سنغافورة 5 نوفمبر 2015 (شينخوا) صرح أحد الخبراء في سنغافورة بأن العلاقات بين الصين وسنغافورة هي علاقات متبادلة النفع وأن زيارة الدولة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ لسنغافورة ستعمق حتما العلاقات بين البلدين.
وقال أوه إي سن الباحث في كلية اس. راجارتنام للدراسات الدولية في جامعة نانيانغ التكنولوجية إن العلاقات بين الصين وسنغافورة تطورت إلى الحد الذى يجعل الوقت ملائما لتركيز البلدين على المزيد من التعاون الاستراتيجي ليس فقط فى الاقتصاد بل فى مجالات أخرى أيضا.
وقد أقامت الصين وسنغافورة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1990، ويوافق العام الحالي الذكرى الخامسة والعشرين لبدء العلاقات الرسمية بين الجانبين. وقال أوه في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) قبيل زيارة شي الى سنغافورة يومي الجمعة والسبت المقبلين "اعتقد أنه على مدار الأعوام الماضية كانت العلاقات بين الصين وسنغافورة متبادلة النفع الى حد كبير".
وأصبح التبادل التجاري والتعاون الاستثماري بين الصين وسنغافورة مثمرا. وأظهرت الإحصاءات الرسمية في سنغافورة أن الصين أصبحت أكبر مقصد استثماري لسنغافورة في الخارج على مدار سبعة أعوام متتالية وأكبر شريك تجاري لها في البضائع منذ عام 2013.
في الوقت نفسه أظهرت أرقام الاشهر التسعة الأولى من العام الحالى من الجانب الصيني أن سنغافورة هي ثاني أكبر مقصد استثماري مباشر للصين في الخارج وثالث أكبر شريك تجاري في البضائع بين جميع الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان).
وقال أوه "تتعلم الصين الكثير من تقنيات الإدارة الحديثة من سنغافورة خلال عملية الإصلاح والانفتاح. من جانب آخر أصبحت سنغافورة أيضا قادرة على استكشاف سوق استهلاكي ضخم في الصين".
ويرى أوه أن العلاقات الحميمة بين الصين وسنغافورة يمكن أن تتضح في المشروعات بين الحكومتين في موضوعات متنوعة خلال مراحل التنمية المختلفة للصين.
وفي عام 1994 تعاونت الصين وسنغافورة في بناء منطقة سوتشو الصناعية بعد وقت قصير من بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حيث شاركت سنغافورة الجانب الصينى الكثير من الخبرات في مجال التصنيع.
وفي عام 2007 تعاون البلدان في تطوير مدينة تيانجين البيئية مع التركيز على حماية البيئة والتنمية المستدامة.
والآن تتعاون الصين وسنغافورة في ثالث مشروع بين الحكومتين يرتكز على مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين خاصة مبادرة طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين.
ويركز المشروع الرائد الحالي على التواصل المتبادل واللوجيستيات الحديثة.
وقال أوه "اعتقد أن الموضوع الرئيسي للمشروع الثالث بين الصين وسنغافورة سيكون الانفتاح على الفرص المتنوعة في الجانب الغربي من الصين لاستكشاف الإمكانات المتاحة هناك".
ومع اكتساب سنغافورة الكثير من الخبرة في تقديم جنوب شرق آسيا للعالم، توقع أوه أن يتمكن المشروع الحكومى الثالث بين الصين وسنغافورة من الاستفادة من مثل تلك التجربة وأن يصبح مشروعا متبادل النفع.
وقال أوه "بفضل خبرتها في النظم المالية وكذلك الإمدادات اللوجيسيتة وغيرها, من المتوقع أن تلعب سنغافورة دورا بالغ الأهمية في بناء طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين الذى سيمتد إلى الهند وما بعدها وسيصل إلى الشرق الأوسط وشرق افريقيا".
ونظرا لأن سنغافورة هي المركز المالي لجنوب شرق آسيا فمن الممكن أن تلعب دور الوسيط للصين من أجل الوصول لأسواق متعددة. وقال أوه "تمتلك سنغافورة الكثير من الخبرة في تنفيذ مشروعات في الشرق الأوسط والهند وغيرها. ويمكن للصين الاستفادة بشكل جيد للغاية من تلك الخبرة في دفع مبادرة الحزام والطريق".
ولا تفيد العلاقات الحميمة بين سنغافورة والصين البلدين فقط وإنما تفيد أيضا الدول الأعضاء في الآسيان. وأشار اوه إلى أنه يعتقد أن العديد من دول الآسيان سعداء بالمزيد من التطور في العلاقات بين الصين وسنغافورة.
وقال أوه "اعتقد أن العديد من دول الآسيان الأخرى ترغب في رؤية انتشار هذا النوع من العلاقات متبادلة النفع الى بقية دول جنوب شرق آسيا أيضا".
وفي ظل الأساس القوي للتعاون بين البلدين, أعرب أوه عن أمله في أن تتمكن الصين وسنغافورة من توسيع نطاق التعاون في مجالات أخرى مثل التعليم.
واقترح أن يقوم البلدان "بتعميق التبادلات في التعليم مثل التعاون بين الجامعات، على سبيل المثال إنشاء جامعة مشتركة بين الصين وسنغافورة تركز على العلوم والتكنولوجيا وتكون مفتوحة أمام بقية دول جنوب شرق آسيا".
وقال "اعتقد أن مثل تلك المشروعات من الممكن أن تجعل تلك العلاقات مثمرة ليس فقط للبلدين ولكن للمنطقة بأكملها أيضا".
الرئيس الصيني يغادر بكين إلى فيتنام وسنغافورة |
زيارة شي لفيتنام وسينغافورة تعزز العلاقات بين الصين والآسيان |