين مع القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية بغرض التهدئة بين الجانبين.
كما من المقرر ان يجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في العاصمة الأردنية عمان غدا السبت لبحث تطورات الأوضاع والتوتر مع إسرائيل.
وبهذا الصدد قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن أي حديث عن التهدئة بمعزل عن معالجة الأسباب الرئيسية والمتمثلة باستمرار الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 والاستيطان والعقوبات الجماعية ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى "سيكون مجرد حديث للعلاقات العامة والإعلام".
وطالب عريقات في بيان عقب لقائه ممثل الاتحاد الأوروبي لعملية السلام فرناندو جنتلني ومسؤولين أوربيين آخرين في رام الله، بدعم دولي لطرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يحدد مبادئ الحل النهائي بإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها.
وشدد عريقات، على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في حل قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين استنادا لقرار الجمعية العامة (194) والإفراج عن الأسرى وتحديد سقف زمني لتحقيق ذلك يتم من خلال وقف شامل وكلي للاستيطان.
وحمل عريقات الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة عن تنفيذ "الاعتداءات والعقوبات الجماعية والإعدامات الميدانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي دولة فلسطين المحتلة".
في المقابل قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اسماعيل رضوان، إن المبادرات والتحركات الدولية الجارية في المنطقة "ستفشل في وقف انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد استمرار الاحتلال الإسرائيلي".
واعتبر رضوان في كلمة له خلال تظاهرة دعت إليها الحركة في وسط قطاع غزة بمشاركة مئات الفلسطينيين، أن "ما يجري من انتفاضة القدس وحد الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة للدفاع عن المقدسات".
ووجه رضوان رسالة إلى صناع القرار الدوليين "أنه لن تفيد اجتماعاتكم ولا مبادراتكم في إفلات الاحتلال من قبضة الشعب الفلسطيني وانتفاضته وليس أمامكم سوى خيار واحد وهو إقناع الاحتلال بالرحيل عن أرض فلسطين فلا بقاء له على ذرة تراب من أرضنا".