سول 31 أكتوبر 2015 (شينخوا) تعهدت الصين وجمهورية كوريا اليوم (السبت) بتعميق تعاونهما البراجماتي في مجالات مختلفة من بينها الابتكاروالتصنيع، ما يقوي الشراكة التعاونية الاستراتيية بين الجارتين الواقعتين بمنطقة شرق اسيا.
يأتي ذلك خلال لقاء رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ برئيسة جمهورية كوريا بارك جيون-هي عقب انطلاق زيارته التي تستمر ثلاثة ايام للبلاد، حيث سيحضر قمة ثلاثية بين الصين واليابان وجمهورية كوريا.
وقال لي لبارك إن تنمية العلاقات بين الصين وجمهورية كوريا حافظت على زخم مرغوب فيه يحقق المنافع للشعبين والاستقرار والازدهار فى المنطقة.
وتم التوقيع على اجمالي 17 عقد اعمال واتفاق حكومي في مجالات من بينها التجارة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والتبادلات الشعبية بحضور لي وبارك عقب محادثاتهما.
وفي مقترحه المكون من خمس نقاط لإرساء علاقات أوثق, دعا لي البلدين الى الدمج بين استراتيجتي التنمية الخاصة بكل منهما من اجل اقامة معالج جديدة في تعاونهما الوثيق بالفعل.
واضاف لي انه ينبغي بذل جهود للدمج بين مبادرة الحزام والطريق الصينية ومبادرة اوراسيا في جمهورية كوريا وريادة الاعمال والابتكار في الصين واستراتيجية "الاقتصاد الابتكاري" في جمهوية كوريا ومبادرة "صنع في الصين 2025" و"استراتيجية 3.0 لللابتكار التصنيعي" في جمهورية كوريا وكذا جهود البلدين لاستكشاف اسواق دول أخرى في التعاون في مجال تعاون الطاقة الإنتاجية.
وتابع "علينا اغتنام فرص ذلك الاندماج وتقوية تعاوننا في الابتكار والتصنيع الذكي والتنمية وبحوث التكنولوجيا الفائقة."
واوضح لي"سيعزز ذلك تحول وتحديث اقتصادنا والارتقاء بهما وتعزيز الارتباطية الاقليمية، وسيحقق منافع متبادلة لنا وللتنمية المشتركة."
كما دعا الصين وجمهورية كوريا إلى تعميق شراكتهما التعاونية الاستراتيجية وتعزيز التبادلات رفيعة المستوى والحوارات على مختلف المستويات.
ومنذ العام الماضي، تعمل بكين وسول على الارتقاء بعلاقاتهما لاقامة شراكة للتنمية المشتركة والسلام الاقليمي والاحياء الاسيوي والازدهار العالمي.
والصين حاليا اكبر شريك تجاري لجمهورية كوريا واكبر مصدر للواردات، بينما تعد جمهورية كوريا ثالث اكبر شريك تجاري للصين ومن المتوقع ان يبلغ حجم التجارة بينهما 300 مليار دولار هذا العام بزيادة 60 ضعفا مقارنة بالفترة قبل أكثر من 20 عاما.
وخلال الاجتماع حث لي البلدين على اطلاق محادثات ترسيم الحدود البحرية في اقرب وقت ممكن وتقوية التعاون في مجالات من بينها مواجهة التحديات الامنية غير التقليدية وانفاذ القانون والاغاثة من الكوارث.
كما دعا رئيس مجلس الدولة الصين وجمهورية كوريا الى بناء منصات للتعاون في الابتكار وريادة الاعمال للشباب وفى الاستكشاف المشترك لاسواق دول أخرى.
وتعليقا على تكامل شرق آسيا, حث لي على بذل جهود لتيسير المفاوضات بشأن إقامة منطقة تجارة حرة ثلاثية بين الصين واليابان وجمهورية كوريا والشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية لربط المنطقة على نحو أفضل.
كانت الاقتصادات الثلاثة الكبرى في شرق اسيا بدأت مفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة في نوفمبر 2012 وناقشوا خلالها تجارة البضائع والخدمات والاستثمارات.
ومن المقرر ان تعقد الجولة المقبلة من المفاوضات بحلول نهاية العام الحالي ومن المحتمل ان تضم محادثات حول تخفيض الرسوم الجمركية على البضائع والوصول لسوق الخدمات.
وحث لي الصين وجمهورية كوريا على تعميق التبادلات الشعبية بينهما لتوطيد الدعم الشعبي للعلاقات بينهما.
كما ان الصين وجمهورية كوريا اكبر مصدرين للطلاب الاجانب لبعضهما البعض ووجهة السفر الخارجية لكل منهما، فقد تجاوز عدد تبادلات الافراد الثنائية بينهما 10 ملايين.
وخلال حديثه عن الوضع في شبه الجزيرة الكورية, قال لي إن الصين تسعى إلى الحفاظ على السلام والاستقرار وتحقيق نزع السلاح النووي على شبه الجزيرة. وأوضح انه ينبغي حل المشكلات عبر المفاوضات.
وأضاف ان الصين تدعم تماما جهود جمهورية كوريا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لتحسين العلاقات الثنائية وتعزيز التصالح.
ومن جانبها, قالت بارك إن الاتصالات الوثيقة بين زعماء البلدين تساعد على تنمية العلاقات الثنائية وكذا السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرقي آسيا ككل.
واتفقت مع مقترح لي بدمج استراتيجتي التنمية في بلديهما وقالت إن جمهورية كوريا مستعدة لتقوية التعاون مع الصين في مجالات منها التجارة والاقتصاد والمالية والابداع والتصنيع والرعاية الطبية, مضيفة ان بلادها عازمة ايضا على اجراء تعاون مع الصين في مجال تعاون الطاقة الإنتاجية في دول أخرى.
وأعربت عن املها في تسريع وتيرة التصديق على منطقة التجارة الحرة بين الصين وجمهورية كوريا واليابان وان تدخل حيز التنفيذ في وقت مبكر.
وأضافت ان بلادها تولي أهمية كبيرة للدور الهام الذي تلعبه الصين في دفع نزع السلاح النووي من على شبه الجزيرة الكورية والحفاظ على السلام والاستقرار الاقليميين.
وتعهدت بان تواصل جمهورية كوريا تقوية الاتصال والتنسيق مع الصين في هذا الصدد.