بقلم رانية وانغ
بكين 8 نوفمبر 2015 (شينخوا) أعلن رئيس لجنة التحقيق في سقوط الطائرة الروسية في سيناء الطيار أيمن المقدم يوم السبت أن اللجنة لم تتوفر لها أي معلومات أو أدلة حتى الآن حول سبب الحادث، لكنه أشار إلى أن "كل السيناريوهات مطروحة. لا يوجد شيء غير مطروح. قد يكون انفجارا في بطاريات ليثيوم في أمتعة الركاب. قد يكون انفجارا في تنك الوقود. قد يكون تهالكا في جسم الطائرة".
جاء ذلك في أعقاب إشارات صدرت من عواصم غربية تدعم فرضية انفجار قنبلة على متن الطائرة. وبادرت دول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا والأمارات وأخيرا روسيا برفع "الكارت الأحمر" لمدينة شرم الشيخ السياحية الشهيرة بتعليق أو تغيير اتجاه الرحلات المتوجهة إليها. وفي مواجهة ذلك, أعرب الجانب المصري عن قلقه إزاء تأثير ذلك على قطاع السياحة الحيوي, داعيا كافة الدول الأخرى الى "عدم القفز السابق الى استنتاجات".
وسقطت الطائرة يوم السبت في شبه جزيرة سيناء، ما أسفر عن مقتل 224 شخصا هم جميع الركاب وأفراد طاقم الطائرة.
وحول التداعيات المحتملة للحادث، قال وو يي هونغ، الخبير الصيني في قضايا الشرق الأوسط لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، أن" الحادثة ستشكل ضربة كبيرة للسياحة المصرية. إذا صممت روسيا على وقف جميع رحلاتها الى مصر، ربما تحذو الدول الأوروبية حذوها وهو ما يمكن أن يضر بقطاع السياحة المصري بشدة".
ونوه الى أنه " لا يمكن فصل حادث تحطم الطائرة عن القوة الباقية من جماعة الإخوان المسلمين واحتمال تواصل هؤلاء مع تنظيم الدولة الإسلامية ". وتابع أن الحكومة المصرية تدرك أن عدد المؤيدين والمتعاطفين مع الإخوان المسلمين لا يزال كبيرا في مصر، وبالتالي يجب أن تهتم بشكل بالغ باتصالاتهم المحتملة مع تنظيم داعش ، على حد قوله.
وقال الخبير الصيني إن السلطات المصرية يجب أن تتوخى الحذر وتتأهب لهجمات إرهابية محتملة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية ، منبها الى أهمية الإفراج عن سياسات أكثر فعالية قد يكون من بينها مبادرة للمصالحة لجذب السلميين من فلول الإخوان لضمان استقرارا المجتمع المصري.
وأضاف أن مصر من المرجح أن تختار تعزيز التعاون الوثيق مع روسيا في مكافحة الإرهاب لتخليص نفسها من تهديد الإرهاب وتلجأ الى تعزيز وجودها العسكري على نطاق أكبر في سيناء بعد حادثة الطائرة.
ومن جانبه، أكد وو بينغ بينغ، رئيس مؤسسة بحوث الحضارة الإسلامية بجامعة بكين :" أن أول الأولويات لمصر هو إجراء علاج شامل من عدة أوجه. أولا, ينبغي على مصر أن تخلص نفسها من قيود الاتفاقية المتعلقة بنشر الجنود لتعزيز الوجود العسكري وضمان أمن سيناء".
ثانيا, يجب أن يبدأ العلاج الشامل من الاقتصاد لكسب تأييد ودعم الشعب عن طريق تحقيق الانتعاش للاقتصاد وضمان إيصال ثماره للقطاع العريض من الشعب.
ثالثا, من الضروري لمصر أن تحقق التعايش مع جيرانها لا سيما في قطاع غزة لتعزيز التعاون في إدارة الحدود وتأمينها مع الأطراف المعنية وضرب عصابات التهريب ومواجهة تدفق الإرهابيين بيد من حديد.
وفيما يتعلق بالقوى الإسلامية المعارضة, قال وو بينغ بينغ إنه يجب على الحكومة المصرية أن تعمل على توحيد كل القوى الممكنة وتجنب التوسيع غير المعقول في الضربات. وأضاف أن تحديد معايير أكثر وضوحا في مكافحة الإرهاب وإحكام الدقة في ضرب الأهداف مع توفر الأدلة الكافية وتوافق كل الاجراءات مع القانون، يضمن مكافحة ناجحة للإرهاب .
وأوضح أنه بعد هذا الحادث وما تبعه من آثار سلبية على مصر، "ستواجه الحكومة المصرية تحدي دفع التعاون الدولي وإصلاح صورتها وإعادة الثقة بها في المجتمع الدولي، على أن يسير ذلك بالتوازي مع جهود مضنية لجذب الزوار من الأسواق المختلفة لزيارة معالمها ومنتجعاتها، بما في ذلك السوق الصيني.
وكان فرع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في سيناء أصدر بيانا على الانترنت تبنى فيه مسؤوليته عن حادثة تحطم الطائرة الروسية بيد أن كلا الجانبين المصري والروسي قلل من أهميته. وحول ذلك, قال وو بينغ بينغ إن إعلان داعش من المحتمل أن يكون "ضجيجا" فقط. ويشير الإعلان الى أن داعش لا يقاتل بريا فقط, بل يستعمل الحرب النفسية لإثار ة الإزعاج والتشويش أيضا في المجتمع الدولي، مشيرا في الوقت نفسه الى عدم استبعاد احتمال اقدام داعش على تنفيذ هجمات حقيقية في المستقبل، وهو ما يستدعى كل الحذر والتأهب الكافي من جانب مصر والمجتمع الدولي كله، لافتا أيضا الى أهمية أن تبقى الاستخبارات المتعلقة بالإرهاب مفتوحة وشفافة أمام دول العالم من أجل تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب تكون أكثر فعالية.